فــي مثــل هـــذه الليـــلة أُنـــاس يبكــــون ) ...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده الذي أرسل لنا خير الرسل و جعلنا خير الأمم على ما فينا من التقصير في سبب استحقاق الخيرية {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) على ما فينا من التقصير ولكن نظل خير الأمم , والصلاة والسلام على رسول الله بلغ الأمانة وأداء الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , وعلى آله وصحبة أجمعين وبعد :
يا أيها الكرام الأحبة
ها نحن نستبشر بقدوم شهر رمضان المبارك
فغداً أو بعد الغد يعلن دخول شهر رمضان المبارك
فنطرب لذلك ونفرح ونسعد ونستبشر بخير عظيم ينتظرنا من الرحمن الرحيم من الجواد الكريم
وما أسعد هذه الليلة , ليلة رمضان ...
تكاد الدنيا بأسرها لا تسع فرحتنا بدخول رمضان المبارك شهر الخيرات والمغفرة والعتق من النيران ..
ولكن بمقابل هذه الفرحة البهيجة برمضان
هناك من يبكي هذه الليلة حتى تتقرح أكبادهم حزناً
ففي هذه الليلة
يتذكر كل حبيب حبيبه
الذي كان يصوم معه ويقوم رمضان كل عام
ولكن حال بينه وبين الصيام والقيام هذا العام هادم اللذات ومفرق الجماعات
ففي هذه الليلة
تتذكر الزوجة زوجها وحبيبها
الذي كان تجهز وتعد له أنفس الطعام وكل ما يشتهيه
فأين هو هذا العام ؟؟؟
وفي هذه الليلة
تتذكر الأم ابنها وحبيبها وقرة عينها
الذي كانت تأنس وتسعد وهي تقضي ساعاتها في المطبخ تقاسي حرارة الصيف
وكل ذلك يهون في سبيل لقمة تضعها في فيّ ابنها فيسعد ويفرح بهذا الإفطار ...
فأين هو هذا العام ؟؟
وفي هذه الليلة
يتذكر الأبناء أمهم وحبيبتهم
يوم كانوا يأنسون على مائدة الإفطار والسحور سوياً
فأين هي هذا العام ؟؟
وفي هذه الليلة
يتذكر الأبناء
أباهم وقرة عينهم
يوم كانوا يتسامرون سوياً ويروحون ويغدون سوياً لصلاة التراويح
أين هو هذا العام ؟؟
فما أشد ليلة رمضان على هؤلاء
وما أشد وقعتها
على
الثكــالـى
والأرامـل
والأيتــام
فأي لذة للإفطار يجدونها بعد فراق أحبابهم ؟؟!!!
وبأي حال عدت عليهم يا رمضان ؟؟!!!
وليلة العيد أشد مرارة وقسوة وحزناً على هؤلاء
فنسأل الله العظيم أن يلطف بحالهم ويجبر كسرهم ويجمعهم بأحبابهم في الجنة
وتذكر يا أخي الفاضل / وتذكري يا أختي الحبيبة
أنه سيأتي يوم ما ويبكي علينا أحبابنا ليلة رمضان
فنسأل الله أن يلطف بحالنـا في ذلك اليوم
فها نحن مقبلون على أيام عظيمة
فرمضان نعمة لا يعرف قدرها إلا أهل القبور
فالله الله باستغلال أيام رمضان
حتى نسعد ونفرح وننعم صبيحة يوم الجوائز
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم أموات المسلمين عامة وأقاربي ومن لهم علينا فضل خاصة
وأن يبلغنا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن نرفل في ثوب الصحة والعافية على العبادة غير منفكين عنها
وعذراً لو عكرنا صفوكم بهذه الحقيقة المـرة
وكل عام وأنتم بخير
بقلم
أختكم ومحبتكم في الله
زاد المعاد