أخي الحاج : اعلم حفظك المولى - أن الله جل وعلا يحب من يدعوه ويسأله ، ويبغض من يعرض عن دعائه وسؤاله . قال الله جل وعلا " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "
وقال سبحانه وتعالى " وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " .
فإياك - أخي الحاج - أن تستثقل الدعاء فإنه خير كله ، ففيه إظهار الافتقار إلى الله وإثبات الغنى له وحده :
لا تـسـألـن بنـي آدم حـاجـة ** واسـأل الـذي أبـوابـه لا تحـجـب
الله يغضـب إن تركـت سـؤالـه ** وتـرى ابن آدم حـين يسـأل يغضـب
فكن ملحاحاً في دعائك ، راجياً عفو ربك ، طالباً مغفرته ، راغباً في جنته ونعيمه ، طامعاً في عطائه وغناه فهو سبحانه يستحي أن يرد عبده خائباً إذا سأله ، قال رسول الله " إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً " صحيح الترمذي ..
فاحرص - أخي الحاج - على الدعاء فإنه باب عظيم من أبواب الخير وكن متحلياً بآدابه وأسباب استجابته فمن ذلك :
- الإخلاص لله جل وعلا ..
- وأن تبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وتختم بذلك ..
- أن تكون جازماً في الدعاء وأن تكون موقناً بالإجابة .
- أن تكون ملحاحاً في دعائك ولا تستعجل الإجابة ..
- أن تكون حاضر القلب في دعائك فإن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهٍ ..
- أن تخفض صوتك بالدعاء بين المخافتة والجهر ..
- أن تعترف بالذنب وبنعمة الله عليك .
- أن تخشع في دعائك وتستحضر عظمة الله ورحمته ..
- أن تستقبل القبلة وأن تكون على طهارة .
- أن تكون طيب المطعم والملبس والمشرب ، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ..
- أن تتحرى أوقات الإجابة لا سيما عشية يوم عرفة ، وبين الأذان والإقامة ، وكذلك الأوقات الفاضلة مثل الطواف والسعي وفي منى . وعند شرب زمزم مع النية الصادقة ..
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..