شكــراً بحجم المصيبة .. يا عرب ..!
لست منجماً .. ولا أملك حواساً ست !..
ليس من يحمل أقراص دواء , ومقصاً وشهادات
عده الناس جراحاً كبيراً يرتجى منه الشفاء !..
إن للشعر حدوداً و انتماء
كما لليوم ابتداء وانتهاء
وشروق وغروب وصباحاً ومساء ..
في بلادي تصنع الألفاظ يوماً بعد يوم
فإذا إنهار صنم , ظهر ألف صنم !..
بمزامير عجيبة , وطبول فارغات
بثها التلفاز إكراماً لمن سقطوا اليوم
في ساحات الصنم ..
يعلموننا أن الوطن خدعة كبيرة
وأن النشيد الوطني ليس إلا تعزية !..
خدعوها حين قالوا :
أنظروا الغيد الحُسان
نسيت أنها أنثى !..
تقتدي بالكلمات والعطور الزاحفات
والمساحيق المثيرة
أين يبتاع الحياء ..
بالجنيه وبالدولار وبكل العملات ..
فظننت أني في سوق الغجر !..
حين أبت من شرودي أو جنون مسني ..
خبروني :
أني في هوليود العرب !..
خبروني :
أين ألقي معولاً من كلمات ..
ألف , باء و تاء ..
أحمل ورداً وماء , وبقايا من زهور ..
خبأتها أمي رغم آلاف السنين
ها أنا أغرس ذاتي ..
وتقاليدي التي ..
خبروني :
أنها قيد الرهن في زمان , ملك حتى الفضاء ..
صنم يرزأ آخر ..
تجد العلم رقيقاً في طوابير الدمى
ربما أغرى مصاص دماء ..
قنوات من حديد , وصواريخ الفناء
وحبوب .. قيل عنها :
من بلاد هناك
برتوش الماكياج ..
تجعل الشيخ الكبير
جمرة تقطر جنساً
في الليالي السادرات ..
تتكوم الدنيا على قارعة الطريق
" قل أعوذ بربّ الفلق "
إذ ينتشر الغسق !
أماس تخفت تحت ثياب إحرام
لتطوف بنا حول كعبة الأوجاع !..
سوى الريح على شباكنا تبكي ولا شيء ..
وحزنٍ مثل أسواق العراق ..
ولعل بغداد تزهر من جديد ..
تذكرت الأندلس كثيراً
تاريخها الحافلْ
أتسآئل :
كيف ينكسر التاريخ !؟..
ياأيها الأعراب :
ذاك الطين الذي يجمعنا ماانوفكم يحنو على
هتاف الأمل ببقيته الباقية ..
الريق يستعيذ وملابس الوجه
تستنفذ عريها بلا إيضاح ..
والنوح السرمدي المعلق على شفة الأرواح يغلي
ويستمد طاقته من فوران الزمن و وسوسة الضيق !..
فيكم عبوس لدنيا ألقت عليكم ثقل الاختباء البعيد
عن عين الفجيعة ..
شكــراً بحجم المصيبة .. يا عرب ..!
أنثركم على مرأى السنون الباكية إثركم
أستطيل بكم هروباً من آفة الواقع العتيد ..
ولا زلت أشعل لفافة الوقت على بِساط ثكلِكم
وأستند صامتاً برفق على تلك الشظايا ..
أثار التعرية الزمنية !..
يا سادتي ما فيزيائية التجرد من أنفسنا ؟..
وما لون عظامنا وهي تخنع لضرب الرؤى البعيدة ؟..
كم عدد لكم وأنتم واحد ؟!..
والفصول كاذبة لا يألفها رعاة الخريف
ولا تقوس الشتاء في حملته الصيفية
الحارقة على ربيع القلب ..
أما زالت أحداق الهوى الضال
تسلب من الأجفان دفء كينونتها ..
والريح تسابق الأقدام
لتصل قبلكم في كل شيء !..
أتراها الروح حبذت سطو الخمول
على الإفاقة الدنيوية !..
أقسم أني مُتعب
كيبورديات لا تزيد ولاتنقص
عقول في الروابي
منشغلة بقطيعٍ من غنم
الحياة فرقعة وستنتهي
أنا مشحون بنشوة النظر للخلف
صدمة حضارية أعيشها حتى في التذوق !..
قررت أن لا يكون لي أي دور
في كتابة أي سيناريوهات قادمة ..
شيء من اليأس المريح
معضلتي أني لا أملك سوى زوج من اليدين !..
لو كان "الطفش" رجل لقتلته ..!
للأسفل وفق قوانين نيوتن !..
كل خط مستقيم بدأ بشكل .. شبة منحرف !..
لا فتات جيدة للتضليل ..
حين يكون الحائطُ لوحةً بنكهة زمن ..!
مكتوبة أقدرانا فوق نافذة قطار ..
كنت صادقا جداً لكني لست نبياً
وقد انتهى عصر الأنبياء ..
ولست ولياً لتتمسحوا بثوبي وقبري
ولا أملك آنية أفرغها أمامكم
فتنتصب الحقيقة لا يشوبها شائبة..
لا تتئد يا قلب ..
"غدا تنسى" ويأتي ألف غد
ومازال الهم مرابطاً !..
القمر إذ يرحل .. والصبح إذا تنفّس ..
" اللهم هذا قسمي فيما أملك , فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " !
.راقنى