سألت الصبر أن يلازمني كظلي ..
سألت الصبر أن يلازمني كظلي ..
فباعد الصبر ظلي عني ..
وهددني .
أكتب إليك وأتمزق شوقا"
يعتصر قلبي عطشا"
لصوتك الدافىء
السائل بعروق دمي
كرغوة أمواج البحر
إقرأ كلماتي
المغطسة بكأس عمري
في دجى الليل
والقمر على عتبة السماء
ذكرت ليال كانت براقة كمنارة
أين أنا من حبكم من وعدكم
سهام صوب قلب.. غرزت
ونزيف دافئ فوق أجنحتي
أخاف من غبار الصحراء
من سراب الوهم
من غدر الغدير
تخاريف مشعوذة
من قرطبة أتت
من سواقي الأندلس
بللت قدماي
وزرعت دمعي بحديقة الرصافة
سألت عنك يا أميري
وتبعت آثار خطواتك
ركضت بالأزقة القديمة
حاورت أشجار الصفصاف
وإذا بي التصق بأشواك غدرك
مجنونة ملعونة مسجونة حريتي
الأحرف تقفز من يدي
يفضحني بياض الورق
يختلط الأسود باللهب
والأخضر يزيد صفرة كآبتي
أجراس الدعوة للانتقام
باغتتني وسرقت الضمير خلسة
معارك بين النجوم
والأصفاد بأيادي الدهشة تضحك
كلماتي غير منتظمة كدقات قلبي
يقولون عن غيداء جميلة
وارى ذاتي بوجه إنسانة يتيمة
الثياب رثة
والشعر منكوش
والجسد مثقوب
والقلب قنديل شحيح
والعينان غائرتان
نائمتان في الأحلام
أصنع سدادتان
لا أريد الإصغاء
لا أريد النفاق
اصرخ بأعالي الجبال
وصدى الآه يوقظ أمواتي
كفى
لا أريد أشواك الصبار
أريد جذورك أيها الإنسان
تزهر مع صحوة الضمير ..
ومازالت أمي تسألني :
أتحبينه ؟
وأترك الجواب على جدار السؤال
أتابع المسير صوب التلال ..
مع ظلي ..
يلازمني صبري ..
وأبتسم لقدري.
غيداء