أيها المصريون.. إنما الأمم الأخلاق
محمود
يقول أمير الشعراء أحمد شوقى منبهاً المصريين إلى خطورة تحلى الشعوب بالأخلاق للحفاظ على أمنها ورقيها وسعادتها:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والحقيقة أن الأخلاق فى الشعوب هى العاصم لها من الانهيار والتفتت والتشتت إلى شراذم لا يجمعها شىء، والشعب الذى تنهار فيه الأخلاق والقيم ينهار فيه المجتمع والأسرة اللذان هما قوام أى شعب. ثارت هذه الخواطر فى ذهنى عندما رأيت كم السباب والشتائم التى تنهال على البعض من البعض الآخر، لمجرد خلاف فى الرأى يحتمل الصواب والخطأ، ورحم الله الإمام الشافعى الذى قال قولته المشهورة «رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب»،
ويقسم الرجل وهو صادق إنه ما حاور أحداً إلا تمنى أن يظهر الله الحق على لسانه، لأن أمل أى إنسان صادق محب للصدق والحق هو أن يرى الحق ظاهراً جلياً، ولو على لسان غيره.
أين هذه الأخلاق مما نحن فيه الآن من اتهامات متبادلة بالنفاق والكذب والخيانة والعمالة، لمجرد خلاف سياسى يحتمل الخطأ والصواب؟!
ان من يسمع، ويشاهد وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءه هذه الأيام يشعر بأن شعب مصر أغلبه إما خائن أو عميل أومنافق أو إرهابى أو شرير، لا يريد بمصر خيراً.
شعب مصر الطيب الكريم الشجاع الهمام الجواد صار خائناً جباناً بخيلاً لا يعرف إلا مصلحته الشخصية الخاصة التى يفضلها عن جميع مصالح الوطن.
فأروع ما فى شعب مصر من أخلاق وسمو وإخلاص وتفانٍ وحب وكرم ونظافة وتسامح وبر،
لا يسعنى فى هذا المقام سوى أن أطلب من الله أن يوفق شعب مصر والمثقفين فيه بالذات، باعتبارهم هم القدوة التى يقتدى بها الناس فى السلوك والمعاملات، وأن يكون رائدهم فى الأيام القادمة قول أمير الشعراء أحمد شوقى:
إنما الأممٌ الأخلاقٌ مـا بقـيـــت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وإذا أصيب القوم فى أخلاقهـم ... فأقم عليهم مأتماً وعويــــــلا.
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ... فقوم النفس بالأخلاق تستقـم.
وكذلك قول الشاعر:
ليس الجمال بأثواب تـزيننــــا ... إن الجمال جمال العلم والأدب