كلّ الموتى الذين نبكيهم .. و ننصب من ذكرياتهم أصناماً نطوف حولها في كلّ أزمة شوق !
و حدهم يعلمون أن دموعنا لا تجدي ..
و أن المستفيد الوحيد !
مصانع القطن التي نحشو بها وسائدنا ..
التي تمتصُ أحزاننا في كل مره !
“”
إنهم في قبورهم الضيقة لا يحتاجون أن نحتفل بإنجازاتهم ..
و لا أن نزخرف كلماتهم !
و لا أن نعاتبهم على رحيلهم بأنانية ..
و نصرخُ بأسمائهم كل ليلة بفزع شديد !
ننتحب .. لتبعثرُ دموعنا أحرف رسائلهم !
ننتفضُ برداً .. حين لا نضعُ على عروقنا شيئا من عطورهم !
نتنفسُ أنيناً .. حين نراقب أشباههم من الوجوه !
و نبكي دماً حين تمر السنوات ..
و القبور ما زالت متشبثة بقلوبهم بلا حول لنا و لا قوة !
“”
لكل الأحياء :
احملوهم في قلوبكم .. و لا تؤذوهم !
لا تشيعون الهالات السوداء التي تبدو كجنازات على أعينكم ..
لا تستجدوهم .. لا تصرخوا بهم !
لقد رحلوا مرغمين .. مجبورين .. متألمين و مرضى !
“”
لكلّ الأحياء ..
لا تبكوهم !
اجعلوا السماء تبكيهم .. و أرفعوا أيديكم في كل لحظة استجابة !
ادعوا الله
أن تلثموهم .. و تحضنونهم ..
و تعانقوهم العناق الطويل الذي لا ينتهي
و تقبلوهم القبلة التي لا تنتهي لذتها ..
و لا يموت أصحابها !
“”
في الجنة ..
حيثُ الحياة التي لا تنتهي .
و القلوب التي لا تعرفُ الوجع ..
و لا تخشى الرحيل !