أيُّهـا القيد .. حرِّرني ..
===============
د/ صفية الودغيري
أيهـا الخيـال .. نغماتُكَ تطربُنـي
تتموَّجُ على ضفافِ شاطئِك أحلامي
قيثارةٌ تعزفُنـي داخلكِ يا جُمْجُمَتِـي
رذاذُ أفكارٍ تهـزم شمـوخَ هَرَمِـي
أيُّها المولودُ الثَّائِرُ اهدأ أَخْرِسْ أنيني
فثورتي كَوَت أَضْلُعي ..
قطعت شِرْيانَ وريدي ..
هدََّّتْنِي أوجاعُكَ تمخُضُ داخلَكَ يا رحِمي
وإعصارُكِ يناديني من أعماقِكِ يا روحي
حرِّرْنٍي .. يا قلبـي من دقَّاتِكَ تشتكي
حرِّرني أيُّهـا القيـد ..
عِقالُكَ أَدْمَى جبينـي فهجرتني أفراحي
دَعْني أَنْعَمُ بسلامـي ..
بأرضٍ ليس فيها حروبٌ ولا طواغيتٌ
ليس فيها استعمارٌ لعقلٍ ينبِضُ بأفكاري
ليس فيها أعداءٌ للحبِّ يسكـنُ قلبـي
ليس فيها كوابيس تقـضُّ مضجعـي
ولا فيها ثوارٌ ولا أسلحةٌ تدمِّرنـي
ما عاد جسمي مستعمرةً لرصاصِ أعدائي
ولم يتبَقَّ بعرقي نبضٌ يطرق صدري
ولا شَلاَّل دمي يسقي رُفاتَ عظامٍي
أيُّهـا القيد .. دعني أحيا بأماني
قي بستاني .. وروضاتي
تتفتـح فيـكِ أحلامـي ..
عاشقـةٌ لكَ يا وطنـي ..
صادحةٌ بنشيدِ علمـي ..
لم تُجْهَـض في رحِمـي يا قطـرَ دمـي
ما زالت شمسي تشرق في عِرْقِِ نبضي
أيها القيد ..
دعنـي أتدحـرج على بساط أرضـي
تحملني حمائم سلامِكَ .. تُنْشِدُنِي بلابلي
تحملنـي رسائلُ حبِّي إليك يا وطنـي