هبلة ومسكوها طبلة!
الآن وبعد كل تلك الملابسات والعكوسات أصبح من الواضح مدى احتياج الرئاسة لأن يكون بها مستشار لشؤون الفراشة والموالد والحوارات والذى منه.. أصلك مش واخذ بالك.. لقد اعتادوا الاتفاق مع المعلم برعى أكبر متخصص فى الفراشة والحوار الوطنى.. ولأن المعلم برعى فاهم الصنعة لذا فهو فى الحوارات الوطنية السابقة كان دائما يجرب الميكروفون أمام المعازيم للتأكد من صدى الصوت: «واحد اتنين تلاتة.. حوار حوار حوار.. وطنى وطنى وطنى.. القوى السياسية بتحيى الريس مرسى مرسى مرسى...»، لكن للأسف وكالعادة هناك من حسد الحج برعى على النعمة، وهناك من بص فى لقمة عيشه، فحدث خلاف بينه وبين الرئاسة على مقدم الأتعاب حيث حمرأت الرئاسة ورفضت الدفع مقدم.. ودون أن أطيل عليك باللت والعجن فتظننى عاملة فيها رئيس جمهورية، الحكاية باختصار أن الاتفاق مع المعلم برعى كان شامل ميكروفون ورقاصة لكنه للأمانة لا يتذكر من بالتحديد الذى اتفق معه، فربما يكون هناك من أراد التوقيع، ولأن الحج برعى علم من مصادره أن هذا الحوار يتعلق بموضوع سد النهضة، وأن الحاضرين متخصصين فى الأكشن والذى منه، لذلك فقد وقع اختياره على البت عزيزة اللولبية لتقوم بالمهمة الوطنية وتشيل الليلة، وأكد عليها تجيب معاها راقص تنورة وييجوا لابسين حتى لا يضيع وقت البهوات.. الست لبست وأتت مع راقص التنورة فى تاكسى، ولكنها فوجئت بالأمن يمنع دخولها!!.. استنجدت عزيزة بالحج برعى الذى فشل فى إدخالها كما فشل فى أن يجعل الأمن يدفع أجرة التاكسى!!..
كلمة منه كلمة منهم حمرأوا فى دفع المقدم أيضا، فقرر عم برعى ألا يجرب الميكروفون أمام المعازيم، فلم يعلموا أن الحوار مذاع على الهواء.. وماقولكش بقى على البت عزيزة الرقاصة التى شاهدت الحوار على الهواء وهى تبكى من القهرة، وحلفت للحج برعى ع النعمة الشريفة إنه لو كانوا الله يسامحهم تركوها تدخل لكانت أطلقت زغرودة تجلجل من الاتحادية للأزاريطة تخزق بيها عين كل من شاف الحوار فى التليفزيون ولا صلاش على النبى.. أما بقى لو كانت هزت هزتين من بتوعها لكانت جابت إثيوبيا نفسها عاليها واطيها وخلصت الموضوع.. فطبطب عليها المعلم برعى حانياً وهو يؤكد لها أن الجماعة دى من يومها وهى مالهاش فى الطيب نصيب.. لذلك يا حمادة لا أريدك أن تسن السكاكين كرد فعل لما حدث يوم مولد سد النهضة الذى أقيم فى الرئاسة، وما ترتب عليه من فضيحة عالمية زادتنا تقزيما، أو ما سيترتب عليه من مشاكل دولية.. وبغض النظر عن أن المسؤولين فى إثيوبيا وضعوا فى بطونهم بطيخة صيفى بعد أن جابوا آخرنا فعلموا أن كبيرنا هو ألغاز المغامرين الخمسة وسلسلة أفلام «ميشن إيمبوسيبل»، فأنت فى النهاية يا حمادة لابد أن تصدق أن النية كانت خير.. لذلك لا تستفز عندما تسمع اعتذار دكتورة باكينام الشرقاوى الذى قدمته ببساطة لا تتناسب مع حجم الكارثة وكأنها تعتذر عن عدم وضعها الملح فى الأكل أو كأنها تعتذر لأنها طبخت حلة محشى باذنجان ونسيت تقور الباذنجان!!..
وأرجوك ألا تستفز أيضا عندما تسمع تبرير القيادى الإخوانى بأنهم أذاعوا الحوار تحقيقاً للشفافية والتكامل الوطنى مما أكد لك أنك أمام جماعة ليست فقط محدثة سياسة ولكنها أشبه بالهبلة اللى مسكوها طبلة!!.. ولأنه كما تعلم يا حمادة أن مبدأ السمع والطاعة ينهى عن المبادرات الفردية لذلك أغلب الظن أن أمر البث المباشر للحوار قد أتى مباشرة من المقطم، فهكذا هم دائما.. إنهم حتى لا يدخلون دورات المياه إلا بعد أخذ رأى المرشد.. لكنى أريدك بقى فى المقابل يا حمادة أن تسن السكاكين وتجيب السيخ المحمى وتحمئه لدرجة الاحمرار لكل عاصرى الليمون الذين صدعونا ندماً وأسفاً على فعلتهم الشنعاء يوم صدقوا مرسى وأصروا على الطيران خارج السرب فلم يبطلوا أصواتهم!.. ولهؤلاء أقول إن أسفكم مرفوض وندمكم لن يقدم أو يؤخر، لكن الذى سيجدى ويفيد أنكم أنتم بالذات تتقدموا النازلين إلى الميدان يوم ٣٠ يونيو وما ترجعوش إلا لما تكسروا الطبلة!!..