كم أنت جميلة يا مصر..
ما يحدث فيك يا مدينتى الآن من دمار كأنه كابوس لا يصدق، لم تعد الشوارع التى أعرفها، لم يعد هناك من يسير دون سلاح، لم يعد فيك سوى أطفال وشباب صاروا رجالا بين ليلة وضحاها، يحافظون على أمنك وسلامتك.
اتحد الجميع مسلمين ومسيحيين يدا واحدة ضد أعداء الحياة، ضد المخربين الذين سقطوا أسرع مما كانوا يتصورون، شعب مصر، شعب ظهر معدنه الأصيل، لقد قاموا بحفظ الأمن مع الجيش وتصدوا مثلهم مثل غيرهم من شباب مصر ضد كل من يحاول أن يجعلها دمارا يسعد الأعداء.
كم أنت جميلة يا مصر! وكم من سحابة صيف ومرت عليك وكنت شامخة فى صمود وكبرياء، ففيك تقع مدينتى طنطا، هذه المدينة الطيبة بأناسها, ورجالها وشبابها، كم أحبك يا طنطا، يا قطعه من مصر العزيزة، أتذكر شوارعك الجميلة، وذهابى وأهلى فى فجرك المعطر بندى الصباح الجميل، الذى يغطى أرصفتك وأشجارك، وطيورك التى تغدو وتعدوا بحرية وأمان.
أتذكر فيك حديقة الأندلس وكم مرة اخذنى والدى إلى هناك أجلس والعب مع أخى الصغير وأرى ابتسامة والدتى ترسم السعادة على وجوهنا، أتذكرك يا مدينتى عندما أخرج ليلا مع أصدقائى نجوب شوراعك الآمنة، ونرى محلاتك المفتوحة الرائعة، أتذكرك يا مدينتى عندما كنت أرى النساء يسرن فى فجرك بأمان، لا يحتجن حماية من أحد كبيرا كان أو صغيرا، كان الأمن والأمان وجودهما شىء طبيعى فى حياتنا لا نبحث عنه، كان شغلنا الشاغل هو البحث عن لقمة العيش وإطعام الصغار.
أتذكرك يا مدينتى بحدائقك المنتشرة على أطرافك الرائعة، فكنت أرى الأسر تذهب إلى الحدائق يلعبون مع بعضهم البعض، ويأخذون معهم ما لذ وطاب من طعام، كنت أرى هناك جميع الطبقات، الأغنياء أصحاب السيارات الفارهة، وبجوارهم الفقراء على حد سواء، الكل فى سعادة، الكل يبحث عن إسعاد أبنائه.
شعب مصر: أناشدكم الصبر والتماسك حتى تعود مدينتكم كما كانت يملؤها الحب والأمان.
ساعدوا من هم فى حاجة إلى المساعدة الإنسانية سواء كانت مادية أو صحية.
اعرفوا أنكم تكتبون تاريخا جديدا لمصر سوف تحكون عنه لأولادكم.
عاشت مصر حرة آمنة مستقرة وعاش شعبها يدا واحدة..
" محمد فاروق "