عشرون رسالة من أروع الرسائل ِ الأدبية وأندرها
فتى الادغال
الرّافعيُّ : أبو السّامي مصطفى صادق ، ذاك الطودُ الشامخُ ، والعلمُ السامقُ ، الأصمُّ الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وهو لا يسمعُ ، والذي لا يحملُ من العلمِ الرسميِّ ألا الشهادةَ الابتدائيةَ ، ومع ذلكَ فقدَ أودى بردودهِ كبارَ الدكاترةِ والعباقرةِ من الأدباءِ في عصرهِ .
لهُ نثرٌ ساحرٌ أخّاذٌ ، وهو شاعرٌ على جفافٍ في أكثرِ شعرهِ ، وجزالةٍ في بعضهِ ، وسموٍّ في أغراضهِ .
الكلامُ عن الرّافعيِّ وسيرتهِ ومكانتهِ ، لهُ موضوعٌ خاصٌّ ، جمعتهُ في وريقاتٍ ويحتاجُ إلى تهئةٍ وصفٍ ليُنشرَ في المنتدياتِ ويذاعَ .
ولكنّي هنا سأنقلُ لكم بعضاً من الرسائلِ التي جرتْ بينهُ ، وبينِ أبي ريّةَ محمودٍ ، وهي من أرقِّ الرسائلِ وأعذبها ، وكذلكَ من أجملها أسلوباً ، وأصدقها نقداً ، وفيها جرأةٌ وشفافيةٌ كبيرةٌ .
وهي من الكتبِ التي نفدت من قديمٍ ، ولم يُعدْ طبعها ، وكانَ آخرَ طبعاتها - وهي الثانيةُ - في سنةٍ 1969 م ، والعثورُ عليها شبهُ متعذّرٍ .
وأرجو أن تحوزَ على رضاكم ، وسأنقلُ لكم بعضها ، حتى تستطيبوا وقتها ، وتستلذوا قراءتها ، وتحتذوا حذوها في الترسّلِ .
وهذه هيَ :
1 - رأيهُ في أمتع ِ كتبِ النحوِ
( لمّا صحت نيتي على أن أتصلَ بشيخنا الرافعيّ – رحمه الله – رأيتُ أن أسألهُ عن أفضل كتبِ النحو والصرفِ – وقد كنتُ سألتُ قبل ذلكَ عن هذا الأمر المغفورَ لهُ الشيخ عبدالعزيز جاويش رحمه الله فأجابني أن خير كتبِ النحو ِ كتابُ سيبويه والمفصّل للزمخشري - )
طنطا في 20 ديسمبر سنة 1912
أيّها الأديبُ الفاضلُ
السلامُ عليكم ، وبعدُ ،
فإنّي أشكرُ لكَ ما أطريتَ وأحمدُ إليكَ كما أثنيتَ ، وأرجو أن تكونَ أهلاً لخير ٍ ممّا وصفتني بهِ – إن شاءَ اللهُ - ، فإنّ الأدبَ يرقبُ نوابغهِ دائماً من بينِ المعجبينَ بهِ والراغبينَ فيهِ وذوي الحرصِ عليهِ . أمّا ما سألتَ من أمرِ كتبِ النحو ِ والصرفِ ، فيشقُّ علي أن أدلّكَ على غرضكَ منها ، لأنّي لستُ على بيّنةٍ من قوّتكَ في فهم كتبِ القوم ِ ، والبصر ِ بها ، غير أنّكَ لو سألتني عن أنفعِ وأمتعِ كتابٍ طُبعَ في النحوِ ، لدللتكَ على " شرحِ الكافيةِ للرضي " ، وهو كتابٌ ضخمٌ ليسَ في كتبِ العربيةِ ما يساويهِ بحثاً وفلسفةً .
وللرضي أيضاً شرحٌ على الشافيةِ في الصرفِ ، هو كصنوهِ في النحوِ لا يعدلهُ غيرهما ، فاشترهما ، وضُمّ إليهما كتابَ " متن ِ التوضيحِ " لابن هشام ٍ ، وشرحه ِ ، فإن لم تنتفعْ بالأولين انتفعتَ بالآخرين ِ .
وإلى اللهِ الدعاءُ في توفيقكَ وتسديدكَ ، وأذكرُ أنّي معجبٌ برغبتكَ في الأدبِ وإخلاصكَ لأهلهِ .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مصطفى صادق الرافعي
2 – رأيهُ في دراسةِ الأدبِ العربيّ
( لمّا جاءني أوّل كتابٍ من الرافعيّ – رحمهُ اللهُ – فرحتُ بهِ فرحاً شديداً ، وجعلتهُ ممن يجبُ الرجوعُ إليهم في أمرِ الأدبِ العربي ودراستهِ ، وقد عنّ لي أن أعرفَ رأيهُ في دراستهِ – وهو الإمامُ الحجة ُ – فكتبتُ إليهِ خطاباً في ذلكَ ، كانَ الجوابُ عنهُ هذا الكتابُ ) :
طنطا في 30 ديسمبر سنة 1912
أيّها الفاضلُ
إنّ أعمالي كثيرةٌ في هذه الأيام ِ ولذا أراني أبطأتُ في الردِ على كتابكَ ، وإنّي مجيبك عنهُ بإيجازٍ ، لأنّ ما سألتَ عنهُ يصعبُ التبسّطُ فيهِ على وجهٍ واحدٍ .
إنّكَ تريدُ امتلاكَ ناصيةِ الأدبِ – كما تقولُ - ، فينبغي أن تكونَ لكَ مواهبُ وراثية ٌ تؤديكَ إلى هذه الغايةِ ، وهي مالا يُعرفُ إلا بعدَ أن تشتغلَ بالتحصيل ِ زمناً ، فإن ظهرَ عليكَ أثرها وإلا كنتَ أديباً كسائرِ الأدباءِ ، الذينَ يستعيضونَ من الموهبةِ بقوّةِ الكسبِ والاجتهادِ .
فإذا رغبتَ في أقربِ الطرق ِ إلى ذلكَ فاجتهدْ أن تكونَ مفكّراً منتقداً ، وعليكَ بقراءةِ كتبِ المعاني قبلَ كتبِ الألفاظِ ، وادرسْ ما تصلُ إليهِ يدكَ من كتبِ الاجتماعِ والفلسفةِ الأدبيةِ في لغةٍ أوربيةٍ أو فيما عرّبَ منها .
واصرف همّكَ من كتبِ الأدبِ العربي – بادىء ذي بدءٍ – إلى كتابِ كليلةَ ودمنة والأغاني ورسائلَ الجاحظِ وكتابَ الحيوان ِ والبيانِ والتبيين لهُ ، وتفقّه في البلاغةِ بكتابِ " المثل ِ السائرِ " ، وهذا الكتابُ وحدهُ يكفلَ لكَ ملكةً حسنة ً في الانتقادِ الأدبي ، وقد كنتُ شديدَ الولعُ بهِ .
ثمّ عليكَ بحفظِ الكثيرِ من ألفاظِ كتابِ " نُجعةِ الرائدِ " لليازجي والألفاظِ الكتابيّةِ للهمذانيّ ، وبالمطالعةِ في كتابِ " يتيمةِ الدهرِ " للثعالبيّ والعقدِ الفريدِ لابن عبدربه وكتابِ " زهرِ الآدابِ " الذي بهامشهِ .
وأشيرُ عليكَ بمجلّتينِ تُعنى بقراءتهما كل العنايةِ " المقتطف والبيان " ، وحسبكَ " الجريدةُ من الصحفِ اليومية و " الصاعقة " من الأسبوعية ، ثم حسبكَ ما أشرتُ عليكَ بهِ فإنّ فيهِ البلاغ كلّهُ ، ولا تنسَ شرحَ ديوان ِ الحماسةِ وكتابَ نهجِ البلاغةِ فاحفظْ منهما كثيراً .
ورأسُ هذا الأمر ِ بل سرّ النجاح ِ فيهِ أن تكونَ صبوراً ، وأن تعرفَ أن ما يستطيعهُ الرجلُ لا يستطيعهُ الطفلُ إلا متى صارَ رجلاً ، وبعبارةٍ صريحةٍ إلا من انتظرَ سنواتٍ كثيرة .
فإن دأبتَ في القراءةِ والبحثِ ، وأهملتَ أمرَ الزمن ِ – طالَ أو قصرَ – انتهى بكَ الزمنُ إلى يوم ٍ يكونُ تاريخاً لمجدكَ ، وثواباً لجدّكَ .
والسلامُ عليكَ ورحمة ُ اللهِ .
الرافعي
3 رأيّهُ في الكتبِ التي وعدَ الناسَ بها
( انقطعَ حبلُ المراسلةِ بيني وبين الرافعي – رحمه الله – زهاءَ ثلاث سنين ، كانت كالفترةِ التي انقطعَ فيها الوحيُ عن الرسول – صلواتُ الله عليهِ - ، ثم ترادفتْ علي بعد ذلك رسائلهُ ، وهذا هو أوّل كتابٍ منه بعد هذه الفترةِ ) :
طنطا في 21 يونيو سنة 1915
أيّها الأديبُ الفاضلُ
السلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ ، وبعدُ ،
فإنّي معتذرٌ إليكَ من تأخير ِ الرّدِ إلى الآن بالمرضِ الذي شغلني بنفسي منذ شهرينِ ، فقد كددت رأسي طويلاً وآن لي أن أستريحَ قليلاً .
أمّا كتابكم فقد تلوتهُ مستبشراً بميلكم هذا الميلَ إلى الأدبِ ، ويسرّني أن تستوعبوا ما تقرءونهُ حتى أتى لكم أن تستخرجوا أسماء الكتبِ التي سألتم عنها كالقرائحِ العربيةِ وغيرها ، ومن أجل ذلك لا أرتابُ في أنّ لك يوماً – إن شاء اللهُ – وهو سبحانهُ المسئولُ أن يأخذَ بيدكم إلى القصدِ ممّا تطلبون .
وأمّا هذه الكتبُ التي وعدتُ النّاسَ بها فالنيّةُ معقودة ٌ عليها ، وحسبكَ من جهتي أنا صحّة النيّةِ ، ولكن ماذا أصنعُ والناسُ عندنا ما تعلمونَ تخاذلاً وتقصيراً وبخلاً بالدراهمِ القليلةِ ينفقونها على الأدبِ ، وكيف لي أن أملأ الأسواقَ كتبي ، ويدي فارغةٌ .... ؟ .
لقد وضعتُ كتاباً صغيراً هذه الأيّام وهو " كتابُ المساكين " وأظنّكَ تُعجبُ به لو قرأتهُ ، غيرَ أنّي لم أجد من يُعينني على طبعهِ فطويتهُ وكنتُ أوشكتُ أن أتمّهُ ، وليسَ طبعهُ بالمُعجزِ ، فإنّه لا يُنفقُ فيهِ أكثرُ من خمسة وعشرين جنيهاً ! ، ولكنّي لا أجدها الآن فأينَ هي ؟! ، بل أين من يقولُ هاهي ؟! .
والجزءُ الثالثُ من التاريخِ لموعدكَ به بعد سنتين – إن شاءَ اللهُ – مع أنّي أكتبُ فيهِ أكثرَ من بضعة أشهر ٍ حتى يمثلَ للطبع ِ ، ولكن العجزُ في التكاليفِ ... فدعني ونفسي إنّ الشرقَ لا يزالُ شرقاً .
سألتني عن قاموس ٍ عربي تشتريهِ فليسَ أحسنَ ولا أوفى من " لسان ِ العرب " فإن أعياكَ أن تجدَه لقلةِ نسخهِ فالتمس تاجَ العروس ِ وأظنّهُ كثيرَ الوجود ِ ، وينبغي أن تجمعَ إليهِ " القاموسَ المحيطَ " للفيروزبادي " فإن التاجَ شرحٌ عليهِ ، وضمّ إليهما " أساسَ البلاغةِ " للزمخشري فلا غنى لأديبٍ عنهُ وهو رخيصٌ كذلكَ .
واعذرني أن لا أطيلَ في الكتابةِ ، فإن رأسي متألّمٌ ، وقد تركتُ القلمَ حتى يرزقَ اللهُ العافيةَ بحولهِ وقوّتهِ .
والسلامُ عليكم ورحمة الله .
الداعي
مصطفى صادق الرافعي
4 – رأيهُ في طبع كتبهِ
( لمّا جاءني هذا الكتابُ خاطبتُ الشيخ عبدالرحمن البرقوقي – رحمه اللهُ – في أن تتولّى مكتبةُ البيانِ طبع " كتابِ المساكين " على نفقتها ولم يكن في ذلك من عاب ، وعلى أن البرقوقي صهرٌ لشيخنا الرافعي وبينهما من الصلاتِ الأدبيةِ غير ذلك ما بينمها ، فقد تأثّر جداً وبعثَ إلي بهذا الخطابِ ) :
طنطا في 19 ديسمبر سنة 1915
أيّها الأخُ
السلامُ عليكَ ، وبعدُ ،
فإنّي شاكرٌ لكَ أدبكَ وغيرتكَ ومروءتكَ ، غيرَ أنّي أعتبُ عليكَ إذ كتبتَ للشيخِ البرقوقي ما كتبتَ ، فإنّي في كتابي الآخر إنّما اعتذرتُ عن عدمِ طبعِ كل كتبي لأنّي لا أملأ السوقَ ويدي خالية ٌ لا أستطيعُ أن أملأها ، وفرقٌ بينَ عدم ِ امتلاءِ اليدِ ، وبين ضيقها ، فإنّي – والحمدُ للهِ – في يُسرٍ وإن لم أكنْ في سعةٍ .
على أنّي كنتُ مريضاً يومئذٍ فكتابتي كانت مريضة كذلكَ ، والحمدُ للهِ على العافيةِ ، أسأله تعالى أن يدمها لي ولكم .......... ،
....... وأختمُ بالشّكرِ لكَ مرّة أخرى والسلامُ .
مصطفى صادق الرافعي
5 – رأيّهُ في كتابِ ذكرى أبي العلاء
( كتبنا إليهِ أن أحد الأدباءِ يقولُ : إن كتبَ الرافعي أكثر ثمناً من غيرها – وطلبنا منه أن يبيّن رأيهُ في كتابِ " ذكرى أبي العلاءِ " للدكتور طه حسين – وكذلكَ ذكرنا لهُ خطأ استعمال ِ لفظةِ " المستلم " التي جاءت في إيصالاتِ اشتراكِ " كتابِ المساكين " فجاءَ منهُ هذا الجوابُ ) :
طنطا في 30 ديسمبر 1915
أيّها الأخُ
السلامُ عليكم ، وبعدُ ،
... وذكرتم في كتابكم أنّ قائلاً يقولُ ... إنّ الغبنَ أن تكونَ 426 صفحة ً من ذكرى أبي العلاءِ بعشرةِ قروشٍ ، و 250 صفحة من كتابِ المساكين ِ بمثلها – أو كما قالَ - ، فهذا – ويحفظكَ اللهُ – سببٌ من أكبرِ أسبابِ سقوطِ الأدبِ عندنا ، إذ يُريدُ الناس ألا يعرفوا التأليف وكدّ العقول ِ إلا تجارة الورق ِ .... ، كما يصنعُ أصحابُ المكاتبِ الذين يشترونَ ورقاً أبيضَ ويبيعونهُ ورقاً أسود ، وكما يصنعُ سقاط المؤلفين الذينَ يصنعون هذا الصنيع لأنّه لا فرقَ بين صاحب مكتبةٍ يطبعُ كتابَ رجل ٍ ماتَ ، وبين مؤلّفٍ ينقلُ عن رجالٍ ماتوا ، كلاهما لا عملَ لهُ إلا نقلٌ وتصحيحٌ وما أهونهُ عملاً ! .
لقد قيلَ لي – مراراً – إن كتبي أكثر الكتبِ العربيّةِ رواجاً - ولعلّها كذلكَ - ، ولكنّي مع هذا لا أبيعُ حياتي بالثمن ِ البخس ِ ، وأنا واثقٌ أنّ لي عدداً من القرّاءِ يشترونَ كتبي بأي ثمن ٍ وجدوها به ، فما ضرّني أن أجعل القاريء منهم بخمسةٍ من مثل ذلك القائل ..... ! .
إنّها أسطرُ ضائعة ٌ أخطّها في هذا المعنى .... ! .
لم أقرأ " ذكرى أبي العلاءِ " ولا أعرفُ ما هي ، ولكن أخبرني أحدُ الذينَ ساعدوا في تأليفها – وهم ثلاثةٌ غيرَ صاحبها – أنّها ليست ممّا يُقالُ إنّهُ هناكَ ، ولا علمَ لي بالغيبِ وأستغفرُ اللهَ ولعلها من الكتبِ الممتعةِ .
غيرَ أنّ ثمنها ليس في تسعيرةِ أثمان ِ الموادِ الغذائيةِ ، فكيف يُريدُ صاحبكم أن يوجبَ على المؤلفينَ أن يبيعوا كل 42 صفحة بقرش ٍ واحدٍ ! .
أمّا لفظة ُ " المستلم ِ " فقد وقعتْ خطأ ، وقد طلبَ أحدهم إلى أبي عبيدة َ أن يكتبَ له كتاباً يستشفعُ بهِ إلى رجل ٍ من الأمراءِ ، فأملى أبو عبيدة على كاتبٍ وقال لهُ : اكتبْ والحن ، فإنّ اللحنَ مجدودٌ – أي محفوظٌ – صاحبهُ ... ! .
لا أعرفُ موعدَ صدورِ الكتابِ فللمطابعِ المصريةِ مواعيدُ غير معروفةٍ ..... وساعةُ المواعيدِ في مصرَ لا ضبطَ لها ولا يمكنُ أن تضبطَ إلا في يدِ نبيٍّ مصريٍّ – إن ظهرَ في مصرَ نبيٌّ آخرُ .... ! .
أختمُ كتابي بالشكرِ لكَ ... والسلام عليك .
من الداعي مصطفى
6 – يُثني علينا ويدعو لنا
طنطا في 2 يناير سنة 1916
أيّها الأخُ
السلامُ عليكَ ،
وإنّي شاكرٌ همّتكَ مُثن ٍ على مروءتكَ ، وأنتَ من أهل ِ الثناءِ والشكرِ ، وإن إخلاصَ مثلكَ لمن يُعاني الأدبَ لخليقٌ أن يكونَ ثواباً يغتبطُ بهِ الأدباءُ .
أسألُ اللهَ أن يسرّني بنبوغكَ ، وأن يجعلَ هذه المسرّةَ دانيةً قريبةً فإنّي أرى فجركَ قد بدأتْ تباشرهُ .
وسلامهُ تعالى ورحمته وبركاتهُ .
الداعي مصطفى صادق الرافعي