هل أحاطت بك خيوط العنكبوت
فتاةٌ صالحة، مصليّة، صائمة، قارئة للقرآن، متحجبة، خلوقة، مطيعة لوالديها، و ربّما تكونُ أيضاً نشطة في جمعيّة دعويّةٍ أو صندوقٍ خيري. فجأة
تقرّر أن تدعو إلى الله على الإنترنت، فهي وسيلة حديثة يمكن لها أن توصلَ كلامها من خلالها إلى كثير من النّاس، فتقرر في البداية أن تدخل منتدىً دينيّاً، و لكنّها تفكّر و تتساءل:
"في المنتدى الديني، الكلّ متديّنٌ، فلماذا لا أدخلُ منتدىً عامّاً، لأصِـلَ إلى الناس الذين يحتاجون نصحي حقّاً؟"
فتدخلُ منتدىً عامّاً، و تكتبُ موضوعاً يذكّر النّاس بطاعة الله، و ينهاهم عن معصيته، فتأتيها الردّود، بعضها محترم و بريء، و بعضها محترمٌ ظاهراً و لكنّه غير بريءٍ حقيقيةً.
كيف؟
أقولُ لكم كيف:
شخص غير محترم، يدخل المنتدى بهدف مصادقة الفتيات، فيركّز على مواضيعهنّ اللاتي يكتبنها، فيرمي بخيوطة، خيطاً، خيطاً، فيكون ردّه الأوّل محترماً مُبتَدِئاً بـ : "أختي الفاضلة"
ثمّ يتطوّر شيئاً فشيئاً إلى : "أختي العزيزة"
ثمّ إلى : "أختي الغالية"
ثمّ يحذف كلمة "أختي" فيخاطبها بـ : "عزيزتي فلانة"
ثمّ يناديها : "فلانة" بالاسم.
ثمّ يتطوّر الأمر إلى : "فَـلُّونَّـة" بتكسير و "تدليع" اسمها. ثمّ يبدأ بالمزاح و الضحك، فتزول الكلفة بينهما تماماً.
و هكذا تصبح الفتاة الصالحة التي دخلت إلى الإنترنت بهدف الدعوة إلى الله – تصبح هذه الفتاة صديقة و صاحبة لشباب المنتديات تمازحهم و يمازحونها، و تضحك لهم و يضحكون لها، و تشتاقُ لهم و يشتاقون لها، فلا تطيقُ لهم فراقاً، و بعد ذلك يتطور الأمر إلى الرسائل الخاصّة التي تُرسل في البداية للسؤال عن الحال، ثمّ "للدردشة" العاديّة، و ربّما تتطوّر العلاقة بعدَ ذلك إلى "شات" على "المسنجر"، و من ثَمَّ على الهاتف، و بعد ذلك تتطوّر إلى موعدٍ، فلقاءٍ، فـ .....
حقّاً!
صدق من سمّاها بالشبكة العنكبوتيّة، فهي كالعنكبوت ترمي بخيوطها إلى الفتاة، خيطاً خيطاً، فيلتـفّون حولها – دون أن تشعر – حتى تحيط بها تلك الخيوط إحاطةً تامّة، فلا تستطيع منها الفكاك!
هكذا تسقط الصالحات بالتدريج في شبكة العنكبوت، و هكذا يسقط الصالحون أيضاً! فهل أنتِ منتبهة لخيوط العنكبوت؟
.
.
.
مما رآق لي
ونسأل الله الستر و العفاف , الهداية والصلاح
وان يغفر لنا خطايانا ما ظهر منها وما بطن