بسم الله الرحمن الرحيم
((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ))
قريب اسمع فأجيب , وأعطي البعيد والقريب , وأرزق العدو والحبيب ..
قريب يغيث اللهفان , ويشبع الجوعان , ويسقي الظمآن , ويتابع الإحسان .
قريب عطاؤه ممنوح , وخيره يغدو ويروح ’ وبابه مفتوح , حليم كريم صفوح .
قريب يدعوه الغريق في البحار ,, والضال في القفار,والمحبوس خلف الأسوار
كما دعاه عبده في الغار .
قريب فرجه في لمحة البصر , وغوثه في لفتة النظر
المغلوب إذا دعاه انتصر , اطلع فستــر
وعلم فغفر ’ وعبد فشكر ’ وأوذي فصبر .
قريب جواد مجيد ’ لاضد له ولانديد ’ أقرب للعبد من حبل الوريد
على كل نفس قائم وشهيد , محمود ممدوح حميد .
قريب دعا المذنبين للمتاب ’ وفتح للمستغفرين الباب
ورفع عن أهل الحاجات الحجاب
ليتنا ندعو ربنا كثيرا ’ ليت ضعفنا يتصل بقوته , وفقرنا بغناه , وعجزنا بقدرته
لاشئ مثل الدعاء , لأنه طلب المدد ممن يملكه , والخير ممن هو بيده
ولا يزال العبد في خير مازال يدعو
فإن تحقق المطلوب وإلا فالعبودية والخيرة فيما اختار الله عز وجل ,
فإن اختيار الله لنا أحسن من اختيارنا لأنفسنا , فإن أعطى فهو فضل
وإن منع فهو عدل , ولابد من الرضا بأحكام الله حلوها ’ ومرها ’ خيرها ’وشرها ’
فما يقع شئ إلا بإذنه ’ والمصيبة أن يحجب العبد الدعاء فينساه
ويغفل عنه , فيبقى متعثرا , وإن حاجة أوجبت عليك الانطراح على عتبات الربوبية
لهي حاجة مباركة ,
فألزم الباب وأدم القرع وأدمن الوقوف , وتحر الإجابة ’ولا تستبطئ الفرج
, ولا تيأس من روح الله ’ واعلم أن مدة البلاء قصيرة
ومن المحال الدوام على حال , والدهر قلب , والليالي حبالى تلد كل عجيب
وربك كل يوم هو في شأن ’ وإذا اشتد الحبل انقطع ’ وإن مع العسر يسرا
والأيام دول ’ وإذا بلغ الشئ حده انقلب إلى ضده
فيا من ستر القبيح , وأظهر الجميل
وأعطى الكثير
ورضي بالقليل
اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
منقول