اولا محافظة القاهرة فى سطور
تتمتع القاهرة بموقع استراتيجي متميز مما أهلها لتكون العاصمة السياسية لمصر على مر العصور ، هذا إلى جانب كونها العاصمة الثقافية والفنية والعلمية والتاريخية للعالم العربي والإسلامي.
القاهرة هى :
العاصمة السياسية لجمهورية مصر العربية والعاصمة الثقافية والفنية والعلمية والتاريخية للعالم العربي والإسلامي ؛ شعارها الجامع الأزهر الشريف منارة الإسلام ومنبره في العالم أجمع ؛ عيدها القومي السادس من يوليو ( ويرجع ذلك إلى أن القائد الفاطمي جوهر الصقلي أرسى أساس القاهرة يوم 17شعبان عام 358 هجري الموافق 6 يوليو عام 969 ميلادي ).
أسّسها المعز لدين الله الفاطمي ( رابع الخلفاء الفاطميين في المغرب ، وأول الخلفاء الفاطميين في مصر ) لتكون عاصمة له، وتضمّ الآن المدن التالية :
1.مدينة الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص سنة 20هـ .
2.مدينة العسكر التي أسسها صالح بن علي العباسي سنة 132هـ .
3.مدينة القطائع التي أسّسها أحمد بن طولون سنة 256هـ .
4. القاهرة الفاطمية ، والأحياء التي طرأت عليها منذ أن بناها جوهر الصقلي سنة 358 هـ وحتى الآن .
الموقع :
تقع محافظة القاهرة علي الضفة الشرقية لنهر النيل ويحدها من الشمال محافظتي حلوان والقليوبية ومن الناحية الشرقية والجنوبية محافظة حلوان ومن الناحية الغربية نهر النيل ومحافظة الجيزة.
وتعتبر القاهرة محافظة ومدينة، أي أنها محافظة تشغل كامل مساحتها مدينة واحدة، وفي نفس الوقت مدينة كبيرة تشكل محافظة بذاتها.
التقسيم الإداري للمحافظة :
تتكون محافظة القاهرة من (3) مناطق وهى :
1.الشمالية وتضم (8) أحياء .
2.الشرقيــة وتضم (9) أحياء .
3.الغربيـــــة وتضم (10) أحياء .
المساحة :
·تبلغ المساحة الكلية لمحافظة القاهرة ( 1881.04كم2 ) .
·وتبلغ المساحة المأهولة ( 155.58 كم2 ) .
عدد السكان :
·يبلغ عدد سكان محافظة القاهرة ( 6.758.581 نسمة ) .
· وتصل الكثافة السكانية إلى ( 43441.1 نسمة /كم2 ) .
تاريخ القاهرة :
عرفت القاهرة في العصر الفرعوني باسم من نفر وضاحيتها مدينة الشمس (مصرية قديمة: أون). وتعتبر عاصمة مصر الموحدة منذ أن وحدها الملك نامر 3200 سنة ق.م.
العصر الإسلامى
وتعتبر مدينة الفسطاط وجامع عمرو أول أثرين إسلاميين بمصر وأفريقيا ويرمزان لمرحلة محورية بل بداية عصـر بكامله هو العصر الإسلامي. وكانت الإسكندرية عاصمة مصر منذ بناها الإسكندر عام 332 ق.م. مرورا بالإغريق البطالمة والرومان والبيزنطيين الروم .
وكان عمرو بن العاص بين أمرين هما لو أبقي علي الإسكندرية كعاصـمــة فوجوده بها سيجعله معرضا من البحـر لأي غــزو وهذا ما حــدث فعــلا عندما غزا البيزنطيــون المدينة من البحــر بأسطولهم عام 646م ، مما جعل المصريون يطلبون إعادة عمرو بن العاص بعدما كان الخليفة عثمان قد عزله.
والأمر الثاني الذي جعله يختـار مكان الفسطـاط أنه بالإسكندرية سيكون بعيـدا عن المدينة المنـورة عاصمـة الخلافة الإسلامية مما يصعب نجدته، وكان قرار الخليفة عمر لعمرو بعدم عزل القوات بمانع مائي وهو الفيضان والنيل وعدم سكناها المدن حتى لا يتقاعسوا عن مواصلة الفتح.
لهذا اختار ابن العاص هذا المكان الصحـراوي الذي يعتبر عسكريا موقعا إستراتيجيا شمال حصن بابليـون وأقام فيه مدينة الفسطـاط عام 21هجرية –641 م فوق عدة تلال يحدوها جبل المقطم شرقا وخلفه الصحراء التي يجيد فيها العرب الكر والفر والحرب والنيل غربـا ومخاضة بركة الحبش جنوبا وهما مانعان طبيعيان.
شيد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط كمدينة حصـن وبهـا حصن بابليون لتكون مدينة للجند العرب وأقام بها المسجد الجامع (مسجد عمرو بن العاص) أول مسجد أقيـم بمصر الإسلامية وبجواره دار الإمارة . وكانت في تخطيطهـا علي غرار تخطيط الرسـول صلـي الله عليـه وسلـم للمدينة المنورة ، وكانت تبدو من بعيد كأنها جبل شامخ كما وصفها الرواة والمؤرخون .
العباسيون
عندما استولى العباسيون علي مدينة الفسطاط بعد سقوط الخلافة الأموية بدمشق عام 133هجرية – 750 م ، دخلها العباسيون بعد قتال عنيف بقيادة القائد العباسي أبي صالح علي وأحرقها وكان جنوده يحصدون رؤوس آلاف الثوار ويعلقونها في جامع عمرو. لهذا كان جنود العباسيين يسكنون مدينة العسكر التي شيدوها كضاحية للفسطاط . ولم تهدأ الفتن ضد العباسيين طوال 110 عاما حتــى مجيء أحمــد بن طولون عام 860 م، وبنـي مدينـة القطائع كامتداد للعســكر.
وكــان الـوالي العباسـي أبو صالح علي قـد واجـه السـرقات التي تفشــت بالفسطاط ومنعها وأمر أن يغلق كل واحد بيته أو حانوته بستارة من شرائح القصب حتى لا يدخلها الكلاب مـن الأبواب وجعل الحمامات بدون حراسة وقال : من ضاع له شيء فعلي أداؤه . ولم يجرؤ أحد علي الاقتراب منهـا. أو كما يقول الكندي : فكان الرجل يدخل الحمام فيضع ثيابه ويقول يا أبا صالح احفظها.
[وكان الوالي بمصر يطلق عليه أمير مصـر وأيام العباسييـن صاحـب إقطاع مصر لأن مصر كانـت إقطاعيـة وكان واليها نائبا عن الخليفــة أو الأمراء أو القواد في جمع خراج مصر وإرساله لهم ببغداد أيام العباسيين ، وكان يطلق عليه أيضا أمير الصلاة لأنه كان ينوب عن الخليفة في إقامتها .
الفاطمييون (يوليو 969م – 358 هجرية)
في عهد المعز لدين الله الفاطمي بنيت مدينة القاهرة كمدينة جند وكضاحية ثالثة للفسطاط مع العسكر والقطائع ، وفي نهاية حكم الفاطميين شهدت مدينة الفسطاط الحريق علي أيدي الصليبيين أيام الخليفة العاضد عندما بلغوها بمراكبهم بالنيل وأسروا ونهبوا بقيادة الملك عموري (أمالوريك) عام 564 هجرية – 1168م. وأمر وزيره بجمع العبيد وإحراق مدينة الفسطاط ونزح الأهالي للقاهرة خوفا وهلعا. وظل الحريق بالفسطاط طيلة 45 يوما ونزلوا بالحمامات والأزقة والمساجد ، وأصبحت الفسطاط بعد الحريق مدينة أشباح خاوية علي عروشها عدة قرون وفقدت أهميتها كعاصمة للمال والتجارة والصناعة ولم يبق منها سوي جامع عمرو بن العاص والذي أنقذ من الحريق بأعجوبة.
قامت الفسطاط لتكون عاصمة ولاية تابعة للمدينة المنورة وقامت مدينة العسكر لتكون عاصمة إقطاعية مصر التابعة لبغداد وقامت مدينة القطائع لتكون عاصمة دولة مصر الطولونية. لكن قاهرة المعز قامت لتكون عاصمة خلافة مستقلة هي الخلافة الفاطمية ، وهذه العواصم الأربعة قامت غرب المقطم بشرق النيل.