شيطان ضائع
أتعرف ما الضياع ؟؟؟
الضياع ليس ان لا تعرف اين الظلام وأين النور
الضياع ان تراهما ،ولكن ؛ لا تعرف ايهما ظلام وأيهما نور
الضياع ان ترى النور ألف نور و الظلام ألف ظلام
الضياع ان لا تعرف أي طريق تريد
ظلام هو أم نور
أن تقف حائرا في نفق مظلم منير
يجمدك برودة هذا و يحرقك حرارة ذاك
تيأس من الوقوف
تجلس مكانك
ما بين الألف و الألف
تحضن ركبتيك الى صدرك
توسد رأسك على ركبتيك
تضحك ساعة و تبكي ساعة
تصحو ساعة و تنام ساعة
وأنت في مكانك
تنتظر و تنتظر و تنتظر
على أمل أن يمر عابر سبيل
يشفق عليك
يأخذ بيدك
الى طريق
الى أي طريق
أي شيء إلا هذا الضياع
شيطان و طفلة
"أيش هو الموت ؟؟؟"
التفت الشيطان الى مصدر الصوت
طفلة صغيرة ، ما تجاوزت الستة أعوام
في عينيها علامات حيرة و خوف
"انتي هنا من أول الفيلم؟؟؟ "
سألها وهو يطفأ التلفاز الذي يعرض فيلم رعب
قد كان مستغرقا في الفلم فلم ينتبه لوجودها
"من متى انتي هنا؟؟؟"
لم يتلقى اجابة
لكن عينيها البريئتين لا زالت متعلقة به
تنتظر إجابة تشفي فضولها و خوفها
"يعني لازم تعرفين؟؟؟"
"الموت هو ان الملائكة يجون عند هالانسان و يطلعون روحه من جسمه "
"ما يوجع ؟؟؟"
"لا لا ، الحين اذا نمتي يوجعك ؟؟؟"
"لا ما يوجع"
"الموت مثل النوم ، الفرق انه ما راح تصحى"
"بس يخوف!!!"
"طيب ليش يخوف، ما هو مثل النوم ما يخوف ولا يوجع!!!"
"خايفه لسا؟؟"
"شوي"
"طيب"
"الحين الساعة بتصير اثنعش ، وش مصحيك للحين، يله روحي نامي"
ذهبت و لا زالت علامات حيرة تسطع من عينيها
تختفي
يشعل التلفاز بسرعة
لكنها تعود عقب لحظات
يقفل التلفاز مجددا
"وش رجعك الحين ؟؟؟"
"هيثم"
"هاه!!! "
"ممكن تجي معي للغرفة!؟؟"
"لسا خايفه : )"
لا تجيبه ، و تنظر اليه بعينين تمتلأان براءة مع بعض من خوف و كثير من رجاء
فيقوم من جلسته مبتسما
"يله امشي معاي"
تمسك بيده و كأنها لا تملك الا يده في هذه الدنيا
بدأ بفهم جزء من خوفها ، فالدرج الذي يصعد الى غرفتها مظلم
"الحين خايفه عشانها ظلمة ؟؟؟"
يسير بها الى غرفتها
يفتح لها الباب
"خلاص الحين ؟؟؟"
تجاوبه بابتسامة ارتياح
"ايه"
تقفل عليها الباب
يبدو أن أختها في الغرفة و لذلك لم تطلب وجوده في الغرفة
او على أدنى تقدير ،البقاء معه في الصالة حتى تطمإن لوجود أحدهم في الغرفة
يركض مسرعا مع الدرج لكي يستلحق ما بقي من الفيلم
انتهى الفيلم
يبدأ بتذكر حواره مع ابنة عمه الصغيرة
"أنا الحين طمنتها ولا خوفتها ؟؟؟"