تطفئ صوت المطر, تخمد الأشياء في داخلك, تنغمس في ياقة حزنك .
هكذا تحاول أن تتسلق الهواء لعلك تصل السماء تسقط في الخطوة الثانية, تلتفت لصديقتك التي تعد الأرقام 1- 2 - 3 ..... تبتسم لها وأنت تقول ماذا يعني الصعود إلى القمة ؟ تجيبك الطموح/النجاح .. تغفو في داخلك تشتهي أن تعود إلى الله, تصتبغ الوضوء فتنزلق منك الأفكار, تتأخر عن صلاتك,دعاؤك, لأن خشوعك من الداخل لم ينتهي بعد والماء الذي يصب من وجهك مازال داكنًا ..
الآن أبتسم أنهيت كل ماتستطيع إنهاؤه, قرأت كتابًا-قلمت أظافرك, رتبت شعرك, وقفت طويلًا امامك و لم تعرفك ثم أبتسمت ومضيت. يحدث ذلك كثيرًا ,يحدث أنك لم تعد تشبهك . يحدث أنك تصطدم بنفسك تقدم إعتذارًا سريعًا ثم تمضي المهم أن لاتسقط عينك بعينك .
الآن ترى الأقدام الآتية من بعيد تود لو أصبعًا آتى من أجلك, تفتقد القدرة على التركيز, تفتح صدرك /تخرج قلبك/ تضعه في علبة فوق ( الطاولة ) , تغمض عينك وتمضي في اللاشعور, تقرر مع نفسك أن لاتفكر بشي, ترمي كل الأشياء خلف ظهرك . لتدهسها الماره . لكن قلبك يهتز فوق الطاولة .. يزعجك !
تطرق الأصابع الباب, تجيب بلا صوت, تدخل الأرجل عارية, تغتالك ثم تمضي وتغلق الباب . بعد أن تسمع لعقة دمك .
مازلتُ في العتمة تبحث عن مخرج, عن حبل يربط أطرافك المتفرقة, تقسم لصديقتك أنك مهزوم من الداخل ولو تطل عليك لاأحرقتها الأنكسارات . تعلق الأمنية في عينها ثم تسألك وأنت تعد 6/5/4 ماذا يعني النزول ؟ - يعني الحياة ياصديقتي تبتسم لأنك مازلت تؤمن أن الصعود هو الموت وهو الوحيد الذي ينتهي !
تعلق أحلامك على مشجب الوقت, تنتظر طويلًا ثم تمضي .
يأتي المطر الآن , يطل رأسك من ياقة حزنك ,ترفع يدك وتحتضن صديقك الذي متى ماأتى يأتي منهمرًا عليك, يربت على كتفك, يتخبط بك, يفتش عنك من الداخل . ثم يزيل ماعلق .