"صدى البلد" يعيش لحظات الحزن مع أسرة شهيد الواجب بمستشفى الشرطة.. ووالده:"أكيد أنا بحلم ده فرحه بعد 15 يوم"
__________________
وجوه كساها الحزن.. دموع تحجرت داخل العين وأبت ان تسيل.. قلوب يعتصرها الألم.. هذا هو المشهد امام مستشفى الشرطة بمدينة نصر.. الأهل والاحباب فى انتظار الشهيد النقيب محمد سيد عبد العزيز ابو شقره ابن محافظة الفيوم والضابط بمكافحة الارهاب الدولى تابع لجهاز الأمن الوطنى والذى طالته رصاصات الغدر اثناء تأدية عمله بمحافظة شمال سيناء.
زملاء الشهيد وقفوا على الباب فى انتظار وصول جثمانه من مطار الماظة بعد نقله بطائرة عسكرية من العريش.. ينظرون الى بعضهم البعض ولسان حالهم يقول رحل محمد..رحل الصديق الوفى الخلوق.. رحل من كنا ننتظر أن نزفه بعد اسبوعين.. وحيد شقيقاته الثلاث.
وأثناء تبادل نظرات التأمل وصل جثمان الشهيد وخلفه الاب اللواء سيد عبد العزيز ابو شقره والذى أحيل على المعاش وكان يخدم بشرطة المسطحات المائية والام وشقيقاته الثلاث وخطيبته التى لم تكتمل فرحتها وبعض اقاربه من النساء والرجال.
دخل الجثمان وهرول الجميع خلفه مطالبين برؤية الشهيد وإلقاء نظرة الوداع ووعدتهم ادارة المستشفى بذلك ولكن بعد ان ينتهى وكيل النيابة من معاينة الجثمان.. دقائق مرت على الأب كالدهر.
وقف الأب يقلب كفيه ويقول "اكيد ده كابوس مش ممكن يكون محمد مات.. أنا اتصلت به الصبح الساعة 11 ونص.. وقال انا كويس.. ليه يا محمد رحت.. قصمت ضهرى فلم يعد لى من بعدك احد".
الشقيقات الثلاث ينظرن إلى الباب بلهفة وشغف يعددن الثوانى والدقائق كى يخرج وكيل النيابة حتى يتمكنّ من رؤية وحيدهن والأب مازال يحدث نفسه وهو يقول: "لاحول ولا قوة الا بالله.. احتسبتك عند الله يا محمد".
فجأة يخرج وكيل النيابة ويحاول الجميع الدخول فتم السماح للأب اولا الذى ظل بالداخل 5 دقائق وخرج بعدها منهارا يواسيه زملاء الشهيد واقاربه.
عاد الأب يقلب كفيه مرة اخرى متمتما: "محمد كان عريساً فى انتظار عقد قرانه بعد 15 يوما"، حتى خطيبته الواقفة هنا لم تكتمل فرحتها، طالبه الجميع بالصبر، فرد قائلا: "ونعمة بالله.. لكن نفسى اعرف مات ليه نفسى يكلمنى يجاوبنى يقولى مشى ليه وسابنى".
وقال والد الشهيد لـ"صدي البلد ": "احتسبته عند الله شهيدا وفداء للوطن ولكن لن يهدأ بالى حتى يتم القصاص من الجناة الذين اغتالوا فلذه كبدى فى ريعان شبابه".
واقسم الحاضرون من زملاء الشهيد انه لن يهدأ لهم بال حتى يأتون بحقه او يلحقونه.
ودخلت الام وبناتها الثلاث وخرجن بعد دقائق معدودة ليقولنّ "انه يبتسم فرحا بلقاء ربه"، كلامهن ابكى الحضور، وجعل الجميع لا يستطيع الوقوف ليجلسوا ويواسى بعضهم البعض.
وقد حضر عدد من قيادات محمد بالداخلية والعديد من زملائه، وفجأة ظهر أحد الشبان وقد بدا على ملبسه آثار الدماء ولكنه متماسك ترفض عيناه ان تسقط الدموع، احتضنه الجميع وارد الجميع الحديث معه لانه كان بصحبة محمد فى مأموربة العمل بالعريش ورفض ان ينطق بكملة واحدة وهو يردد "إن لله وان اليه راجعون".
وجاءت التعليمات من وزارة الداخلية بأن الشهيد سيشيع جثمانه اليوم "الاثنين" فى جنازة عسكرية من مسجد الشرطة بالدراسة ومنها إلى مركز طاميه بالفيوم لينصرف الجميع من امام مشرحة مستشفى الشرطة بمدينة نصر.