سرق شاب فبلغ أمره خليفة المسلمين .. فأحضره .. فجاءت أمه تبكي.. وتقول: اعفوا
عن ابني؛ فإنه أول مرة يسرق.. فاستحلفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن يصارحه هل هي أول مرة أم لا.. فقال السارق: ليست بأول مرة. فقالعمر بن الخطاب: "إن الله أكرم من أن يفضح عبده من أول مرة".
إن الله أكرم من أن يفضح عبده من أول مرة ... إنه الكريم الحليم الغفور الرحيم .. أحلم من أن يكشف ستر عبده في أول زلة ..
يا رب ما أكرمك وأحلمك وأرحمك ..
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من
رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم)
وفي الحديث القدسي قال الله عز وجل: "إذا تقرب العبد إليّ شبرًا، تقرّبت إليه ذراعًا، وإذا تقرّب مني ذراعًا تقرّبت
منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة".
أخي المسلم أختي المسلمة .. إن رحمة الله قريب من المؤمنين وإذا كان من أحدكم تفريط في حق الله وارتكب معصية فلا يقنط ولا ييأس من روح الله .. إن الله يفرح بتوبة عبده وييسر له التوبة ويعينه عليها ما دام يحاسب نفسه ويحاول الوصول إلى ربه ليبكي في رحابه دموع الندم والحسرة على ما فات منه وفرّط ..
توبوا واسفحوا دموع الندم يتلقاكم ربكم بأسعد ما تتلقى الأم وحيدها بعد غياب ..
يا من يِحارُ الفَهمُ في قُدرَتِك
وتطلبُ النفسُ حِمى طاعتك
أسْكَرَني الإثم ولكنني
صَحَوْتُ بالآمال في رَحمَتِك
إن لم أَكُنْ أَخلصتُ في طاعتِك
فإنني أطمَعُ في رَحْمَتِك
وإنما يَشْفعُ لي أنني
قد عِشْتُ لا أُشرِكُ في وَحْدَتِك