^وطنى وهواى وايامى
وطنى وصباى وأحلامى
وطنى وهواى وأيامى
ورضا أمى وحنان أبى
وخطا ولدى عند اللعب
يخطو برجاء بسام
وطنى وصباى وأحلامى
ذكريات عديده طافت برأسى حينما سمعت هذه الكلمات,ذكريات تشبه الربيع الباسم,ربيع عمرى,حينما كان القلب بريئا ,لا يحمل هما للدنيا,تخرج منه الضحكات فترج الدنيا رجا,ويرى الحياة وردية كلون الورد البلدى,كنت صغيره العب والهو على ترابك يا وطنى,فعشقت ترابك ونمت وحده غريبه بينى وبين الطبيعه,لا زلت أتذكر صيد الفراشات الصغيره ,بل إن رائحة الفل وحبوب اللقاح تندفع الأن إلى أنفى فأشعر بحكة محببه إلى النفس تأذن بقدوم الربيع,نعم ذكريات الطفوله بالنسبة لى ما هى إلا ربيع طويل وردى لا يحمل ذكريات سيئه أو أى أسى.
وطنى الحبيب أعشقك يا وطنى ,رغم ما نلاقيه على ارضك,رغم كل شىء........وأتعجب كيف يهون على البعض ترك أوطانهم,كيف يعيشون بعيدا عن ذكرياتهم عن تراثهم عن هوياتهم,فيعيشون بلا هويه وحجتهم أنه لم يعد لهم مكان فى أوطانهم....
نعم من حق كل شخص أن يبحث عن فرصة أفضل للعيش والحياة الكريمه,ولكن أن يهجر وطنه للأبد ,فيذهب إلى دولة أجنبيه ويمسى شجرة بلا جزور مهدده بالسقوط فى أى وقت ,فهذا ما لا يقبله عقل.
بعض الناس قد نلتمس لهم العذر ,فبعضهم قد طرد من بلده بكل قسوه فلم يعد أمامه مفر من أن يعيش بدولة غريبه وكله أمل أن يعود يوما إلى وطنه الأم,والبعض الأخر قد ضاق بهم الرزق فى بلده فانطلق فى أرض الله الواسعه يمنى نفسه بما يجعله يعيش حياة كريمه فى بلده.
ولكن الطامة الكبرى فيمن يتخلى عن هويته وينطلق متمرغا فى تراب الحضارة الغربيه بكل مساوئها متخيلا أن فيها كل العز والشرف .ولم يعلم المسكين أنه يجتث جزوره من أرضه ليوشك على الهلاك,بل وربما يكون فى إيمانه ضعف فتنهار قيمه وأخلاقياته أمام الحريه الزائفه المتاحه هناك,وقد يفكر من الزواج هناك بمن لا دين لها ليتجنس بجنسية دولتها ويترك أطفاله منها بلا رقيب أو تربيه فيخرجون إلى الحياة مسلمين إسما فقط وقد يكونوا عارا على الإسلام بأفعالهم.
نعم مما لا شك فيه أن الهجرة إلى بلاد الكفر ليست بالشىء الهين,بالطبع هناك من تضطره الظروف إلى ذلك لعمل أو دراسة أو لأى ظرف أخر فيثبت نفسه ويكون خير مثال للمسلم الملتزم,بل ويزرع فى أبنائه عشقه للوطن الأم ,فينمو الأبناء وعندهم الولاء لأوطانهم ,بل وربما يعودون إليها يوما ما ليفيدوها بخبراتهم وتعليمهم المميز,هؤلاء لا غبار عليهم,بل وننحنى لهم إحتراما لأنهم إستطاعوا محاربة الفتن التى تحيطهم من كل صوب.
إنما يدمى قلبى اؤلئك الذين صاروا أشباحا بلا هوية على أرض غريبه قاسيه ,دفعهم النهم لجمع المال أو الإنبهار بالثقافه الغربيه أن يتركوا أسرهم ليتمرغوا فى أحضان الغرب,بل وقد يزداد الأمر سوءا إذا لم يحققوا أى نجاح يذكر ,فتأخذهم العزة بالإثم ويستمرون فى غيهم ويرفضون العوده إلى بلادهم مخلفين ورائهم أم حزينه أو زوجة ملتاعه أو أطفال بلا أب يحنو أو يربى.
وهنا نتسائل عن حكم الهجرة إلى بلاد الكفر ,ومن خلال بحثى وجدت حديثا نبويا قد يهز القلوب من شدته,فلقد روى أصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين".وقبل أن أسمع صيحات الفزع والإستنكار فإن معنى الحديث هو أنه ربما يحيق غضب الله بالمشركين فينزل عليهم العذاب لذنوبهم وكفى بالكفر إثما.لذا فلقد حذر الرسول من الإقامه فى بلاد المشركين لهذا السبب الخطير,فهو يخاف على أى مسلم من عذاب قد يقع به وهو فى ديارهم.
وقبل أن يرتفع صوت مستنكر يدعى بأن بلاد الإسلام بها الأن من الموبقات ما قد يفوق ما تكتظ به بلاد الكفر,فإننى أقول له جمله واحده:"يكفينى أنى أسمع صوت الأذان"الله اكبر الله اكبر" بلا حرج
فيسجد قلبى قبل أن تسجد جوارحى",وقد يسألنى البعض :وماذا يفعل من بنى حياته العمليه كلها فى هذه البلاد,واقام بها إقامه دائمه ,بل ولم يعد له مكانا حتى فى بلده الأم؟؟؟؟؟
فأقول له ,لا يكلف الله نفسا إلا وسعها,فاجعل من معيشتك هناك فرصه للدعوه إلى الله بسلوكك وأخلاقياتك,وكم من المسلمين من كان خير مثال للمسلم فشجع الأخرين على الدخول فى دين الإسلام فكان أفضل ممن يقيم فى بلد إسلامى طوال عمره ولا يفكر فى الدعوه لله ولو بكلمه.....
ولكن....كم هو قاس على النفس أن تبتعد عن أحبائها,,أن تشرب مرارة الغربة,أن ترى كل يوم وجوه بارده ,,لا سلام,,لا سؤال,,لا تهنئه بالعيد,,لا دعاء بظهر الغيب من فقير قد أكرمك الله بإعطائه صدقه,,لا صوت نداء للصلاة يتردد عند الفجر فيريح المتعبين وينقذ الحيارى....وتسألونى لما أعشق وطنى..وطن الصبا ,,وطن الحب,,وطن الذكريات,,
وطنى وإن شغلت بالخلد عنه
دافعتنى إليه فى الخلد نفسى
لكم منى كل الحب