لأنه كبيرة من الكبائر.. "اللؤم"
صفة مذمومة يكرهها الإسلام
اتصف اللئيم على مر الزمان بالخسة في الطبع، والدناءة في الأصل، وأنه ضد الكرم وشديد البخل والشح .. فاللئيم هو الذى يريد كل شىء ولا يعطى شيئا، يريد أن يستحوذ على كل ما في يد الغير.
واللئيم عديم الأخلاق ولا يتورع عن إلحاق الأذى بالآخرين لتحقيق مصالحه الخاصة، ويسعى لإعاقتهم لخشيته من المنافسة الحرة فيظهر ضعفه وادعاءه الفارغ بالمعرفة، وهو مستعد للتعاون مع الأعداء لتحقيق مصالحه الخاصة، هكذا عرف الشيخ فرحات المنجى أحد كبار علماء الازهر الشريف شخصية اللئيم في حلقته من برنامج "الدين والحياة" على قناة (الحياة) الفضائية.
وأوضح المنجي أن اللئيم مذموم في كل مكان وزمان، ويعتبر اللئيم مرتكب كبيرة من الكبائر صنفها الائمة انها الكبيرة(54) من ضمن الكبائر، فاللئيم لو أحد أعطاه أى شىء حتى لو قليلا يأخده.
وأضاف أن النفس المصابة بداء اللؤم، هي نفس ضالة تشعر بالدونية أمام نجاح الآخرين وتسعى خلسة للنيل منهم لأنها تفتقد للشجاعة الكافية لمواجهتهم وجها لوجه، وغالبا ما تخفي ذاتها الحقيقية عن الآخرين لكنها تكشف عن نوازعها حال أن تتهيأ الظروف لها، فتطعنهم من الخلف أو تحط من قدرهم لإعلاء شأنها المنحطة.
ينبطح اللئيم تحت الأرجل من أجل تحقيق حاجته ويتحمل من الإهانات والإساءات ما لا يحتمله إنسان، فهو عديم الكرامة ولا يمتلك عزة للنفس بالرغم من محاولته التظاهر بعكسها.
وبقدر ما يسعى لطلب الحاجة من كرام القوم، فإنه يتحلى بالبخل ويرفض تقديم أية مساعدة للآخرين، وإن قدمها فإنه يذل طالبها ويعيره أبدا، وبهذا فإنه يعكس ما يتراكم في ذاته من خراب نفسي، فيؤنب ذاته بإهانة الآخرين ويعاقبها لتلبيتها الحاجة للآخرين!.
اللؤم والمكر
وأشار المنجي إلى أن المكر يختلف تماما عن اللؤم، فالمكر هو إيصال المكروة إلى الغير خفية أو صرف الغير عن الطريق الصحيح ليقع في الطريق السيىء، والمكر يؤذى الغير أما اللئيم يؤذى نفسه فقط .
وقد قال علي بن ابى طالب عليه السلام "لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر العرب".
واللئيم لا عهد له فأنه لا يتضايق من أحد في سبيل أن يأخذ أى شىء، ومن الممكن أن يتنازل عن كرامته في سبيل التوفير، أما المكار دائما يكون ذكيا ويريد أن يعرف كل شىء عن الشخص الذى يمكر به حتى يأتيه من حيث لا يدرى، ومن صفاته أنه إنسانا حاقدا وحاسدا على نعمة الغير.
أما الله فأنه يعلم كل شىء ويدري بمكر الماكرين ويفضحهم أمام الناس، لأن الماكر يعتقد أنه لا أحد يعرف عنه شىء ويمكر في السر إلا أنه لا يدرى أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما تخفى النفوس.
وأضاف الشيخ فرحات أن كل ما وسع الله سبحانه وتعالي علينا في الرزق فيجب أن نحطاط ولا نغتر بانفسنا.
الكيد
علاقة الكيد بالمكر واللؤم وثيقة .. فالكيد هو أشد من المكر فعندما يصل الضرر خفية إلى الغير فيأتى الكيد ويزيد علي المكر طبع الخبث لأنه يكيد للشخص ويستعد بأدواته وعقليته ويوهم الأخر أنه يقوم لمصلحته بحيث يوقعه في شر كبير وهذا هو الخبث.
والمعنى العام للكيد في اللغة هو الصنع والتدبير، وتعميم المعنى السلبي الخاص للكيد على النساء خطأ شائع، إذ إن الكيد ليس حكرا على جنس من دون جنس، وليس الكيد كيد كله.
والكيد والمكر حرام ويقوم حاملهما بتوصيل المكروه إلى الناس، ولا يجوز أن نقول لأحد أنت كياد أو مكار أو لئيم فهذه صفات شريرة ولا يجب أن ننطق بها لأننا سوف نأخذ عليها ذنوب.
والرسول صلى الله عليه وسلم كان دائما يقول "اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على ديننا"، فقالت له السيدة عائشة رضي الله عنها لماذا تدعى بهذا الدعاء كثيرا فقال لها :" إن القلوب بين أصابع الرحمن فاذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يقلب قلب أحد فيقلبه".