أطلق المارد الذي بداخلك
هناك حكمة صينية قديمة تقول الحكمة
إن أباً كان يقرأ جريدة علي إحدي صفحاتها خريطة كاملة للكرة الأرضية تغطي مساحة الصفحة بالكامل وبينما الأب يتأمل الخريطة باهتمام ويحدد موقع بلده وموقع البلاد المجاورة إذا بابنه الصغير يسبب له إزعاجاً شديداً منعه من التركيز فغضب الأب ومزق الصحيفة غضباً ولما انتبه إلي ما فعل وجد أنه عاقب نفسه ولم يعاقب ابنه
فقال لابنه : عقاباً لك ستعيد الخريطة كما كانت.
والأب يعلم تماماً أن ابنه لن يستطيع ذلك في الساعات المقبلة
وربما للأيام المقبلة لكنه صمم علي هذا العقاب حتي يستريح من (دوشة) الولد ويستطيع أن ينام
لكن المفاجأة أن ابنه عاد إليه بعد خمس دقائق وقد رتب خريطة العالم من جديد وأعاد صفحة الجريدة كما كانت.
نظر الأب بدهشة إلي الولد وقال له: كيف فعلتها؟
فرد الابن : نظرت في ظهر الصفحة التي عليها الكرة الأرضية فوجدت صورة كبيرة لوجه إنسان ورأيت أنني لا أستطيع إصلاح صفحة الكرة الأرضية لكني لو أعدت تجميع وجه الإنسان من جديد فسيكون أسهل بكثير فلما عدلت الوجه قلبت الصفحة فإذا بالكرة الأرضية قد أصلحت.
ومعني الحكمة :
أحياناً وجه إنسان ينصلح فينصلح العالم كله !
لا تتعجب وهل كان الأنبياء سوي أفراد اصطفاهم الله فغيروا العالم؟
وهل كان المصلحون سوي أفراد فغيروا العالم؟
وهل كان العظماء والعلماء والمخترعون والمبتكرون سوي أفراد حباهم الله بعلمه فنفعوا البشرية؟
وما أنت وما قيمتك إن لم تغير ما حولك إلي الأفضل والأجمل؟
انت ايضا تستطيع أن تشارك في تغيير وجه العالم كله للأفضل لو أردت
أنا لا أدعي أبداً أن طريقك مفروش بالورود بل علي العكس تماماً طريقك مليء بالحفر وما دمنا نتكلم عن الحفر فلا مانع أبداً من أن أحكي لكم قصة يحلو لي أن أقصها علي الكثيرين بين الحين والآخر واسمها حكمة حصان.
يحكي أن رجلاً كان يسير مع حصانه لكنه ضل الطريق
تماماً كما يضل الكثير منا الطريق ولما تاه الرجل والحصان مشيا في طرق وعرة وفجأة سقط الحصان في حفرة عميقة تذكرني بالحفرة التي وقعت فيها أمتنا منذ زمن طويل.
حاول الرجل أن يجذب الحصان ليخرجه من كبوته (الحفرة التي وقع فيها) فلم يستطع ظل يجذب في اللجام لكن الحصان لم يتفاعل معه فما كان من الرجل إلا أن قرر أن يستسلم لوضعه ويهيل التراب علي الحصان في الحفرة حتي يدفنه تماماً مثلما يهال علي الكثير منا التراب في هذه الحياة لسبب أو لآخر.
في البداية كان الحصان يصهل غير مصدق لما يحدث وكان يصرخ في فزع والتراب ينهال علي ظهره ثم مع مرور الوقت توقف الصوت
وظن صاحب الحصان أن الحصان قد مات أو استسلم لمصيبته ورضي بالوقوف منكس الرأس أمام التراب والموت فذهب الرجل ينظر في الحفرة ماذا حدث للحصان فإذا به يجد الحصان قرر التوقف عن الصراخ والبكاء وأن يعمل عملاً مفيداً إيجابياً.
فإذا بالحصان كلما ألقي عليه التراب ينفض التراب من علي ظهره ليلقيه تحت قدمه ويقف عليه صحيح هو يرتقي ملليمترات لكنه يصعد ومع كثرة إهالة التراب راح الحصان يرتفع ويرتفع ويرتفع
ويحول الكارثة التي تحيط به والصعوبات التي يلاقيها إلي فائدة يستفيد منها
ما أعرفه أن الحصان قد خرج ولا يزال يصهل في كرامة ويحول انكساراته إلي انتصارات وما أؤمن به
«إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم»
فهل سنفعل مثل الحصان أم أن الحل الأفضل هو الردم علينا بالتراب؟
— مع فتحي السيد و 47 آخرين.