لماذا يتابعني أينما سرت صوت الكمان?
أسافر في القاطرات العتيقه,
(كي أتحدّث للغرباء المسنّين)
أرفع صوتي ليطغي على ضجّة العجلات
وأغفو على نبضات القطار الحديديّة القلب
(تهدر مثل الطّواحين)
لكنّها بغتة..
تتباعد شيئا فشيئا..
ويصحو نداء الكمان!
.....
أسير مع الناس, في المهرجانات:
أصغى لبوق الجنود النّحاسيّ..
يملأ حلقي غبار النّشيد الحماسيّ..
لكنّني فجأة.. لا أرى!
تتلاشى الصفوف أمامي!
وينسرب الصّوت مبتعدا..
ورويدا..
رويدا يعود الى القلب صوت الكمان!
......
لماذا إذا ما تهيّأت للنوم.. يأتي الكمان?..
فأصغي له.. آتيا من مكان بعيد..
فتصمت: همهمة الريح خلف الشّبابيك,
نبض الوسادة في أذني,
تتراجع دقات قلبي,..
وأرحل.. في مدن لم أزرها!
شوارعها: فضّة!
وبناياتها: من خيوط الأشعّة..
ألقى التي واعدتني على ضفّة النهر.. واقفة!
وعلى كتفيها يحطّ اليمام الغريب
ومن راحتيها يغطّ الحنان!
أحبّك,
صار الكمان.. كعوب بنادق!
وصار يمام الحدائق.
قنابل تسقط في كلّ آن
وغاب الكمان!