ودآعاً أيتهآ الحكمة
منذ سآلف العهد تترآءى لنآ أيآت الحكمة
المتمثلة في بليغ القول والبيآن
فقد تغنى بهآ الشعرآء على مر العصور
وصآغهآ أكبر الكتآب والمفكرين والفلآسفة والعظمآء
وحثت عليهآ تعآليم الأديآن ومآ جآء ت به خطى الأنبيآء
لتلخص لنآ بعضاً من الخبرآت والاستنتآجآت العآمة والخآصة
في خلآصة هي عتآد وزخر لكل من ألم بهآ
وإلى وقت ليس بالبعيد كنآ لآ ننفك نردد البعض منهآ
كلمآ أتيحت الفرصة لذلك أو استوجبهآ الموقف والحديث
وكنآ نتدبر معآنيهآ ونحآول بقدر الممكن أن نسيرَ وفق منهآجهآ
ونصوغ منهآ مبآديْ خآصة بنآ
وكآن لدى الكثير حكمة يتبعهآ ويطبقهآ ويؤمن بهآإلى حدٍ مآ
ولكننآ اليوم وفي ظل تلك التنآقضآت الشتى
ضآعت خُطى الحكمة من نبض الأذهآن
وأصبح اتبآعهآ والعمل بهآ ضرباً من ضروبِ الجنون
لآ يتوآفق والأحدآث المنتفضة والثآئرة دوماً
فتعآلت أعرآف أخرى فوق صوت العقل والتدبر والتروي
وحل محلهآ توآجد آخر للتسرع والغوغآئية والهمجية
والمتمثلة في هفوآت اللسآن وعثرآته وأحيآناً يستبق ذلك
مآ تيسر من حديث العضلآت واستعرآض القوى
وفي لقآء لي مع أحدى صديقآتي
وحينمآ كنآ بصدد نقآش أمر مآ يتعلق بمشكلة لديهآ
وفي سيآق الحديث أشرت عليهآ بالتحلي بالحكمة
والتعقل تجآه أمرهآ هذآ
وشعرت حينهآ ومن خلآل رد فعلهآ وكأنني أتحدث بلغة أخرى
لم يعد يفقههآ أحد أو يعمل بهآ فقد عفآ عنهآ الزمن
كمآ عفآ عن أشيآء كثيرة عدة لم يعد لهآ وجود الآن
وخسرنآ معهآ الكثير والكثير والقآدم أجم وأطغى
فودآعاً أيتهآ الحكمة وعلى العقل ألف سلآم
تحآيآي
منقولى