أمراض و اضطرابات صحية تنشأ على أرضية تراجع البكتيريا_الجيدة
تبين الإحصائيات أن أكثر من 85 % من المصابين بأمراض مناعية ذاتية #Autoimmune_Diseases مثل #التصلب_المتعدد #Multiple_Sclerosis و مرض هاشيموتو Hashimoto' Disease و مرض أديسون Addison's disease و الروماتيزم #Rheumatism و الذئبة الحمامية Lupus و داء كرون Crohn's disease و غيرها .. لديهم تاريخ مسبق من تكرار أخذ مضادات الحيوية و لفترات طويلة دون أن يلي ذلك أخذ البروبيوتيك ..
و نلاحظ ذلك بالفعل أيضا ً من خلال مشاهداتنا السريرية , إذ يفيد بعض المرضى بخصوص تاريخهم المرضي أنهم كانوا يأخذون مضادات الحيوية بشكل عشوائي و متكرر للأسف , فيصلون في غضون سنوات إلى تلك الأمراض بعد التدمير التدريجي للبكتيريا الجيدة .. طبعا ً هذا بالاشتراك مع أسباب أخرى كوجود استعداد جيني مسبق genetic predisposition و عوامل محرضة للمناعة الذاتية Autoimmunity كالتعرض للمعادن الثقيلة أو البلاستيك أو إصابات فيروسية مهيجة للمناعة ..
و كذلك حالات الربو Asthma و الاضطرابات العصبية النفسية neuropsychiatric disorders مثل فصام الشخصية schizophrenia و العدوانية ، و النوبات seizures ، و فقدان الشهية ، و الوسواس القهري obsessive compulsive disorder ، و فرط النشاط hyperactivity و التوحد و الاكتئاب و اضطراب العرّة tic disorder و هي حركات لاإرادية سريعة من دُون هَدف ومُتكرِّرة و لكنها غير منتَظمة ( العرات العضلية و الحركية ) ، أو أصوات أو كلمات لاإرادية مُفاجئة و متكررة ( العرات العصبية ) .. كل هذه الاضطرابات تحصل أو على الأقل تتفاقم على أرضية تراجع البكتيريا الجيدة و تكاثر الفطريات و البكتيريا الضارة التي تعطي منتجات ثانوية byproducts تسبب اضطرابات في تشكيل الناقلات العصبية كالدوبامين Dopamine و السيروتونين Serotonin و غيرها ..
من الأمثلة على البكتيريا الممرضة التي تأخذ مجدها على أرضية تراجع البكتيريا الجيدة , بكتيريا الكلوستريديا أو الكلوستريديوم #Clostridia - Clostridium أو تسمى بالعربية المطثيات فهي تسبب تثبيط استقلاب الدوبامين Dopamine و بالتالي عدم كفاية الإيبينفرين epinephrine و النورإيبينفرين norepinephrine في الجسم فتظهر الأعراض العصبية النفسية و السلوكية المذكورة أعلاه
لا تقف أضرار الكلوستريديا عند ذلك , بل أيضاً يسبب نوع منها هو المطثيات الوشيقية Clostridium Botulinum درجة عالية من التسمم الغذائي عند وجودها بكثرة في الأمعاء فتفرز سما ً يسبب شللا ً رخواً Flaccid paralysis لدى الإنسان و الحيوان و هو أقوى سم معروف للبشرية ، بجرعة قاتلة lethal dose تقل عن 1 ميكروغرام للبشر ..
و تشمل أعراض التسمم الغذائي بسم الكلوستريديا الضعف و تشوش الرؤية و الوهن و اضطراب الكلام , و قد يلي ذلك ضعف في الذراعين و عضلات الصدر و الساقين .. و المثير للدهشة أن الأعراض قد تكون في بعض الأحيان خفيفة ,
و قد اقترح العلماء أن التخفيف من شدة تلك الأعراض يتعلق بقوة بعض أنواع البكتيريا الجيدة في الأمعاء , التي على ما يبدو تفرز مواد تبطل مفعول ذيفانات الكلوستريديا ..
قد يحدث تسمم غذائي ببكتيريا الكلوستريديا عن طريق الغذاء ، و تبدأ أعراضه عمومًا بعد 18 إلى 36 ساعة من تناول طعام ملوث .. لكنها قد تظهر في وقت مبكر يصل إلى 6 ساعات أو في وقت متأخر يصل إلى 10 أيام ..
و الأصعب من ذلك , أن هناك نوع من الكلوستريديا هي C. caloritolerans تمت تسميتها بهذا الاسم لأنها يمكن أن تعيش عند نقطة الغليان لمدة 8 ساعات , و بالتالي فإن مقاومتها للحرارة قد تسمح لها بالانتقال عن طريق الكثير من الأغذية ....
كما تسبب المطثيات السرديلية C. sordellii إنتانا ً قويا ً و هي من الأسباب المحتملة لمتلازمة الصدمة السمية القاتلة fatal toxic shock syndrome بين النساء في سن الإنجاب
يمكن علاج الكلوستريديا بمضادات حيوية فعالة ضدها مثل الميترونيدازول Metronidazole أو الفانكومايسين Vancomycin و الجدوى العلاجية بها تصل إلى نسبة 100٪ تقريبًا في قتل الجراثيم الحية منها و لكن ليس أبواغها spores التي يمكن أن تنتج جيلا ً جديدا ً من تلك الجراثيم الخطيرة .. هنا يأتي دور البكتيريا الجيدة بعد الانتهاء من الكورس العلاجي بحيث نعطي لثلاثة أشهر على الأقل مكملات البروبيوتيك من نوع #Lactobacillus_Rhamnosus (GG) Culturelle أو الخميرة النافعة Saccharomyces Boulardii و هي قادرة على قتل أبواغ الكلوستريديا , كهربائي صباح السالم و يمكن في بعض الأحيان السيطرة على فرط نمو المطثيات عن طريق هذين النوعين من البروبيوتيك دون اللجوء إلى مضادات حيوية في حال كانت العدوى محدودة ..
مرة أخرى تبرز البكتيريا الصديقة كمنقذ للإنسان !!