سارة فوزى تكتب: اتقوا الله فى مصر
بداية أنا لست مع أو ضد أى من المتظاهرين سواء أكانوا مؤيدين أو معارضين لاستمرار الرئيس "مبارك" فى الحكم طوال الأشهر القادمة.. بل إننى كنتُ لا أحب سابقا الخوض فى الأحاديث السياسية، ولكن عندما يتحول الأمر ويمس أمنى وأمنك وسلامتك وسلامتى.. لابد ولا محال فى أن أتكلم وأقول ما فى صدرى حتى لا يحاسبنى الله عن صمتى، جُل ما أرجوه منكم هو أن تعطوننى عقولكم بضعة دقائق حتى الانتهاء من قراءة هذا المقال أو الخاطرة أو ما أكتبه.... أرجو أن تقرءوا هذه الخاطرة حتى آخرها، وأن تعقلوها وأن تعملوا عقولكم وأنا واثقة من قدرتكم على ذلك أيها القراء الأعزاء.
لقد سعدتُ فى البداية بما حدث.. لأن شعبنا العظيم استطاع الخروج عن صمته وقال كلمته التى هزت كافة أنحاء الجمهورية وعلى إثرها حدث ما لم يتوقعه أحد، وتم تلبية مبادئ الشعب إلى حد ما، وقد سعدتُ أكثر عندما وقف الشعب المصرى (رجالا ونساء) ساهرين على أمننا وسلامتنا عندما حاول المبلطجون "البلطجية" اقتحام شوارعنا وشوارعكم ومحاولة التعدى على أعراضنا وأموالنا وممتلكاتنا، وكما تعلمون وكما كنتم تتابعون ما حدث؛ فإننى لست بحاجة إلى إعادة تكرار الكلمات التى سمعناها والصور التى شاهدناها، وما أنا بصدد قوله هو مجرد (سيناريوهات) أتوقعها الفترة القادمة وكلها من تأليفى وإحساسى الداخلى (وربنا يستر)، وأتمنى أن تقرءوا هذه السيناريوهات، وأنا أحترم كل الاحترام آرائكم وتعليقاتكم سواء أكانت سلبية أو إيجابية، وأطلب منكم احترام رأيى، وسوف أعلنها صراحة وأقول لحضراتكم وحضراتكن ما هو السيناريو الذى أؤيده كفتاة من شعب مصر ذاقت وتذوقتم معى معنى "ألا تكون آمنا فى بيتك وأن تبكى ليس لأنك خائف، بل لأنك تتحسر على هذا البلد وتتذكر أيامك به بحُلوها ومُرِها".
السيناريو الأول: أن يستمر الانقسام بين الشعب المصرى بين مؤيد ومعارض ويستمر الانقسام حتى يتحول القطر المصرى إلى جزأين مثلما يحدث فى السودان وطبعا القوى الخارجية "هتقعد بقى تقولنا أنتو عاوزين قوات حفظ سلام ورقابة دولية"، والكلام الكبير اللى أنتو عارفينه واللى عمره ما بيحل والدليل على كده" العراق وفلسطين وغيرها من دول أفريقيا وبعض دول آسيا".
السيناريو الثانى: أن ينفض الانقسام ويتنحى الرئيس "مبارك" ويحدث الفراغ السياسى ونجد الدول الكبرى التى ترغب فى ذلك والتى ترسخ إعلامها لأجل هذا المخطط، تسعد بما يحدث خاصة عندما تجد القوى السياسية فى مصر متعارضة "وبيتخانق كل واحد فيها على مين اللى هياخد التورتة وياكلها كلها"، ومع الأسف يكون الشعب هو "الفواكه اللى بتبقى موجودة فوق التورتة".
السيناريو الثالث: وهذا أدعمه وأنا لا أقصد التأثير على رأى أحد وإنما أنا خائفة... أقسم لكم إننى خائفة على مصر وعلى أهلى وعلى نفسى وعلى كل ما بدأنا نفعله منذ 25 يناير.. كفى أننى شعرتُ بخوف شديد عندما حاول "البلطجية" مهاجمة حينا الذى نسكنه وعندما وجدت أصدقائى وأقاربى فى كل مكان مذعورين وخائفين من الطلقات النارية التى جعلت الكبير يدعو أن يريحه الله من هذا الهم والصغير يبكى من شدة الخوف والمرأة والشابة ربما يصرخن من شدة الخوف على رجالهم أو لتحفيزهم على الاستمرار فى مواجهة هؤلاء البلطجية الذين أراهم من صنع أيدينا؛ لأننا صمتنا كثيرا وتركناهم فى الشارع... أولا كانوا أطفال الشوارع ثم أصبحوا مجتمعات الشوارع وفى النهاية أصبحوا هم حكام الشوارع حينما وضعوا الذعر فى قلوبنا حتى نتذوق من نفس الكأس حينما تركناهم يحاولون التدخل فى انتخاباتنا وقراراتنا "لست الآن معنية بهؤلاء البلطجية، لأننى سوف أتحدث عنهم فيما بعد فى مقال لاحق" ولكن السيناريو الذى أريده وأدعمه وأؤيده بشدة هو أن يحدث انتقال آمن للسلطة وأن يلتزم الرئيس مبارك وحكومته بإعادة إعمار مصر وتغيير المواد الدستورية وكافة الإصلاحات التى يطالب بها شعب مصر جميعا، وبعد ذلك تحدث الانتخابات الحرة النزيهة ونختار كشعب متحضر من نشاء لكى يحكمنا نواصل المسيرة).. وأن يقوم المتظاهرون جميعا "وأدعو من الله أن يتحقق ذلك" أن يتوحدوا ويتفقوا على ذلك... على حب مصر وأمنها، وألا يدعوا أنفسهم لإعلام موجه أو لقوة سياسية معينة كى تفعل بهم ما تشاء.. افتحوا شاشات التليفزيون وربما تجدون صديقين لكم يتقاتلان أحدهما مؤيد والآخر معارض "هل يرضى أحد بذلك؟".. نحن شباب مصر.. ولابد أن نكون واعين ومدركين.. أعطوا لمصر فرصة أخرى.. ولا أقصد بذلك التنحى عن مطالبنا والعودة للصمت مرة أخرى، بل الانتظار حتى تحدث الانتخابات التى نقرر بها مصيرنا والعمل على مساعدة مصر وليس الحكومة على إعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد. أنصتوا جيدا "من يحب مصر لن يرضى لها التدمير والخراب وإذا وافق البعض على ذلك فإنهم ليسوا مصريين".
ما أقوله لأجلى ولأجلكم وقبل ذلك لأجل مصر.. كفاية دم.... كفاية خوف.. كفاية رعب.. حرام! ده ميرضيش أبدا الله – عز وجل – لقد بدأت المظاهرات سلمية. انهوها كذلك، كل ما أطلبه هو الأمان والاستقرار. اللهم ما بلًغت اللهم فأشهد .. لكم الاختيار، ولكن تذكروا أن تتقوا الله فى مصر وفى شعب مصر...