وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى عجبٌ أمر هذا الرجل، فرغم أن الله أرسل إلى قومه ثلاثة أنبياء، ولكن هذا لم يمنعه من الجهر بإيمانه أمام القوم جميعاً مع علمه أن هذا فيه هلاكه!
قال ابن كثير عن هذا الرجل: "عندما همّ أهل القرية بقتل الرسل، جاءهم رجلٌ من أقصى المدينة لينصرهم من قومه، و هو "حبيب النجار"، وكان كثير الصدقة، يتصدق بنصف كسبه".وقال القرطبي: "كان حبيبُ مجذوماً، ومنزله عند أقصى المدينة، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة، يدعوهم ليكشفوا عنه الضرَ فما استجابوا له، فلما أبصر الرسل ودَعَوهُ إلى الله قال: هل من آية؟
قالوا: نعم، نحن ندعو ربنا القادر فيخرج عنك ما بك.قال: إن هذا لعجيب!! إني أدعو هذه الآلهة سبعين سنة فلم تستطع، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة؟!!
قالوا: نعم، ربنا على ما يشاء قدير.فآمن فدعوا له فكشف اللّة ما به من ضر.وفى أول موقفٍ لاختبار إيمانه، نجح وصمد أمام الكافرين من قومه، ظلَّ يدعوهم للإيمان حتى قتلوه.
وحتى بعد قتله ودخوله الجنة، ماذا كان قوله؟
{ قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين
منفول