بائعة الكبريت
بسم الله الرحمان الرحيم.
كان البرد شديدا,ورياح كثيرة; وفي ظلام الليل, وقفت فتاة صغيرة تلبس ثيابا ممزقة
وفي قدميها شبشب كبير ممزق, كان لامها التي ماتت , ولم يكن يحمي قدميها الصغيرتين من برودة الطريق وقفت الفتاة الصغيرة ترتعش وفي يديها بعض علب الكبريت التي تبيعها وفي وسط الطريق جاءت عربة كبيرة تسير جعلت الطفلة تقفز خائفة فانخلع السبشب في الطريق واختفت فردة في الزحام والفردة الاخرى اختطفها غلام كان يقف قريبا.
ثم جرى سريعا وهو يضحك.
وسارت الفتاة حافية القدمين وقد تورمت قدماها الصغيرتان
وصارتا حمراوتين من شدة البرد.
وفي منزل قريب منها كانت هناك نافدة ترى الفتاة من ورائها غرفة كبيرة دافئة بها مائدة حافلة
بأصناف الطعام الشهية وحولها الأطفال يأكلون ويضحكون وهم يرتدون الملابس الجميلة.
كان اليوم يوم العيد العيد السعيد!.. وامتلات عين الفتاة بالدموع ثم جلست بين حائطين تبكي وترتعش
من البرد لم تكن تريد أن تذهب الى المنزل حتى لايضربها أبها لأنها لم تبع الكبريت.
وأحست بالبرد الشديد يغمرها فاخذت تشعل الكبريت الذي معها وأحست بالدفء حولها وابتدأت تحس
أنها واقفة مع الاطفال في النافذة التي أمامها وهي تلبس فستانا أبيض جميلا وتأكل الكعك اللذيذ!
وانطفأ عود الكبريت وذهب الحلم فأشعلت عودا اخر وبدات ترى أمها التي ماتت وهي تبتسم لها
وتقبلها وكثرت أعواد الكبريت المشتعلة حولها فابتسمت وهي سعيدة بالدفء ثم احست
بامها وهي تاخذها من يدها الى مكان جميل هاديء فيه موسيقا جميلة .
وفي اليوم التالي راى الناس بائعة الكبريت الصغيرة وهي جالسة مغمضة العينين
منكمشة على نفسها وكانت على وجهها ابتسامة جميلة وتأثر الناس كثيرا لأن احدا لم ينقذ
الطفلة في الوقت المنا سب وأنها.. ماتت في العيد!..