المسافة المفترضة بين الضوء ولحظة الخيار ليست إلا ازدواجية الرحلة في الفضاء .
أحياناً لا يكون الضوء ممكناً ولكن تبقى المسافة بانتظار قطعها مع كلِّ ما ينتظرها من خيول ....
لماذا لا يمتنع الضوء عن الانبعاث حينما يستعيد المصدر ماهيته ؟
هل لأن الضوء مخلوق غير متمرِّد بطبيعته ! أم لأن المصدر هو الأقسى في معادلة انبعاثه ؟
وهل تدرك الفراشات احتراقها المبدع حول هذا المصدر العنيف ؟
وإن كان كذلك فلماذا تصرُّ على الرقص الموجع من جديد ؟
في كلِّ الأحوال لدينا الفرصة للقياس.... ولدينا الرَّغبة في اشتهاء المحاولة ....وعلينا من وطأة السفر والانتقال ما هو واجب وما هو غير ممكن إلا أن يكون في إتجاه واحد ....ضريبة ربما..! ...مهر ثقيل ربما .....رسم للإجتياز ربما ...غياب في التجلي ربما ...أو ربما أخريات ولعلها أخر ....
إرادة الصمود والبقاء والغناء للأمس مثلما للغد هي فاتحة الرحلة باتجاه الوصول .....الجوع المركّز من لحظة البكاء الأولى للحظة العويل هو فاتحة الرقص ونوتة العزف النازف ....
أمانة وشرف الحروف النافرة على الجسد الحبيس والروح المقاتلة هي بوصلة ....
في الذاكرة مثلما في العروق لغة واحدة مشتركة ....الذاكرة لا تخون ولا تغيِّر صوتها ولا تنسى ملامحها ولا تقبل القسمة على السطوح ....والعروق تغدو هي الممتحنة في ساحة اللغة ....حينما لا تقبل المساومة وترقى خارج الرهان تحبل الذاكرة بفرسان جدد ...وحينما تنتعش الذاكرة بولادة أمل عريض تصبح اللغة أقوى وتغدو العروق صولجانها.....
ماذا نريد ؟
دعونا نستزيد من رحيق التجربة ونبقي معنا زوّادة الطريق الأصيلة ، وحول مشارف الضوء الأول حينما يكون سيكون الاختيار والخيار هما محصلة واحدة للحظة المعادلة ومعدن الإنتماء وكرامة البقاء ورونق اللقاء ....
دعوة للتأمل والتفكر فيما يدور حولنا
لاندع غريبا يكون له رائ بيننا
ولايملى علينا ارادتنا
منقولى