العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-08-2011, 02:14 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 1



- مفهوم السعادة:
ما هو أرقى خير يمكن أن يبلغه المرء بجهده؟ يتفق عامة الناس وصفوتهم على أنه "السعادة"، ولكنهم يختلفون في تحديد كنهها.
هذا ما قاله أرسطو قبل آلاف السنين، ولكن لازال السؤال قائماً، ولازال الناس يبحثون عن طرق اكتساب السعادة، وقد يصرفون الأعمال والأموال دون أن يحصلوا على ما يريدون، فما هي السعادة؟ وأين نحصل عليها؟
الدراسات والبحوث التجريبية، توصل إلى وجود عامل عام للتعبير عن السعادة وهو الشعور بـ "الرضا الشامل"، وقد يفسّر هذا العامل بالشعور بإعتدال المزاج والتعبير بالرضا عن الحياة.
والناس قد يصفون السعادة إمّا على أنها شعور بالرضا والإشباع وطمأنينة النفس وتحقيق الذات، أو أنها شعور بالبهجة والإستمتاع واللذة.
والجامع لكل هذه المشاعر، كما سبق، هو الشعور بالرضا - وإن اختلفت أحوال الناس وأوضاعهم وأفكارهم - فإذا قال بعض الناس إنهم راضون جداً عن معيشتهم في كوخ من الطين، فلابدّ أن نفترض أنهم راضون بالفعل(1).
وذلك لأنّ السعادة هي ما يشعر به الإنسان في داخله، فالعالم هو عالم النفس، لا العالم الخارجي، فإذا ما تنوّر القلب، كانت الدنيا منيرة في نظر الإنسان.. والعكس صحيح، فالظلمة تعني قبل كل شيء العتمة في عالم النفوس والأرواح.
في الفكر الإسلامي: الفلاح هو الظفر بالسعادة، وإدراك بغية النفس، أي تحقيق رضاها، وهي كذلك حالة نفسيّة ولكنها قد تحصل بالفوز بمغنم أو مكسب، وذلك شعور موقت، وقد تحصل بالتضحية بمغنم أو مكسب، مع رضا النفس ولذتها بهذه التضحية، لذلك عبّر القرآن الكريم عن الأنصار الذين قدّموا الأموال والمساكن وغيرها للمهاجرين، بأنهم مفلحون، كما قال تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون) (الحشر/ 9).
للسعادة في القرآن مراتب، كما هي في الحياة ولدى سائر الناس، فالإنسان في تعبير القرآن: كادح إلى ربّه (الإنشقاق/ 6)، ساعياً إلى لقائه، من خلال التمثل بأسمائه وصفاته.. إنّه يريد أن يتخلّق بأخلاق الله، ليكون ودوداً، رحيماً، رؤوفاً، كريماً، عالماً، مقدّساً، في أخلاقه وعاداته.
والدرجة العليا من السعادة هي النفس المطمئنة المتجلية في قوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنّتي) (الفجر/ 27-30).
إنّه الأمن والإطمئنان الذي يطبع النفس فيملأها رضا عن ذاتها ورضا عمّا حولها.. وليس الرضا رضاها فقط، بل إنها مرضية أيضاً، فالله تعالى رضي عنها، والكون كلّه يعلن رضاه أيضاً لأنها لم تسلك طريقاً خاطئاً ولم تعمل عملاً سيِّئاً، بل كانت كلّها خير ومنفعة للناس جميعاً.. أليس الرسول الكريم (ص) يقول: "خير الناس أنفعهم لهم"؟.
يتبع...
------
الهامش:
1- بتصرّف عن: سيكولوجية السعادة، مايكل أرجايل، من قسم علم النفس التجريبي، أكسفورد، ترجمة: د. فيصل عبدالقادر، ط1، عالم المعرفة، ص9-10.








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:15 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 2

- ما هي الطمأنينة؟
بعض الأسماء والأوصاف سهلة ولطيفة، ولكن استحصالها ليس بالسهل، فمن يا ترى يعيش الطمأنينة في هذا العالم الذي يعجّ بالخوف والإضطراب؟
قال الراغب: "الطمأنينة والإطمئنان: السكون بعد الإنزعاج، قال تعالى: (ليطمئنّ قلبي) (البقرة/ 260)، (يا أيتها النفس المطمئنّة) (الفجر/ 22)، وهي أن لا تصير أمّارة بالسُّوء. وقال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب) (الرعد/ 28)، تنبيهاً أن بمعرفته تعالى والإكثار من عبادته يُكتسَبُ إطمئنان النفس..."(1).
الإطمئنان يعني الأمان، فكيف يمكن أن ننتقل بالنفس من عالم مضطرب إلى جزيرة آمنة مستقرة؟
وللحصول على الأمن، لابدّ من الإبتعاد عن مصادر الخوف والقلق، والتي يمكن أن تهاجم النفس الآمنة من كل صوب، لتحوِّل بحرها الهادئ إلى بحر لجيّ مضطرب الأمواج، فلا يستقر لها حال ولا بال.
ومصادر الإضطراب نوعان:
الأولى: فكريّة، وهي التي تسبِّب الشكّ والإرتياب.
والثانية: حياتيّة تسبِّب الخوف والحزن.
وعلاج الأولى، أن تكون النفس متيقنة بالحق، فتطمئن ولا تشك ولا ترتاب.
ولا يحصل ذلك إلا بذكر الله، إيماناً وتصديقاً، ذلك أنّ الإنسان يُفكِّر دوماً في الأسباب والمسبِّبات.. "فكلّما وصل إلى سبب يكون هو ممكناً لذاته، طلب العقل له سبباً آخر، فلم يقف العقل عنده، بل لا يزال ينتقل من كل شيء إلى ما هو أعلى منه، حتى ينتهي في ذلك الترقي إلى واجب الوجود لذاته – الله تعالى – مقطع الحاجات ومنتهى الضرورات.. فلمّا وقفت الحاجة دونه، وقف العقل عنده واطمأن إليه ولم ينتقل عنه إلى غيره.. فثبت أنّ الإطمئنان لا يحصل إلا بذكر واجب الوجود"(2)، وهو الله.
وهكذا فإنّ آلاف الأسئلة، بل ملايينها لا تنقطع ولا تتوقف ولا تصل إلى نتيجة إلا إذا آمن الإنسان بالله ولجأ إليه.. وبذلك يخرج من بين أمواج الريبة واضطرابها إلى برِّ الأمان.
لنضرب مثلاً، إذا سأل سائل: ما مصدر المياه في الأنهار والمحيطات؟ أجيب بأنه من المطر، فيقال: من أين يأتي المطر؟ قيل من السحاب، فمن أين؟ من بخار الماء، فما الذي يبخره؟ قيل حرارة الشمس، فمن أين؟ قيل من حريقها، فمن الذي جعل الشمس محرقة ولم يجعل الأرض كذلك؟ وهكذا تنهمر الأسئلة وتنهال، بلا نهاية، ما لم يأتي الجواب: (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء...) (الرُّوم/ 48).
(الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخّر لكم الأنهار * وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين وسخّر لكم الليل والنهار) (إبراهيم/ 32-33).
(الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً...) (غافر/ 64).
(الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) (الزمر/ 62).
الله... الله... الله.
ثمّ ننتقل من عالم الطبيعة إلى عالم الحياة الجارية وما فيها من حوادث سارّة وضارّة، مفرحة ومقرحة، مفاجئة وحزينة، لتأتي الأسئلة تترى وحيرى، فَمَن الذي يدبِّر الوجود؟ مَن الذي يديره؟ مَن الذي ينعم على الناس ويوزِّع بينهم الأرزاق؟ مَن الذي يهب لمن يشاء الذكور ويهب لمن يشاء الأناث؟ مَن الذي يهب الحياة؟ ومَن الذي يأخذها؟
والجواب: هو هو، ولا جواب غيره: (الله الذي خلقكم ثمّ يرزقكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم.. هل من شركائكم مَن يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عمّا يشركون) (الرُّوم/ 40).
(الله الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر...) (الإسراء/ 30).
(والله الذي خلقكم وما تعملون) (الصافّات/ 96).
لقد قالها أحد فلاسفة الغرب: "لو لم يكن هناك إله لوجب أن نخلق إلهاً لأنّ الكون لا يستقيم له حال من غير إله".
وقال ربّ العزّة من قبل: (ولئن سألتهم مَن خلق السموات والأرض ليقولنَّ الله...) (الزمر/ 38).
وهكذا يجول العقل ويصول، ولا يهدأ له بال، ولا يستقر به حال، ولن يهدأ ولن يطمئن، إلا بالإيمان بالله تعالى وذكره، ولكن يبقى هناك سؤال: كيف يمكن تدعيم الإطمئنان بالإيمان؟
يتبع...
----------------
الهوامش:
1- مفردات القرآن للراغب الإصفهاني.
2- التفسير الكبير للفخر الرازي، في تفسيره للآية (يا أيتها النفس المطمئنّة).







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:16 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 3



- دور الإيمان في بعث الإطمئنان:
للأفكار التي يحملها الإنسان، خصوصاً الأفكار المسبقة، تأثير كبير على سلوك الإنسان وطريقة تعامله مع الأشياء والأحداث.
هذا ما يقرّه علم النفس الحديث، ولذا تسعى الكثير من مناهج علم النفس إلى تغيير أفكار الإنسان عن الحياة، عن الماضي، عن المستقبل، عن نفسه وعن الآخرين، بغية حل الإشكالات النفسيّة وإزالة أسباب التشاؤم أو الخوف أو القلق(1).
يقول مايكل أرجايل: "يمكن تخفيف الإكتئاب – وهو من الشعور بالتعاسة – بطرق علاجية مختلفة لنجعل الناس ينظرون نظرة أكثر إيجابية للأُمور ويقيمون أنفسهم على نحو أفضل دون إنتقاص، ويحدِّدون لأنفسهم أهدافاً أكثر قابلية للتحقيق، ويتخلون عن المعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى التعاسة.."(2).
ترى أيهما أكثر إيجابية في نظره للحياة وحوادثها.. الشخص الذي لا يؤمن، فهو يرى الحياة قصيرة والعمر يفنى والمرضى يتفشى والفرص تمر... وكلّما تقدّم يوم في حياته كلّما اقترب من نهايته... نهاية مجهولة لا يعلم ما هي ولا يدري أين ينتهي به المطاف، فهو في قلق دائم وخوف مستمر؟
هذا أكثر إطمئناناً أم المؤمن الذي يرى أنّ الكون والوجود كلّه بيد الله، وهو اللطيف بعباده وهو أرحم الراحمين، وهو الذي كتب على نفسه الرحمة، وهو الذي أرأف بعبده من الطير بفراخها؟
أيهما يشعر بالوحدة والغربة وبالتالي الإكتئاب؟ غير المؤمن الذي يعيش لنفسه في عالم يعجّ بالوحوش، ويتسابقون على المنافع والمصالح، وكلّ يريد إفتراس غيره؟
أم المؤمن الذي يسمع نداءً خفياً في داخله: (لا تحزن إن الله معنا...) (التوبة/ 40).
(.. فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الأنعام/ 48).
إنّ غير المؤمن يرى الحياة في نقيصة مستمرة، فالشباب يبلى، والقوة تضعف، وهو في انحدار يوماً بعد يوم، أمّا المؤمن فيرى الحياة مزرعة للآخرة وإنما (.. لَهِيَ الْحَيَوَانُ...) (العنكبوت/ 64)، فهي البقاء الأبدي السرمدي الذي لا يفنى... وأنّ المؤمن ليس وحيداً ولا فريداً، لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة حيث يقول الباري تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) (فصلت/ 30-31).
من هنا جاء الإيمان بالآخرة إمتداداً للإيمان بالله تعالى، ومكملاً لعقيدة المؤمن (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ...) (آل عمران/ 114)، فلا تستقيم الأمور بلا آخرة وحساب وكتاب، لأنّ الحياة الدنيا محدودة، وقد لا يحصل المؤمن فيها على اللذة والراحة، فهناك يجزى الجزاء الأوفى حيث النعيم المقيم بما تشتهي الأنفس وما لذّ وطاب، وحيث اللقاء مع المحبوب، الخالق الكريم.
وقد يرى المؤمن أناساً قد طغوا وفسدوا وفسقوا وظلموا، ولكنهم غادروا الدنيا بلا عقاب يتناسب مع أعمالهم ولم ينتقم للمظلومين منهم، فلو لم تكن هناك الآخرة لاختل الميزان ولم يكن في الوجود حق وعدل، ولكنها الآخرة، حيث حضور الخلق كلّهم بين يدي الله، الحاكم العادل، العزيز الجبار (.. وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (الجاثية/ 22).
فإذا عَلِمَ المؤمن بأنّ الله تعالى لا يضيع عنده أجر العاملين والمحسنين والمصلحين وكل مَن أحسن عملاً، فلا يحس المؤمن بالخسران ونقصان الحياة وضياع العمر، بل إنّه يزداد يوماً بعد آخر إيماناً وتسليماً لأمر الله وحسن الظن بوعده، وبالتالي إطمئناناً إلى حسن عاقبته حيث الأمان والإستقرار.
أمّا الكافر، فإنّه يعيش حياة البؤس واليأس، حيث لا يؤمن في حياته ولا يطمئن إلى آخرته، لذا حق قول الله عليه: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه/ 124)، لأنّه يحسّ يوماً بعد آخر بالضياع والخسران، فلا أملاً في ربّه ولا أُفقاً رحباً لحياته.
يتبع...






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:16 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 4

- ذكر الله:
من أسباب السعادة، الطمأنينة ومصدرها الأصلي: ذكر الله كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد/ 28)، فما هو وما هي مظاهره؟
قد يُقال بأنّ ذكر الله تعالى: هو التسبيح والتكبير والإستغفار والدُّعاء والصلاة والصوم والحج والزكاة وقراءة القرآن، وكل هذه من الذكر وكلّها تؤدي إلى تزكية النفس وصفائها والشعور بالأمن والإطمئنان، ولكن ذكر الله مقولة تشمل هذه ولكنها أوسع منها.
كما إنّ الله تعالى، مطلق لا تحده حدود، كذلك ذكره يعمّ الوجود كلّه، فهو مع كل ذرّة وكل قطرة ماء وهو في الأرض كما في السماء.
إنّه إله الحاضر في كل مكان وزمان، كما يقول تعالى: (.. وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد/ 4).
فيكون ذكره، تذكره والإحساس بحضوره، وأنّه يسمع أقوالنا ويرى أفعالنا، وأنّ مبدأنا منه، وأنّ رجوعنا إليه، وأنّه الرّحمن الرّحيم، مالك يوم الدين، إيّاه نعبد وبه نستعين، ومنه نطلب أن يهدينا إلى الصراط المستقيم.
حضور العاشق بين يدي حبيبه.. فأحد معاني الله، الإله، المعشوق، ومعنىً آخر، هو المعبود، ومن الطبيعي أن يعبد الحبيب حبيبه، وأن يطيعه ولا يعصيه، وأن يأنس به دون غيره، وأن يذكره في يقظته ونومه، وأن يتمنّى ويريد الفوز برضاه والعيش في رضوانه.
فالذكر – لغةً – حضور الشيء بالقلب أو القول، والمراد بذكر الله كلاهما، فلابدّ للمحبِّ أن يعرب ويعبِّر عمّا في قلبه، وأن يكون صادقاً في حبّه، مطيعاً لولي أمره، لذا قيل: الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان (.. إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ...) (النحل/ 106).
فالأصل ذكر القلب، كما قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (البقرة/ 152).
وذكر الله يكون بالطاعة والعبادة، ففي حديث الدر المنثور عن رسول الله (ص): "مَن أطاع الله فقد ذكر الله... وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومَن عصى الله فقد نسي الله، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن".
وفي الأثر: أنّ الله تعالى: "أخبر عن نفسه، فقال: أنا جليس مَن ذكرني – فلا يمكن لله تعالى أن يجالس عاصياً مقترفاً للمنكر والسيِّئات – وقال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (البقرة/ 152)، إذكروني بالطاعة والعبادة أذكركم بالنعم والإحسان والراحة والرضوان.
ولكي يكون الله حاضراً في أنفسنا فلا ننساه ولا ينسينا الشيطان ذكر ربّنا، جاءت الأعمال المختلفة لتوطد فينا هذا الحضور المبارك، لتذكرنا أينما غفلنا، ولتقرِّبنا إليه تعالى، متى أردنا.
فمن الذكر التسبيح، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) (الأحزاب/ 41-42).
ومنه تلاوة القرآن، ومنه الصلاة، قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (العنكبوت/ 45).
وفي الآية المباركة هذه إشارات فيه شرف للذاكرين، قال بعض العلماء: أي لذكرك الله أعظم من كل شيء في الدنيا وهو أن تتذكّر عظمته وجلاله، وتذكر ربّك في بيعك وشرائك، وفي كل شؤون حياتك، ولا تغفل عنه أبداً، ليكون حصناً لك من الشيطان، والله يعلم جميع أعمالكم وأفعالكم فيجازيكم عليها"(1).
فالذكر الحاصل من الصلاة: "هو أعظم ما يناله الإنسان من الخير وهو مفتاح كل خير"(2)، لأنّه ينير القلب بضياء الهدى فيعمّ الخير والسرور كل أرجاء الحياة.
وفيها إشارة أيضاً إلى أنّ حظ المؤمن من الصلاة بمقدار ذكر ربّه فيها، فهي الهدف من الصلاة كما قال تعالى: (.. أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (طه/ 14)، بل الهدف من كل عبادة.. وقد ورد في الأثر: أن "لكل امرئ من صلاته ما وعى"، لذا ولكي تنتج الصلاة آثارها وتنشر بركاتها، لابدّ من الإقبال عليها والخشوع فيها وقوفاً بين يدي الله تعالى ذاكراً له مستذكراً لما يقرأه من آيات وتسبيح وتشهد وتسليم.
وإذا كانت الصلاة كذلك، ازدادت حلاوتها وخفَّ ثقلها على المصلِّي وثقلت في ميزان الأعمال، لا كالذين يقومون إلى الصلاة وهم كسالى، ولا كالذين يراؤن ويمنعون الماعون – عن الفقراء -.
وكانت الصلاة كذلك خير معين وأفضل مصدر للطمأنينة، قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة/ 45-46).
يتبع...






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:17 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 5


- الصلاة المطمئنة:
إنّ وقوف الإنسان في الصلاة أمام الله سبحانه وتعالى في خشوع وتضرُّع يمدّه بطاقة روحيّة تبعث فيه الشعور بالصفاء الروحي والإطمئنان القلبي والأمن النفسي(1).
إذا كانت الصلاة كذلك، فلماذا بعض المصلِّين لا يحسّون بكل هذه النعم العظيمة ولا يزالون يعانون من القلق والإضطراب؟
هذا سؤال جدّي ويحتاج إلى إجابة معمّقة لا يسعها هذا المقام وذلك لأنّ للحالات النفسيّة أسباب عديدة وبعضها وراثية وبيئية، وقد يحتاج بعضها إلى علاج طبي فعّال، ولكن لنسأل: هل المصلّون أفضل حالاً من غيرهم؟
بلا شك: الإجابة بـ(نعم)، فكم من المصلِّين يقدمون على الإنتحار؟
وهل يتساوى نسبة المرضى من المصلِّين مع غيرهم؟
الجواب: بلا شك بـ(لا)، فإنّ المتدينين أفضل حالاً من غيرهم.
وقد أثبتت الإحصائيات والدراسات في مجتمعات مادية كأميركا، بأنّ المتدينين أكثر شعوراً بالسعادة وأقل شعوراً بالوحدة.
ويعود جزء كبير من السعادة عند المتدينين إلى أنّهم يحسّون بوجود معنىً لحياتهم، حيث ثبت أنّ الأفراد الذين يفتقرون إلى معنىً لحياتهم يميلون إلى أن يكونوا أقل سعادة في كل جوانب الحياة "والتديُّن مصدر أكيد للسعادة، رغم قلّة تأثيره – في أميركا – وهو أكثر أهميّة لكبار السن وأكثر ارتباطاً مع السعادة الزوجية والصحّة"(2).
ولكن ينبغي أن نعلم بأنّ الصلاة يزداد تأثيرها كلّما إزدادت فيها صلة الإنسان بربّه، لتكون حقّاً صلاة، ولتأتي ثمارها وتلقي بظلالها على حياة الإنسان، لذا قال تعالى: (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون) (المؤمنون/ 1-2).
أمّا إذا كانت الصلاة مجرّد عادة وروتين، أو كانت صلاة الكسالى، أو صلاة الرِّياء.. فإنّها ستكون ثقيلة على النفس، خفيفة في الميزان، وسيقل بذلك تأثيرها في حياة الإنسان.
يقول تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربِّهم وأنهم إليه راجعون) (البقرة/ 45-46).
ولكي نكتسب الخشوع، لابدّ من أن نشعر أو نتذكّر أنّنا نقف بين يدي الله تعالى، ربّنا وخالقنا، الذي منه بدأنا وإليه نرجع، فهو الأوّل والآخر والظاهر والباطن.. هو مالك الوجود ومالك يوم الدين، الذي لا نرجو إلا فضله ولا نخشى إلا عدله.
إنّ المصلِّي يتهيّأ لصلاته بالوضوء وهو إسباغ الماء على الوجه واليدين.. ويتطهّر للقاء الحبيب، والماء وهو يمر يذهب عن أطراف الإنسان غبار الحياة المادية وآثار الذنوب المعنوية.. ومع آخر قطرة من الماء – كما في الحديث – يخرج نقياً من الذنوب، ليشعر الإنسان ببرد المغفرة والرضوان، مع برودة الأعصاب واسترخاء الأعضاء، ففي الحديث الشريف: "إنّ الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ".
وإذ يقف الإنسان أمام ربّه، يحس بالخشوع، بالخوف والرَّجاء، بالأمل المقرون بالعمل، بالرَّحمة المنسكبة على كل وجوده وهو يُكبِّر ويُهلِّل، ويُسبِّح ويحمد، ويشهد ويُسلِّم.. يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، ويختم بالسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.. إنّه يُصلِّي وكأنّ الوجود كلّه معه يُصلِّي، ويخضع ويخشع ويسجد ويركع مع كل عباد الله الصالحين، من الأوّلين والآخرين، من الملائكة وعباد الله المقرّبين.. فيالها من لحظات أنس مع المولى تحمل معها هدوء الخلوة وحلاوة النجوى في نفس الوقت الذي تبعد عن النفس وحشتها ووحدتها، خصوصاً إذا اجتمعت مع المصلِّين في المسجد وصلوات الجمعة والجماعة.
يقول الطبيب توماس هايسلوب: "إنّ الصلاة أهم أداة عرفت حتى الآن لبث الطمأنينة في النفوس وبثّ الهدوء في الأعصاب".
يعتبر الإسترخاء أحد أساسيات العلاج النفسي الحديث في إزالة القلق، والوضوء والصلاة لخمس مرّات تهيِّئ للإنسان فرصة كبيرة للإسترخاء المرافق للراحة النفسيّة واستلهام الأمن وكسب الدعم الروحي من خلال الإتصال بالله تعالى، لذلك كان الرسول الكريم (ص) يقول لبلال إذ حلّ وقت الصلاة: "أرحنا يا بلال"، وكان يقول: "قرّة عيني الصلاة"، وفي الأثر: أنّ رسول الله (ص) كان إذا حزّ به – اشتدّ – أمر صلّى(3).
يتبع...







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:18 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 6

- ذكر الرّحمن:
ذكر الله يبعث في النفس المضطربة الأمن والإطمئنان.. ذكر الله في كل حال، بالقلب، باللسان، وبالعمل الذي يصدق القول ويسمو بالإنسان.
ومن أعظم الذِّكر، ذكر الأسماء الحسنى، كما قال تعالى: (ولله الأسماء الحُسنى فادعوه بها) (الأعراف/ 180).
وإذا كان الإسم، ما يُعرف به ذات الشيء، وأصله من السُمو، وهو الذي به رُفِعَ ذِكر المُسمّى فيعرف به، فإنّ أسماء الله تعالى، هي التي تدلّ على ذاته وتحمل صفاته، قال تعالى: (هو الله الخالق البارئ المصوِّر له الأسماء الحسنى...) (الحشر/ 24)، حيث أنّ أكمل الصفات وأجلّها هي صفات الله تعالى.
ويتمّ ذكر الله بأسمائه الحسنى بوجوه، منها:
الأوّل: أن نذكر ونتذكّر دوماً أسماء الله ونستحضر صفاته في أنفسنا، فنعيش حقيقة العبودية التامّة له، في مختلف جوانب حياتنا، فإذا قلنا: الرّحمن، عشنا في أكناف الرَّحمة الإلهيّة التي غمرت الوجود (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (الأعراف/ 165).
لنحس في أعماق أنفسنا بأن رحمة الله تحيط بنا من كل جانب، وأنّ الله تعالى لا يريد بنا إلا خيراً، وهذا هو معنى الرَّحمة، وأنّ رحمته شملت في الدنيا المؤمن والكافر.. فإذا ما قابلها العبد بالشكر وأداء الواجب، اختصّت رحمته به في الآخرة.
وبالتالي، يلمس الإنسان رحمة الله التي تسعه وتفيض عليه ليل نهار، وفي كل حال وآن، فلا يشعر بعدها بالجفاء ولا بقسوة الحياة، وإنما يمتلأ رضا وأملاً، ليزول عنه كل قلق وإكتئاب.
الوجه الثاني: أنّ الإنسان يستنزل الرَّحمة الإلهيّة ويزيد من إستنزالها وإستثمارها وإشاعتها وإنتشارها في كل لحظات عمره ووقفات حياته.. كلمة ذكر (الرّحمن)، وكلّما قال: يا رحمن.. إنّه يلجأ إلى واهب العطايا ومنزل البركات وكثير الخيرات.. فيناديه: جلّ وعلا، بإسمه وأعظم صفاته فيفيض عليه الربّ بركاته ويغدق عليه من نعمه وآلائه، قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى...) (الإسراء/ 110).
ألا ترى إذا نادى المنادي كريماً بصفته، فقال له: يا كريم، فهل يقابل هذا الكريم العبد المنادي بالبخل أو أنّه يزيد عليه كرماً فوق كرم، وكذلك الله تعالى، الذي غلبت رحمته غضبه وكرمه عدله، فإنّه بلطفه وجوده وكرمه وأعظم صفاته سيزيد ويزيد علينا من رحمته وبركاته، وهو هو مصداق قوله: (تبارك اسم ربّك): أي البركة والنعمة الفائضة في صفاته إذا اعتبرت، وذلك نحو: الكريم والعليم والباري والرَّحمن الرَّحيم(1).
الوجه الآخر: أنّ الإنسان إذا ذكر الرَّحمن، ودعا الرَّحمن لرحمته، كان له حظّاً من ذلك، فعن النبي (ص) قال: "تخلّقوا بأخلاق الله"، وهذا يقتضي أن يكون للعبد من كل إسم من أسماء الله تعالى حظ يليق به، فيكون حظ العبد من إسم الرَّحمن: أن يكون كثير الرَّحمة.
قال الفخر الرازي: "واعلم أن كل مَن كان إليه أقرب كان بإيصاله الرحمة إليه أولى، وأقرب الناس إليه نفسه، فوجب أن يرحم نفسه، ثمّ يرحم غيره، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إبدأ بنفسك ثمّ بمن تعول)".
ورحمته بنفسه أن يختار لها ما يصونها ويحفظها ويُزكِّيها ويُزيِّنها ويُقرِّبها من ربّه، بأن يُخلِّيها من الجهل وتحليتها بالعلم وصونها في الأخلاق بالإعتدال.. ورحمته بجسمه الإمتناع عن الإسراف والإعتدال في الطعام والمال.
ورحمته بغيره هي إيصال النفع إلى الغير ودفع الضرر عنه، وقال (ص): "الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن.. ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء"، وقال (ص): "مَن لا يَرحَم لا يُرحَم"(2).
وهكذا كانت لأسماء الله الحسنى حضورها ونورها في سائر أنحاء حياتنا، نذكرها ونستذكرها وبها نستعين وإليها نسعى، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ) (الإنشقاق/ 6).
----------------
الهوامش:
1- مفردات القرآن للراغب: مادة سمّى.
2- شرح أسماء الله الحسنى، ص168.







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:18 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة /7

- الرِّضا المطلوب
الرِّضا عن النفس، الرِّضا عن الحياة، كما ذكر العلماء، هو أبرز مظاهر السعادة عند الإنسان، ولكن من أين يمكن اكتساب هذا الرِّضا؟
بلا شك لظروف الحياة المعيشية تأثيرها المباشر على حياة الإنسان، خصوصاً في المجتمعات النامية أو ما يُسمّى بـ(العالم الثالث)، فكيف تستقيم الحياة مع فقد المال والسكن والعمل والأمل؟ كيف ينظر الشباب إلى المستقبل مع زيادة نفقات الحياة وارتفاع تكاليف العيش وارتفاع نسب البطالة في نفس الوقت وعدم وجود "الضمان الإجتماعي" المقر عالمياً لتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة التي توفِّر للإنسان الغذاء والدواء والسكن؟
القرآن الكريم يؤكِّد على أهميّة توفير تلك الأُمور، قال تعالى: (فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) (قريش/ 3-4).
وفي المأثور: "لولا الخبز لما عُبِدَ الله".
لقد جسَّد "ألبوعزيزي" التونسي الغاضب والمحبط قِمّة اليأس والبؤس الذي يعيشه الشباب في بلداننا.
وهذا يتطلّب خطىً حثيثة وخطط شاملة لإصلاح الواقع السياسي والإجتماعي والنهوض بالحالة الإقتصادية.
ويبقى السؤال قائماً، ماذا لو توفّرت متطلِّبات الحياة وأسباب الرفاه، فهل يحصل الإنسان على سعادته؟
بلا شك أنّ توفّر متطلِّبات الحياة الأساسية ومن ثمّ الحصول على الرفاه.. كل ذلك يُهيِّئ الإنسان لحياة أكثر استقراراً ويهبه نوعاً من الإطمئنان للمستقبل وقدراً من الرِّضا، ولكن ذلك لوحده لا يكفي إذا لم يرتبط ببرامج أخرى تستفيد من هذه الإمكانات لحياة أعلى قيمة وأكثر فعّالية ونشاطاً.
أوروبا تنعم بالضمان الإجتماعي الشامل وهي تعيش مستوىً عالياً من الرفاه نسبة لبقية مناطق العالم، ولكنها في نفس الوقت تعجّ بالمشاكل الروحية والمعاناة النفسية.
مثلاً: سويسرا، جنّة الأرض، كما يطلق عليها، والبلد الأعلى دخلاً للفرد في العالم، هي في نفس الوقت البلد الخامس في ارتفاع نسبة الإنتحار في العالم.. فلماذا ينتحر السويسري المرفّه والمنعم والمدلل إذا كان سعيداً ويعيش مطمئناً وراضياً عن حياته؟ أم إنّه يفتقد لذلك وإن كانت مظاهره منعمة ومرفّهة.
في ألمانيا، ينتحر سنوياً 25 ألف شخص وألمانيا ألمانيا.
الجواب نجده مرّة أخرى عند الباحث النفسي مايكل ارجايل في كتابه (سيكولوجية السعادة)، إذ يقول: "أن يصبح الفرد غنياً أو يحصل على بيت أفضل أو سيارة... إلخ، له تأثير ضئيل على الهناء..."(1).
فاللذّة التي يشعرها الفرد قد تكون مؤقتة أو تستمر ولكنها لوحدها لا تلبِّي طموح الإنسان ولا تشع في قلبه أنوار السعادة.
ألبوعزيزي، واحد من الفقراء اللذين أقدموا على الإنتحار، ولكن في مقابله هناك المئات أو الآلاف من الأغنياء الذين ينتحرون في مختلف دول العالم، فلماذا لم يهنأوا بالمال ولم يحصلوا على السعادة؟
إنّ الإنسان طموح وكلّما حصل على أمر يُريد الزيادة، فهو لا يستقر على حال، ولا يهدأ له بال، ويستمر في الركض وراء ملذّات الدنيا حتى يهلك ويُفنى.
وهذا ما يؤشِّر بأنّ الأغنياء أكثر طمعاً وهلعاً وأكثر قلقاً واضطراباً من غيرهم، وهذا يُفسِّر لنا ارتفاع استعمال الحبوب المنوِّمة والعقاقير المهدِّئة في أوروبا وأميركا.
لنتأمّل قليلاً أو كثيراً في قوله تعالى: (ومَن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) (طه/ 124).
والضنك هو: الضيق، والذي يشعر معه الإنسان بنكد الحياة، بلا سعادة ولا راحة بال.
وهذا هو الذي يُبيِّن لنا أنّ السعادة سرٌّ وسعدٌ يعيشه القلب، قبل الجوارح والأعضاء.
يُتبع...






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:19 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 8


- الخوف من الإفتقار

"كاد الفقر أن يكون كفراً" مقولة تنسب للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وهي وغيرها الكثير من الروايات الواردة في ذمّ الفقر تدعو الإنسان إلى أن يكد ويعمل ويقتصد ويُدبِّر أُموره، لتزيد موارده وتقل نفقاته، حتى يتجاوز مرحلة الفقر والحاجة، ليغنيه الله، ويكون بذلك عوناً لنفسه ولمجتمعه.
قال تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) (المُلك/ 15).
وفي الأثر: أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) اجتاز ومعه أصحابه برجل، فرأى الصحابة من جدّه ونشاطه ما أعجبهم، فالتفتوا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقالوا له: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله.
فأجابهم (صلى الله عليه وسلم): "إن كان خرج يسعى على ولده فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه فهو في سبيل الله".
وورد عنه (صلى الله عليه وسلم) أنّه قال: "ملعون ملعون مَن ألقى كلّه على الناس"، ولذا فقد اعتبر العلماء العمل واجباً عينياً على الإنسان لإعالة نفسه ومَن وجبت عليه نفقته، كزوجته وولده ووالديه، إن لم يجدا نفقتهما.
هذا أمر، ولكن الخوف والقلق من الفقر والحرص والشره على المال أمر آخر.
والخوف إذا كان بالحد الطبيعي الذي يدفع الإنسان إلى ترك الكسل والإقدام على العمل والإقتصاد في الصرف والإبتعاد عن الإسراف.. إذا كان الخوف بهذا المقدار، فهو أمر طبيعي، بل مطلوب. ولكن إذا تجاوز الخوف بالإنسان إلى الحد الذي يربك حياة الإنسان ويورثه الإضطراب ويدعوه إلى الجزع والهلع والحرص على الدنيا، ليطلب المال من أي وجه كان، حلالاً أو حراماً، وأن يبخل به على نفسه وعلى أهله، ولا ينفق منه شيئاً في سبيل الله وإعانة الآخرين.. إذا كان الخوف كذلك، فهو يتحوّل إلى حالة مرضية نفسية وروحية وربّما أيضاً أورثته الأمراض الجسدية التي غالباً ما تكون نتاجاً للحالة النفسية.
إنّ الغنى الحقيقي هو غنى النفس، وهكذا اغتنى كثير من الفقراء.. والفقر الحقيقي هو فقر النفس، وهكذا افتقر كثير من الأغنياء.. ولذا قيل: "مَن عَدِمَ القناعة لم يفده المال غِنى".
وهذا الشخص يحس دائماً بالحاجة، بل بالخوف والقلق، لذا تراه يصرف عمره في اكتساب المزيد من المال، دون الإلتفات حتى إلى نفسه وسلامتها وراحتها، وصفوها وصفائها، بل لعله ونتيجة لضعف إيمانه أو عدمه إلى أن يتصور بأنّ المال يعطيه بقاءً وخلوداً، كما وصف ذلك القرآن: (يحسب أنّ ماله أخلده) (الهُمزة/ 3)، دون أن يتذكّر بأنّ الموت لا يفرِّق بين غني وفقير، وأنّه كلّما ازداد مالاً، ازداد وقوفاً بين يدي الله تعالى ليسأل عنه: من أين اكتسبه وفِيمَ أنفقه؟
إذن كيف يمكن للإنسان أن يعيش حالة الأمن والإطمئنان في حياته الإقتصادية ويبتعد عن الخوف والإضطراب؟
لابدّ من أن يتذكّر الإنسان أنّ الرزق بيد الله تعالى: (إنّ الله هو الرزّاق ذو القوة المتين) (الذاريات/ 58).
فهو الذي يوزع الأرزاق، ويقدر لكل نفس قوتها، سواء مَن زاد في رزقه أو قدر ماله، ليختبر الناس في فقرهم وغناهم، ولتُجزى كلّ نفس بما عملت.
على الإنسان أن يسعى سعيه ويجدّ جدّه طالباً للرزق الحلال، مُدبِّراً لأمره من غير إسراف ولا تبذير، ويترك الباقي لربّه، فإنّ رزقه آتيه لا محالة لأنّ (الله يبسط الرزق لمن من عباده ويقدر له إنّ الله بكل شيء عليم) (العنكبوت/ 62)، فما كتب للإنسان آتيه وما لم يكتب له لا يصله ولو بشق الأنفس: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) (الذاريات/ 22).
فإذا ما رزقه الله تعالى: أدّى ما عليه من شكر الله عزّوجلّ، وأكل من طيِّبات رزقه، وحدّث – أظهر – بنعمته، وأنفق من مال الله الذي أتاه في سبيله، وأحسن إلى الناس كما أحسن الله إليه، ولم يطغى فيه ولم يستكبر، واقتصد فلم يسرف ولم يكن من المبذرين، لأنّ المسرفين إخوان الشياطين.
أمّا إذا قدر الله عليه رزقه، فإنّه استمرّ في طلب الرزق، ومتزيناً بزينة العفاف، ومستعيناً بالله تعالى: (وارزقنا وأنت خير الرازقين) (المائدة/ 114)، ومستذكراً أن ما يمرّ به ابتلاء، وأن مَن صبر ظفر، وأن ما يعوضه الله تعالى على ما يمر يفوق كل نعم الدنيا، وهو يعلم أنّ سنّة الله هي التغير و(إنّ مع العُسر يُسراً) (الإنشراح/ 6)، فلا يدوم فقر ولا فاقة، مع السعي للعمل والقصد وحُسن التدبير.
وهكذا يستحضر الإنسان دوماً أنّ الله تعالى هو (الرزّاق)، وأنّه هو ربّ العالمين، فهو راعيه وهو مولاه، وهو نعم المولى ونعم الوكيل، وأنّ ما كتب الله سيحصل عليه، بلا حاجة لفزع ولا هلع، بل يعمل بجد وعينه على الله تعالى، بكل ثقة واطمئنان إليه.
قال تعالى: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم) (البقرة/ 268).
يُتبع...







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:20 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 9


- العمل الصالح

من المصادر الأساسية لإشاعة الأمن وتوطيد الإطمئنان في النفوس، العمل الصالح، لقوله تعالى: (مَن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (المائدة/ 69).
والعمل الصالح مقولة واسعة تشمل كل أنواع البرّ والأعمال الخيرة والمفيدة، سواء كانت للفرد أو للمجتمع، بما في ذلك كسب العيش الحلال، وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم): "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله".
وقد يكون العمل الصالح: كلمة طيِّبة، أو إصلاح بين الناس، أو دعوة إلى الله ورسوله ودينه، أو إرشاد لمحتار، أو مساعدة لمحتاج، أو إشاعة العلم ونشره، أو الحثّ على الخير، أو لقمة لجوعان، أو ستر لعريان، أو حفر بئر، أو تعليم مهنة، أو مشاركة في إعمار مسجد، أو إعماره بحضور الصلاة والدُّعاء، أو خُلق حسن مع الأهل والأولاد، أو إشاعة السلام بين الناس... إلخ.
وأبواب البر لا تعد ولا تحصى، كما إنّ نعم الله تعالى لا تعد ولا تحصى، ويمكن لكل إنسان أن يستفيد ممّا أنعم الله عليه لفائدة المجتمع، بالفكر أو القول أو العمل، وكل بحسب طاقته، إذ (لا يُكلِّف الله نفساً إلا وسعها) (البقرة/ 286).
العمل الصالح هو نتاج لنيّة الإنسان الصالحة وما يحمله من خير وبركة ونور في قلبه، فإذا ما ترجم الإنسان ما يحمله في داخله إلى سلوك خارجي، ازداد نوراً وتألقاً وامتلأ قلبه نضرة وسروراً، لأنّه سيعيش لحظة الصدق مع ذاته، ويشعر بالأمن من نفسه ومعها، فلا يعيش الإزدواجية التي تمزق النفس شطرين يحارب أحدهما الآخر، بل يكون الظاهر والباطن عنده سواء متحابين ومتعايشين ومتناصرين.
والأهم من ذلك كلّه: أنّ السعادة قد توصف بأنّها: شعور بالرِّضا والإشباع وطمأنينة النفس وتحقيق الذات.. وقد وجدت الدراسات، التي أجريت في المجتمعات المادية كأميركا، بأنّ الأفراد الذين يفتقرون إلى معنىً لحياتهم يميلون إلى أن يكونوا أقل سعادة في كل جوانب الحياة تقريباً، فهم أقل شعوراً بالرِّضا(1).
إنّ هؤلاء يسألون أنفسهم: ما الفائدة من حياتنا، وما معنى أن نعيش ونُعمِّر، وأن نبذل الجهود ونتحمّل الصعاب؟ طالما أنّ حياتهم لا تحمل معنىً وليس لوجودهم نفع.
أمّا الناس الذين يعملون الصالحات، فإنّهم يشعرون أنّ لحياتهم قيمة، وأنّ وجودهم نافع للمجتمع، بما يحملونه من خير وما يعملونه من صالح، ولو بكلمة طيِّبة، إذ إنّ "الكلمة الطيِّبة صدقة" كما جاء في الحديث الشريف.
وبالتالي، فإنّ الإنسان الصالح يبدأ يومه بأمل وتطلُّع إلى المزيد من الخدمة والعمل، وهو إذ يُقدِّم للمجتمع ما يمكنه، يشعر بالبهجة والسرور ويمتلأ رضا على نفسه وبحياته، ويزداد طمأنينة إلى وضعه ومستقبله.
والذي يعمل الصالحات سيكون متواصلاً مع الآخرين من خلال بوابة جميلة وواسعة، وهي الخير.. وبالتالي ستكون له علاقات إجتماعية إيجابية وفعّالة، وقد أكّدت الدراسات الحديثة على تأثير ذلك على شعور الإنسان بالسعادة والرِّضا عن الحياة(2).
قال ربّ العزّة: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرَّحمن ودّاً) (مريم/ 96).
ولذا كان من المفيد التذكير بأنّ الذي يعمل الصالحات إنّما ينفع بها نفسه قبل غيره، حتى لو كانت في سبيل الله أو لأُناس بعيدين عنه، لأنّ النفس المعطاءة إنّما تعطي وتُقدِّم وتخدم وهي كبيرة وكريمة، ويكفيها شعورها بذلك فخراً وعزّاً وكرامة، بل سعادة.. هذا فضلاً عن ثواب الآخرة، وذلك هو الفوز العظيم.
قال تعالى: (مَن عمل صالحاً فلنفسه ومَن أساء فعليها) (فصِّلت/ 46).
وقال جلّ شأنه: (فأمّا مَن تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين) (القصص/ 67).
يُتبع...
----------------
الهوامش:
1- سيكولوجية السعادة/ ص165.
2- المصدر نفسه/ ص27.








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:22 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 10


- آثار الإستغفار

الخطأ.. حدث مؤسف يولد للإنسان الألم وقد يُسبِّب له الحزن والقلق، خصوصاً إذا كان الخطأ ذنباً عمله بحق نفسه أو بحق الآخرين، وبالتالي تُشكِّل مجموعة هذه الأخطاء ذاكرة غير سارة.
وهذه الذاكرة للأحداث السلبية تولد للإنسان العناء(1) وسيكون الإنسان، خصوصاً في لحظات تذكره، أقل سروراً وأقل رضا عن نفسه.. أي أقل شعوراً بالسعادة والهناء.
لنضرب لذلك مثلاً: قد يكون الإنسان قد أخطأ بحق فرد، ضربه أو أخذ ماله وحقّّه أو أي شكل من أشكال الظلم.. هذا الحدث سيُشكِّل نقطة سوداء في تاريخ الفرد وذاكرته، بل نقطة داكنة مظلمة في قلبه، وسيتذكّر ذلك جيِّداً في خلواته حيث "النفس اللوّامة"، أو ما يُسمّى بتأنيب الضمير، وقد يزداد وخز الضمير هذا ليدق إسفينه في العقل الباطن للفرد، ليكون غير مرتاح، حتى مع عدم تذكره، بل قد يفزعه الأمر في نومه لتكون حياته كوابيس مرعبة ولحظات مُرّة.
ومهما حاولت الأقراص المُهدِّئة والحبوب المُخدِّرة أو أشباهها من المشروبات أن تُبعده لساعات عن وعيه، ولكنه عندما يعود يجد نفسه أكثر ألماً وأكثر حسرة لما صدر عنه وما عمله من سوء.
ولا ينفع مجرد الندم كفراناً لذنبه لأنّه غالباً ما يكون للسيِّئ من الفعال وللظلم من الأعمال آثاره وتبعاته التي ليس من السهولة تلافيها.
فما العمل؟ وماذا يمكن فعله لنسيان الماضي وطي صفحاته المظلمة، وعيش الحاضر بلا أذى ولا شقاء؟
إنّه "الإستغفار".
بالإستغفار وحده يمكن طي صفحة الأمس واستقبال الغد بوجه مشرق مرتاح، لأنّ الإستغفار – بتمام أبعاده – يمحو كل شيء.. فليس هناك يأس ولا قنوط في العلاقة مع الله تعالى.
يقول تعالى: (ومَن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً) (النِّساء/ 110)، (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً) (الزُّمر/ 53).
فالإستغفار يبعث على الأمن والسلامة ويُعمِّق الشعور بالرِّضا لأنّه:
أوّلاً: يبتني على الندم ممّا فات.
ثانياً: العزم على ترك الخطأ وإصلاح الأوضاع.
ثالثاً: فهو عملية (غسل وتشحيم) للقلب وللجوارح لتكون جاهزة لإنطلاقة جديدة، بعيدة عن الألم.
رابعاً: تفريغ القلب من آثار الماضي وإثارته بروح التفاؤل.
خامساً: الأمل بالله تعالى والتطلُّع إلى رحمته الواسعة.
من هنا جاء في المأثور عن النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَن كثرت همومه فعليه بالإستغفار".
وعنه (صلى الله عليه وسلم): "ألا أدلّكم على دائكم ودوائكم؟ ألا إنّ داءكم الذنوب ودوائكم الإستغفار".
ولكن ينبغي التذكُّر دائماً: "خير الإستغفار عند الله الإقلاع والندم"، لأنّ "الإستغفار مع الإصرار ذنوب مجددة"، و"المستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربّه".
الإستغفار يمحو ذنوب العبد مع ربّه، ولكن ماذا عن الأخطاء المرتكبة بحق الغير؟
الإستغفار يتطلّب هنا السعي لكسب رضا الغير، بردّ الحق والمال المغتصب إليه، أو طلب عفوه إن كان حاضراً وقد أُسيء إليه، وإن لم يكن الفرد حاضراً ولا يمكن طلب العفو منه فالإستغفار والدُّعاء له يكفي، خصوصاً إذا اقترن ذلك بعمل الحسنات لأنّ (الحسنات يُذهبن السيِّئات) (هود/ 114).
أمّا إذا كان الغير مجهولاً ولا يمكن ردّ المال إليه، فيتصدّق بالمال نيابة عنه، وهكذا يزول دين الفرد تجاهه.
إنّ الإصلاح، ومنه ردّ المظالم والحقوق المسلوبة إلى أهلها، شرط في قبول التوبة، قال تعالى: (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإنّ الله يتوب عليه إنّ الله غفور رحيم) (المائدة/ 39).
بقي أمر لابدّ من ذكره أنّ على الإنسان أن يُعجِّل بالإستغفار والتوبة ولا يُؤخِّرها متعمِّداً أو متساهلاً لأنّ ذلك قد يؤدِّي إلى عدم قبول التوبة وردّها، قال تعالى: (إنّما التوبة على الله للذين يعملون السُّوء بجهالة ثمّ يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً * وليست التوبة للذين يعملون السيِّئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنِّي تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفّار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً) (النِّساء/ 17-18).
والموت لا يعلم وقته إلا الله، وهو لا يستثني أحداً، صغيراً أو كبيراً، شاباً أو شيخاً، لذا يجب التعجيل بالتوبة.. قبل فوات الأوان.
يُتبع...
----------------
الهامش:
1- سيكولوجية السعادة، ص191.







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator