يا أمَّنا لا تحزني
يا مـصرُ :في عـيـنـيـكِ ألـْـمَحُ دمعة ً فيها عتابْ
يا أمَّـنـا لِـمَن العـتـابُ ؟..فهل لـديـكِ لنا جوابْ ؟
لو أنَّ مغـروراً تجـنىَّ..سوف تـفـديكِ الـرقـابْ
بوحي لـنـا.. ثم أأمـريـنـا .. إن أمــرَكِ مستجابْ
****
أنَّتْ وقالتْ لي بصوتٍ فيه موجاتُ انتِحــابْ
أولاد بـطـني مَـنْ أصابـوني بهَـمٍّ واكـتِــئـابْ
لو أنَّ هَمِّي مِنْ خصومي كنتُ ضاعفتُ العقابْ
لكنَّ أولادي إذا إقـتـتـلوا .. فـقـدْ جَـلَّ المُصـابْ
فالأم يعصرها الأسى ..وتذوقُ ألوانَ العذابْ
لوْ شاهـدتْ يوماً بنيها.. في خِصامٍ أو حِــرابْ
****
كانوا بحُضني يومَ ثاروا..ثم صاروا في إضطرابْ
صوتُ القنابل أصبحتْ.. في عُرفهمْ لغة َ الخطابْ
واسـتـوردوا لـغـة الـتـنـابز من مـزادِ الإنـتـخـابْ
أعَلـَى المروءةِ والشهامةِ عـنـدنا حـدثَ إنقلابْ ؟؟
فـكبارهم يتهكّـَّـمُـون و ينـقـمـونَ على الشـبـابْ
وصغارهـم وصفـوا الكـبارَ بكـلِّ أوصـافٍ تـُعابْ
والكــلُّ جـاهـرَ.. بالسلاحِ..وبالشـتـائمِ..وال سّـبابْ
حـتى الطفــولة.. قد رأيـنـاهـا لهـا ظـفـرٌ ونـابْ
هل بعد هذا الخِزي ِ من شيئ ٍ سوى جرِّ الخرابْ ؟
****
فأجـبتـُـها لا تجـزعي.. فـلسوف يـنـقشعُ الضبابْ
مهما تـراكـمـتِ الغـيـومُ..فلـيس ينطـفِـئُ الشهابْ
وضـياءُ وجهـكِ في ظلامِ اللـيلِ يخترقُ الحِجابْ
لـنرى الثعالبَ قد أتتْ للحصنِ مِنْ أيِّ الـشعابْ؟
ونـرى جـراثـيماً تخَــفـَّــتْ بـيـن طـيَّاتِ الـثـيابْ
لتـُعـيدَ للجرحٍ الصغيـرِ – إذا تعافى – الإلتهابْ
****
يا مصرُ: نسرُكِ في سمائكِ.. لن يحومَ بها غرابْ
واللـيـثُ مُرْتـقـبٌ لكيْ يحمي العـرينَ من الذئابْ
يا كـم تـبـارى الحـاقـدون لينشروا فـيـكِ الخرابْ
لكـنْ تآمـرهمْ - بفـضل ِرِعايـةِ الرحمنِ - خـابْ
فــاللــهُ شـرَّفَ مصرَ..إذ ْ وَرَدَتْ بآيـاتِ الكـتابْ
مـقـرونـة ً بالخـيـرِ..فـادْخــلْ آمِـنـاً مِـنْ أيِّ بـابْ
****
يا مـصرُ..إنَّ سُـمُـوَّ قـدْركِ فـوقَ هـاماتِ السحابْ
لاتـحـزني ..إنْ مـسَّ ثـوبَكِ من عـواصفهم تُـرابْ
فلسوف تلـتـَـئِـمُ الجـراحُ ...ويجـزلـونَ لكِ الثوابْ
شعر : سعيد حسين القاضي
10|4 |2013