صفحات من تاريخ الجاسوسية ( د . نبيل فاروق ) الـــخـطــر..
بالتقليب فى أوراقى القديمة اخترت أن أتيح لكم بمنتدى الجاسوسية ، عملاً للدكتور ( نبيل فاروق ) ، يعود تاريخه إلى أغسطس 1996 ، ضمن أعمال الجاسوسية ، التى تنشر بباب ( صفحات من تاريخ الجاسوسية ) بمجلة ( الشباب ) .. استمتعوا معى يا رفاق .
استيقظت قرية ( نوسا الغيط ) التابعة لمركز ( أجا ) ، بمحافظة ( الدقهلية ) كعادتها مع مشرق الشمس ، فى ذلك اليوم فى بداية الأسبوع ، فى منتصف شهر مارس عام 1996م ، و سرعان ما دب النشاط فى طرقاتها ، و امتلأت شوارعها بالعشرات ، و الذين يستعدون لركوب وسائل المواصلات المختلفة ، للحاق بأعمالهم فى مركز ( أجا ) ، أو فى مدينة ( المنصورة ) ، التى تبعد بضعة كيلومترات عن القرية ، فى حين اتجه عشرات آخرون الى حقولهم ، ليحرثوا و يزرعوا تلك الأراضى ، التى ارتوت بعرقهم و عرق آبائهم و أجدادهم ، منذ عشرات السنين ..
و راح الوقت يمضى بسرعة – كالمعتاد – و الجميع منهمكون فى أداء أعمالهم فى القرية ، حتى انتصف النهار ..
و فجأة ! و فى الساعة الثانية عشرة ظهراً ، اقتحمت سيارات الشرطة المحملة بجنود الأمن المركزى القرية ، و أغلقت مداخلها ، و نزل الجنود منها ينتشرون فى القرية ، و يحتلون أسطح منازلها ، و أُعلن حظر التجول فيها وسط ذهول و فزع الأهالى ، الذين تساءلوا فى مزيج من الدهشة و الحيرة و الخوف عما يحدث فى قريتهم ، و عن السبب الذى دعا الشرطة لمعاملتها على هذا النحو ..
و على الرغم من الحصار و حظر التجول ، انتشرت فى القرية شائعة تقول : ان رجال الشرطة حاصروا منزلاً بعينه ..
منزل رقيب متطوع سابق فى البحرية المصرية ، ترك الخدمة و أحيل إلى المعاش منذ سنوات عديدة ..
و تسائل أهالى القرية مرة أخرى عن سبب هذا الإجراء ..
و قبل أن تطول تساؤلاتهم ، أو تتجه الى مواضع عديدة ، ظهرت سيارة كبيرة تقل عدداً من الرجال ، و برفقتهم ابن القرية صاحب ذلك المنزل المستقل المكون من طابق واحد ، و الذى يحيط به رجال الأمن المركزى ..
و اتجهت السيارات الى ذلك المنزل مباشرة ..
و فى ذل و انكسار هبط صاحب المنزل ( عبد الملِك عبد المنعم على حامد ) من السيارة ، و اتجه مع الآخرين الى داخل المنزل .
و لا أحد يدرى كيف توصل أبناء القرية داخل منازلهم ، إلى أن هؤلاء الرجال ، الذين وصلوا مع ( عبد الملك ) ، هم عدد من محققى النيابة ، و لكن معرفتهم بهذا زادت من حيرتهم و توترهم ، و أطلقت فى أعماقهم سؤالاً جديداً .. ما الذى فعله ( عبد الملك ) حتى يحدث كل هذا ؟!
أى جرم ارتكبه ، بحيث يتم حصار قريته و منزله ، و يحيط به عدد من محققى النيابة على هذا النحو ؟!
و بسرعة أيضاً أتى الجواب ..
و أتت معه صدمة عنيفة لكل فرد فى القرية ..
فالجرم الذى ارتكبه ( عبد الملك ) كان رهيباً و أكثر من المتوقع بكثير ..
هذا لأنه لم يرتكبه ضد نفسه فحسب ، بل ضد أسرته ، و قريته ، و وطنه كله أيضاً ..
لقد كان ( عبد الملك ) جاسوساً ..
جاسوساً لحساب المخابرات الإسرائيلية ..
و يالها من مفاجأة ..
من العجيب أن ( عبد الملِك عبد المنعم على حامد ) قد بدأ حياته على نحو مشرف للغاية ، فقد تطوع للعمل فى القوات البحرية المصرية ، و ترقى فيها حتى حصل على رتبة رقيب ، و اشترك فى حرب الإستنزاف ، و بعدها حرب أكتوبر 1973م ، و واصل عمله بعدها حتى ترك الخدمة ، و تمت إحالته ألى المعاش فى عام 1978م .
و بعد تركه الخدمة و بناء على خبراته السابقة فى المجال البحرى ، نجح ( عبد الملك ) فى الحصول على وظيفة يحلم بها العديدون ، على إحدى السفن التابعة لشركة إستثمارية شهيرة فى ( الإسكندرية ) و كان من الممكن أن يترقى فيها أيضاً ، و يبلغ منصباً يحسده عليه أقرانه .
إلا أنه لم يفعل ..
شئ ما فى أعماقه كان يرفض الإلتزام بأى عمل رسمى منتظم ، بعد خروجه من القوات البحرية ، بكل التزاماتها و الضبط و الربط فيها .
و بسبب تمرده هذا لم تلبث الشركة أن استغنت عن خدماته ، فعاد الى منزله فى ( نوسا الغيط ) حاملاً مكافأة نهاية الخدمة الضئيلة ، وقدراً من الغضب و الحنق فى أعماقه لا حدود لهما ..
و لفترة ليست بالقصيرة راح ( عبد الملك ) يبحث عن عمل جديد يشبع طموحاته ، التى تضاعفت و تضاعفت و حطمت أمامها كل القواعد و الأعراف ..
و حتى المبادئ ..
و عن طريق البريد خاطب ( عبد الملك ) واحدة من شركات الملاحة الإسرائيلية ، للعمل على متن إحدى سفنها ، و راح ينتظر الجواب على أحر من الجمر إلا أن تلك الشركة الإسرائيلية تجاهلته تماماً ، و لم تفكر حتى فى إرسال رفضها اليه ..
و شعر ( عبد الملك ) مرة أخرى بالسخط و الغضب ، و لكنه لم يتوقف عندهما هذه المرة ، و إنما قرر إقتحام مجال عمل جديد ، عمل يطفئ نيران لهفته و يروى طموحاته المتضخمة ..
و سافر ( عبد الملك ) إلى ( ليبيا ) ..
و لعدة سنوات استقر به المقام هناك ، و التحق بعمل منتظم بدخل لا بأس به ..
و كان من الممكن أن يستمر فى عمله هذا بنجاح ..
لولا ذلك الشئ فى أعماقه ..
ذلك المزيج من التمرد الشرس ، و الطموح الشره جعلاه يمل وظيفته ، و يرفضها فى عنف ، ثم يتخذ قراره بتوسيع نشاطه ، و يقتحم مجال تجارة الجملة و نقل البضائع ، بين ( مصر ) و ( ليبيا ) ..
و لفترة قصيرة – للـغاية – حقق عمله بـعـض الـنـجـاح ، و بدأ و كأنه يبشر بالخير ، إلا أن ( عبد الملك ) لم يفكر فى السير بتجارته فى الطريق المستقيم ، و إنما لجأ الى بعض الأساليب الملتوية و غير القانونية ، و ......
و جاءت الضربة بغتة ..
انهار نشاطه و فسدت تجارته ، و خسر مبلغاً ضخماً من المال ، بسبب أساليبه الملتوية ، و طموحاته الوحشية ، التى أعمت عينيه عن الخطوط الواضحة للعمل الجاد و الشريف ..
و العجيب أنه و منذ عودته الى ( مصر ) ، بعد فشل تجارته ، اتجه بتفكيره كله ، إلى آخر مكان يمكن أن يخطر ببال شخص طبيعى ، للبحث عن عمل ..
إلى ( إسرائيل ) ..
و لقد بذل ( عبد الملك ) جهوداً مضنية بحق ، للسفر الى ( إسرائيل ) بدءاً من أوائل عام 1994م ، و حتى أوائل عام 1995م ، عندما نجح فى السفر إليها و بدأ عمله فى ( إيلات ) ، فى مجال نقل مواد البناء ..
و هناك اشتعلت طموحاته ، و ازدادت شراستها ، و بدا له و كأنها قد وجدت المجال المناسب لتتأجج نيرانها ، و تتحول إلى واقع ملموس ..
و لأنه طموح ، مثابر ، مشتعل ، و لا يقيم للمبادئ و الأخلاقيات وزناً ، كان من الطبيعى أن تتجه اليه عيون خاصة ، فى قلب ( إسرائيل ) ..
عيون تقتصر مهمتها على فرز و تصنيف المصريين ، الذين يأتون بحثاً عن عمل فى ( إسرائيل ) ، و تحديد العناصر الصالحة منهم للتجنيد ، و العمل لحساب المخابرات الإسرائيلية بأنواعها ، سواء الحربية ( آمان ) أو ( الموساد ) ..
و بدأت عملية فرز و تصنيف ( عبد الملك ) بعد أيام قليلة من وصوله إلى ( إسرائيل ) ، و عمله فى ( إيلات ) ..
و بعد مراقبة دقيقة و مدروسة ، تأكد رجال المخابرات الإسرائيلية من أنه شخص مناسب تماماً للتجنيد ، خاصة و أنه يبحث عن المال دون السؤال أو الإهتمام بمصادره .
و ذات يوم ، وبينما كان ( عبد الملك ) يمارس عمله ، اقترب منه شخص ما ، و سأله بالعربية و بلهجة خالصة :
- هل يروق لك هذا العمل ؟
التفت اليه ( عبد الملك ) يتفحصه جيداً ، قبل أن يسأله :
- ألديك عمل أفضل ؟!
ارتسمت على شفتى الرجل ابتسامة خبيثة ، و هو يجيب فى اقتضاب :
- بالتأكيد و لكن......
قاطعه ( عبد الملك ) فى لهفة كشفت طبيعته الشرهة :
- لا تقل لكن .. أخبرنى عن ذلك العمل الجديد فحسب ، مادام دخله يفوق دخل عملى هذا .
تلفت الرجل حوله و هو يجيب :
- ليس هنا .. المكان غير مناسب .. دعنا نلتقى فى السابعة بعد انتهاء العمل ، فى نهاية شارع الميناء .
قالها الرجل و انصرف بخطوات واسعة سريعة ، بعد أن زرع اللهفة و القلق و الغموض فى أعماق ( عبد الملك ) ، الذى أدرك على الفور أن ذلك العمل ، الذى تحدث عنه الرجل ، ليس عملاً عادياً ..
و قفزت الى ذهنه فكرة الجاسوسية ، و لكنه لم يرفضها تماماً ، و إنما تساءل :
- أمن الممكن أن يمارسها ، دون أن يسقط فى قبضة المخابرات المصرية ؟!
و على الرغم من أنه لم يحسم هذا السؤال تماماً ، إلا أنه ذهب لمقابلة الرجل ، فى نهاية شارع الميناء ، و وجد معه شخصاً آخر ، استقبله بإبتسامة كبيرة ، لم تبعث الإرتياح فى نفسه ، و لكنه رحب به فى حرارة ، و استقل مع الرجلين سيارة كبيرة ، ذات نوافذ داكنة ، انطلقت بهما مبتعدة ، و الشخص الجديد يتبادل الحديث مع ( عبد الملك ) فى اهتمام ..
و قبل أن تصل السيارة الى وجهتها ، كان ( عبد الملك ) قد أدرك أن الرجلين ، اللذين يشاركانه رحلته الغامضة ، يعملان فى المخابرات الإسرائيلية ..
و أنهما يسعيان لتجنيده ..
و على الرغم من أن ( عبد الملك ) كان يتوقع هذا ، إلا أن المعرفة المباشرة تركت أثرها على وجهه و صوته ، اللذين شحبا على نحو ملحوظ ، و هو يسأل عن بعض التفاصيل ، التى بدأها بسؤال بالغ الأهمية بالنسبة إليه :
- كم ستدفعون بالضبط ؟
ابتسم أحد الرجلين فى دهاء ، فى حين قهقه الثانى ضاحكاً فى قوة ، قبل أن يربت على كتفه ، قائلاً :
- ما يكفى يا رجل .. ما يكفى .
زمجر ( عبد الملك ) و هو يقول فى شئ من الشراسة :
- إننى أربح ما يكفى بالفعل من عملى هذا .
تبادل الرجلان نظرة صامتة ، ثم أجابه الأول :
- ستربح من العمل الجديد ما يزيد كثيراً ، و لكن ....
هتف ( عبد الملك ) فى عصبية :
- لكن مرة أخرى ؟!
أجابه الرجل فى صرامة :
- بالطبع .. إننا لسنا مؤسسة خيرية .. ستربح منا الكثير ، و لكن بشرط أن تمنحنا الأكثر .. كل ما لديك ، و ما ستحصل عليه من معلومات عسكرية و مدنية .
كانت المواجهة مباشرة أكثر مما ينبغى ، حتى أن ( عبد الملك ) صمت بضع لحظات فى شحوب ، ثم لم يلبث أن حسم أمر نفسه ، و سأل :
- و متى نبدأ ؟!
كان بسؤاله هذا يمحو اسمه من سجل الشرف ، الذى احتواه أثناء حرب الإستنزاف و معركة أكتوبر ، إلى قائمة الخونة و الجواسيس ، الذين سقطوا فى هاوية الخيانة و العار .
و فى أحد الأماكن التابعة للمخابرات الإسرائيلية ، التقى ( عبد الملك ) ببعض ضباط المخابرات الإسرائيلية ، الذين عقدوا معه عدة اجتماعات ، و راحوا يستمعون على لسانه إلى بعض الأسرار و المعلومات العسكرية ، الخاصة بالقوات البحرية المصرية ، و المنشآت العسكرية ، و قواعد الجيش ، و عن النظم المتبعة فى السلاح البحرى ، و طرق التدريب ، و الشفرة ، و البلاد التى تنقل إليها أثناء عمله ، و شرح لهم بعض المهام التى قامت بها البحرية المصرية ، فى حرب 1973م ، و وصف لهم بعض القطع البحرية ..
و فى نهاية الإجتماعات ، أسند إليه رجال المخابرات الإسرائيلية بعض المهام الخاصة ، و على رأسها جمع المعلومات عن قاعدة ( شاوا ) العسكرية فى مدينة ( المنصورة ) ، و التى تبعد عن قريته بضعة كيلومترات ..
و عاد ( عبد الملك ) إلى ( مصر ) ، للقيام بعمله الجديد – القذر – و تكرر سفره إلى ( إسرائيل ) عدة مرات ، و تعمد ألا يمكث فيها أكثر من شهرين فى كل مرة ، باستثناء مرة واحدة قضى خلالها فى ( إسرائيل ) سبعة أشهر كاملة ، و هى تلك الفترة ، التى تلقى فيها تدريبات التجسس الأساسية ..
و شعر الرجل أنه حقق طموحاته أخيراً ، و حصل على المال الذى يسعى إليه ، دون أن يهتم كثيراً بالثمن ، الذى دفعه للحصول على المال ..
أمن وطنه ، و سلامته .. و أسراره ..
الشئ الوحيد الذى لم ينتبه إليه ( عبد الملك ) ، و لم يدركه فى حينه ، هو أن العيون الإسرائيلية لم تكن العيون الوحيدة ، التى تعمل فى قلب ( اسرائيل ) ..
كانت هناك عيون أخرى ، أكثر حدة و قوة و براعة ..
عيون صقورنا ..
صقور المخابرات العامة المصرية ..
فمنذ اللحظات الأولى ، التى بدأت فيها محاولة تجنيد ( عبد الملك ) رصدت عيون المخابرات المصرية الأمر ، و راحت تتابعه فى قلق و اهتمام ، بل و لن نبالغ لو قلنا إنها حاولت تحذيره ، و إثناءه عن السير فى طريق الخيانة ، بأساليب غير مباشرة ..
و لكن الرجل كان مصرا على المضى فى طريق الخيانة .
ذلك الطريق الذى انتهى به فجأة ، و بعد ما يزيد قليلاً عن عام وحد ، إلى نهاية لم يكن يتخيلها أو يتوقعها قط ..
فذات يوم ، عند عودته إلى ( مصر ) ، قادماً من ( إسرائيل ) ، و بينما يتجه إلى مباحث أمن الدولة ، التى اعتادت استدعاءه بعد رجوعه كل مرة ، و إجراء بعض التحقيقات التقليدية معه ، كما تفعل مع كل المصريين ، الذين يسافرون إلى ( إسرائيل ) ، استوقفه رجلان قويان ، و قبل أن يعترض على ما فعلاه ، أبرز أحدهما هويته ، و هو يقول فى صرامة :
- لا تحاول يا ( عبد الملك ) .. أنا ( ص . م ) .. فى المخابرات العامة المصرية .
و كما سقط ( عبد الملك ) فى بئر الخيانة بسرعة ، إنهارت أعصابه أيضاً بسرعة ، أمام رجال المخابرات المصرية ، حتى أنه لم يحاول إنكار الموقف ، و إنما راح يدلى بإعترافات مباشرة صريحة ، أمام نيابة أمن الدولة العليا ، شارحاً كل ما حدث ، حتى أدق تفاصيل لقاءاته مع ضباط المخابرات الإسرائيلية ..
و بعدها انتقل محققى النيابة الى قريته ، لتفتيش منزله و إجراء معاينة مباشرة ، و عمل مواجهة بينه و بين أفراد أسرته ..
و انهارت الأسرة فى مواجهة هذه الحقيقة الرهيبة ، و بالذات إبنتاه ( دعاء ) و ( هند ) الطالبتان فى الجامعة ، و ابنه ( أمجد ) طالب فى مدرسة الصنايع ، و ابنه ( إسلام ) فى الإبتدائية .
لا أحد منهم صدق أن والده جاسوس لحساب ( إسرائيل ) ، خاصة و أنهم كانوا يعارضون بشدة سفره إليها ، على الرغم مما يرونه حولهم ، من يسر حال بعض أبناء القرية ، الذين يعملون فيها ، و الذين هربوا من القرية ، إثر انتشار قصة ( عبد الملك ) ، خشية أن تكون هناك أوامر أمنية بملاحقة العائدين من ( إسرائيل ) ..
و بقلق لا حدود له راح أبناء القرية يتابعون محاكمة ( عبد الملك ) ، و كل منهم يرتجف فى أعماقه ، و يراجع مواقفه السابقة ، و لهفته غير المحسوبة على السفر و العمل فى ( إسرائيل ) ..
و صدر الحكم بمعاقبة ( عبد الملك ) بالأشغال الشاقة ، ليدفع ثمن خيانته للوطن الذى أنجبه ، و الذى منحه يوماً كل الشرف و الفخر ، فداسهما بقدميه ، و أزالهما بالتجسس و العار ..
و مع سقوط الجاسوس استشعر الجميع ذلك الخطر ، الذى يكمن فى التكالب على جمع المال ، دون النظر إلى مصادره ، أو الدولة التى تمنحه ، و الذى قد يؤدى بصاحبه فى النهاية إلى الوقوع فى بئر الخيانة ، و هاوية العار .
و هذا هو الخطر الحقيقى .. كل الخطر .