أخلاق الفرسان
صبت غزوة احد نيرانها ,وتناثرت أشلاء المشركين حول سيوف البواسل , وحام الموت فوق الرؤوس يقطف الأرواح الزاهقة .
واشرأبت راية المسلمين في يد علي (كرم الله وجهه ) خفاقة ,ويراه أبو سعد بن أبي طلحة حامل راية المشركين ,فيعدو بفرسه حتى يتوسط ساحة القتال التي عندها تطير الرقاب .
ويصيح متفاخرا :ألا هل من مبارز ؟
فلا يجيبه احد ,فينادي في زهو وتكبر :ألستم تزعمون أن قتلاكم في الجنة وقتلانا في النار ,ألا يريد احد منكم أن يدخل بسيفي إلى الجنة أو ادخل بسيفه إلى النار ؟
لم يطق الفارس المغوار علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه ) نعيق أبي سعد بن أبي طلحة المشرك ,فعاجله كالريح قائلا :والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى تدخلني بسيفك الجنة أو أدخلك بسيفي النار .
وتبارزا بين الصفوف الملتحمة ,فاختلفا ضربتين ثم عاجله علي (كرم الله وجهه) بضربة فقطع رجله وسقط على الأرض ,فانكشفت عورة أبي سعد .
قال وهو يلهث متضرعا: أنشدك الله والرحم ياابن عم.
فتركه الإمام علي( كرم الله وجهه) وغض بصره ,فكبر النبي صلى الله عليه وسلم
ويسأله أصحابه " لماذا لم تقتله وتقضي عليه ؟
فيجيبهم : لقد استقبلني بعورته , وتوسل إلي بالرحم