بسم الله الرحمن الرحيم
فإذا توكل العبد على ربه وفوض إليه أمره..
.. أمده الله بالقوة والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيارالعبد لنفسه ..
واراه من حسن عواقب اختياره مالم يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه..
..وهذا يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات ..
ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات .. وهذا هو التوكل ..
.. التوكل هو طمأنينة القلب وسكونه ..
..المؤمن بالقدر قد تسمو به الحال فيصل إلى منزلة الرضا..
.. فمن رضي عن الله رضي الله عنه بل ان رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه ..
.. ولذلك كان الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين وقرة عيون المشتاقين ..
يقول ابن القيم.. من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملا الله صدره غنى وأمنا وفرغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه..
وقيل ليحيى بن معاذ متى يبلغ العبد مقام الرضا؟؟
فقال:اذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه فيقول:
((ان أعطيتني قبلت .. وان منعتني رضيت .. وان تركتني عبدت .. وان دعوتني أجبت))
وقال بعضهم :
..أرضى عن الله في جميع ما يفعله بك..
فانه ما منعك الا ليعطيك .. ولا ابتلاك الا ليعافيك .. ولا أمرضك الا ليشفيك .. ولا أماتك الا ليحييك..
فإياك ان تفارق الرضا عنه طرفة عين فتسقط من عينه.
ومما ينبغي ان يعلم انه ليس من شرط الرضا الا يحس العبد بالألم والمكاره ، بل الا يعترض على الحكم، ولا يتسخط.
قال عمر من الخطاب رضي الله عنه:
أصبحت لا أبالي على ما أصبحت على ما أحب أو على ما أكرة لأني لا اعلم الخير فيما أحب ا فيما اكره.
.. وبعدها ياتي الفرح ..
والفرح بالشيء فوق الرضا به، فان الرضا طمأنينة وسكون وانشراح.
والفرح لذة وبهجة وسرور.. ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)
وقد يرتقي المؤمن به الحال من الرضا بقضاء الله والشكر له فيم يقدره حتى يصل إلى منزلة الفرح فيفرح بكل ما يقدره الله له ويقضيه عليه.
قال ابن القيم: والفرح أعلى نعيم القلب ولذته وبهجته، فالفرح والسرور نعيمه.