العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-01-2008, 08:28 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
انين الايام
إحصائية العضو









انين الايام غير متواجد حالياً

 

Icon26 النقاب هو الزى الشرعى للحجاب

النقاب هو الزى الشرعى للحجاب...
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل من كل شيء تشتهيه نفس الإنسان حلالا وحراما ، فأحل الحلال وحرم الحرام ، وجعل تحريمه لزاما .

فقال تعالي : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ، متاع قليل ولهم عذاب أليم " .

وصل اللهم على عبدك ورسولك محمد الذي أخرجت به عبادك المؤمنين من الظلمات إلى النور، وأمرتهم بالاقتصار على الحلال ، وبينت لهم ما فيه من الأجور ، وعلى آله وأصحابه الذين هم القدوة في كل الأمور .

أخوكم العبد الفقير إلى الله الكبير المتعالي .. محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد .

قد أصبح الفحش في كل مكان في بقاع الأرض ، وفي مشارق الأرض ومغاربها وذلك لأن العباد قد تركوا رب العباد ونسوا أنفسهم في ملاهي الدنيا وملذاتها وقد أصبح السبب الرئيسي في هذا الفحش هو تبرج النساء وسفورهن وخروجهن عن الملة وعدم إطاعتهن لأوامر الله وسنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) والنساء فتنة كما قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " وقال (صلي الله عليه وسلم) : " إن الدنيا حلوة خضرة وأن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ؟ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " وغيرهما من الأحاديث الدالة على أن النساء أكبر فتنة في الدنيا ولهذا قد أوجب الله تعالي وفرض عليهن الحجاب ليمنع الفتنة ولكن قد قيل وقال في موضوع لباس المرأة المسلمة كثيرا وكثيرا بدون علم ممن يقولون على الله افتراءا .. فقد كثر الكلام حول موضوع الحجاب مع أنه موضوع منهي وقد فرضه الله سبحانه وتعالي على كل مسلمة موحدة بالله سبحانه وتعالي ولا جدال فيه لأن له أدلة وبراهين من القرآن الكريم وسنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ونحن نعلم أن كلام الرسول (صلي الله عليه وسلم) يوجب التنفيذ كما قال الله تعالي :

" ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "

وعن مالك عن يحيي بن سعيد عن ابن شهاب أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قام من الليل فنظر في أفق النساء فقال : " ماذا فتح الليلة من الخزائن وماذا وقع من الفتن كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة أيقظوا حواجب الحجر " .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال : يا رسول الله ما يلبس المحرم من الثياب ؟ قال : لا يلبس المحرم القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف . إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل الكعبين ولا يلبس من الثياب شيئا به زعفران أو ورس ، ولا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين ". أخرجه البخاري ومتفق عليه .

فهذا دليل على أن المرأة زيها النقاب أصلا ولكن لا تنتقب في الإحرام ..

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :-

والمرأة المحرمة تلبس كافة أنواع الثياب الساترة لبدنها غير أنها لا تنتقب ولا تلبس القفازين فتخلع ما على وجهها من برقع ونقاب وتزيل ما على كفيها من القفازين . ولا بأس أن تضع المرأة على وجهها خمارا تغطي به وجهها عند مرور الرجال غير المحارم قريبا منها ولو لمس ذلك الغطاء وجهها .

لقول عائشة وأم سلمةوأسماء رضي الله عنهن : كنا مع النبي (صلي الله عليه وسلم) ونحن محرمات فيمر بنا الركب فتسدل إحدانا الثوب على وجهها من فوق رأسها فإذا جاوزنا كشفناه . ( والله أعلم )

فهذه بعض الأدلة التي لم تذكر في شرح الشيخين .. رحمها الله ..

وإن لم يكن له أدلة من السنة أليس الله كافيا عباده لكي يتقوه ويطيعوه فيما أمرهم ..

ولذلك جمعت بعض الأدلة على موجبات وفرضية الحجاب وكيف يكون هذا الحجاب لأن معني الحجاب هو كل ما ستر ما خلفه ومن العلماء : ( سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، وفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ) .. ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا ويجنبنا خطوات الشياطين ، والحمد لله رب العالمين .

فاذكرونا بخالص الدعاء من ظاهر الغيب وجزاكم الله خيرا .










أولا : حكم السفور والحجاب

للشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلي من يراه من المسلمين سلك الله بي وبهم سبيل الاستقامة وأعاذني وإياهم من أسباب الخزي والندامة آمين.

السلام عليكم رحمة الله وبركاته أما بعد: فلا يخفي عليكم أيها المسلمون ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءهم، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النفقات لما يترتب علي التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد.

فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا علي أيدي سفهائكم وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن وألزموهن التحجب والتستر واحذروا غضب الله سبحانه وعظيم عقوبته فقد صح علي النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داود وعيسي ابن ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون* كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )

وفي المسند وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم تلا هذه الآية ثم قال ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن علي يد السفيه ولتأطرنه علي الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم علي بعض ثم يلعنكم كما لعنهم ) وصح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال ( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ) وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا لهن من أسباب الفتنة فقال تعالي ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ) الأحزاب 23-33 .


نهي سبحانه في هذه الآيات نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا ويظن أنهن يوافقنه علي ذلك وأمر بلزومهن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلي تعاطي أسباب الزنا وإذا كان الله سبحانه وتعالي يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولي وأولي بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة عصمنا الله وإياكم والخوف عليهن من مضلات الفتن . ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية : " وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله " . فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي صلي الله عليه وسلم وغيرهن وقال عز وجل:" وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " .

فهذه الآية الكريمة نصح واضح في وجوب تحجب النساء عن لرجال وتسترهن منهم وقد وضح الله سبحانه في هذه الآية الكريمة أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة . فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله وامتثلوا أمر الله وألزموا نسائكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة والسلامة ومنعا للفتن . وقال عز وجل : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن ن جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما "

أمر الله سبحانه وتعالي جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذين . قال على بن أبي طلحة عن ابن عباس أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فرق رؤوسهن بالجلابيب ويدنين عينا واحدة . قال محمد بن سيرين : سألت عبيدة السلماني عن قوله : " يدنين عليهن من جلابيبهن " فغطي وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسري .. ثم أخبر الله سبحانه وتعالي غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل النهي والتحذير منه سبحانه .. وقال لله تعالي : " والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم" . يخبر سبحانه أن القواعد من النساء - وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا - لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوههن وأيديهن إذا كن غير متبرجات بزينة، فعلم بذلك أن المتبرجة بالزينة ليس لها أن تضع ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها، وان عليها جناحا في ذلك ولو كانت عجوزا، لأن كل ساقطة لها لا قطعة، ولأن التبرج يفضي إلي الفتنة بالمتبرجة ولو كانت عجوزا فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة إذا تبرجت؟ لا شك أن إثمها أعظم والجناح عليها أشد والفتنة بها أكبر، وشرط سبحانه في حق العجوز أن لا تكون ممن يرجو النكاح وما ذلك - والله اعلم - إلا لأن رجاءها النكاح يدعوها غلي التجمل والتبرج بالزينة طمعا في الأزواج فنهيت عن وضع ثيابها عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة. ثم ختم الآية سبحانه بتحريض القواعد عن الاستعفاف، وأوضح أنه خير لهن، وغن لم يتبرجن. فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب، فوجب أن يكون التحجب والاستعفاف عن إظهار الزينة خير للشباب من باب أولي وابعد لهن عن أسباب الفتنة. وقال تعاليقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)( 1 )

أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك ولهذا قال سبحانه: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم عن الله خبير بما يصنعون )

فغض البصر وحفظ الفرج أزكي للمؤمن في الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطف والعذاب في الدنيا والآخرة. نسأل الله العافية من ذلك.

وأخبر عز وجل انه خبير بما يصنعه الناس وانه لا يخفي عليه خافية، وفي ذلك تحذير للمؤمنين من ركوب ما حرم الله عليهم، والإعراض عما شرع الله لهم وتذكير لهم بأن الله سبحانه يراهم ويعلم أفعالهم الطيبة وغيرهم كما قال: ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) .

وقال تعالي: ( وما تكون في شان وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذا تفيضون فيه )

فالواجب علي العبد أن يحذر ربه وأن يستحي منه أن يراه علي معصيته أو يفقده من طاعته التي أوجب عليه ثم قال سبحانه ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظهن فروجهن ) فأمر المؤمنين بذلك صيانة لهن من أسباب الفتنة وتحريضا لهن علي أسباب العفة والسلامة ثم قال سبحانه ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( ما ظهر منها ) يعني بذلك ما ظهر من اللباس فإن ذلك معفو عنه ومراده بذلك رضي الله عنه الملابس التي ليس فيها تبرج وفتنة. وأما ما يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر ( ما ظهر منها ) بالوجه والكفين فهو محمول علي حالة النساء قبل نزول آية الحجاب. وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع كما سبق في الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها. ويدل علي أن ابن عباس أراد ذلك ما رواه علي بن أبي طلحة عنه انه قال: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة. وقد نبه علي ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم، والتحقيق. وهو الحق الذي لا ريب فيه. وأما ما رواه أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعليها ثياب رفاق فأعرض عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: ( يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يري منها إلا هذا وهذا ) وأشار إلي وجهه وكفيه. فهو حديث ضعيف الإسناد لا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم لأنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة وهو لم يسمع منها فهو منقطع ولهذا قال أبو داود بعد روايته لهذا الحديث هذا مرسل، خالد لم يدرك عائشة.. ولأن في إسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يحتج بروايته.. وفيه علة أخري ثالثة وهي: عنعنة قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلس.

ومعلوم ما يترتب علي ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة وقد تقدم قوله تعلي ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ). ولم يستثن شيئا وهي أية محكمة فوجب الأخذ بها والتعويل عليها وحمل ما سواها عليها والحكم فيها عام في نساء النبي صلي الله عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين. وتقدم (2) في سورة النور ما يرشد إلي ذلك وهو ما ذكره الله سبحانه في حق القواعد وتحريم وضعهن الثياب إلا بشرطين: أحدهما كونهن لا يرجون النكاح. والثاني عدم التبرج بالزينة وسبق الكلام علي ذلك وأن الآية المذكورة حجة ظاهرة، وبرهان قاطع علي تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة. ولا يخفي ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج وإبداء المحاسن فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلي الفساد وظهور الفواحش. ومن أعظم أسباب الفساد. خلوة الرجال بالنساء وسفرهم بهن من دون محرم. وقد صح عن النبي صلي الله عليه مسلم أنه قال: ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ولا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) وقال صلي الله عليه وسلم: ( لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم ) رواه مسلم في صحيحه. فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا علي أيدي نسائكم، وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج، وإظهار المحاسن، والتشبه بأعداد الله من اليهود والنصارى وسائر الكفرة ومن تشبه بهم، واعملوا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه عافانا الله وإياكم من شر ذلك ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن السفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد وفد صح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الدنيا حلوة خضرة وأن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون؟ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)وقال عليه الصلاة والسلام: ( رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ). وقال صلي الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها ورجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ) وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور ولبس الرقيق والقصير من الثياب والميل عن الحق والعفة وإمالة الناس إلي الباطل وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخول الجنة. نسأل الله العافية من ذلك. ومن أعظم الفساد تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من اليهود والنصارى ومن تشبه بهم في لبس القصير والرقيق من الثياب وإبداء الشعور والمحاسن. وقد قال صلي الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ومعلوم ما يترتب علي هذا التشبه وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية، من الفساد،؟ والفتنة، ورقة الدين، وقلة الحياء. فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر ومنع النساء منه والشدة في ذلك لأن عاقبته وخيمة وفساده عظيم، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار لأن تربيتهن عليه بفضي إلي اعتيادهن له وكراهتهن لما سواه إذا كبرن فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء.

فاتقوا الله عباد الله واحذروا ما حرم الله عليكم وتعاونوا علي البر والتقوى وتوصلوا بالحق والصبر عليه. واعملوا أن الله سبحانه سائلكم عن ذلك ومجازيكم علي أعمالكم، وهو سبحانه مع الصابرين، ومع المتقين، والمحسنين، فاصبروا وصابروا واتقوا الله وأحسنوا إن الله يحب المحسنين. ولا ريب أن الواجب علي ولاة الأمور من الأمراء والقضاة والعلماء ورؤساء الهيئات وأعضاء الهيئات أكبر من الواجب علي غيرهم، والخطر عليهم أشد والفتنة في سكوت من سكت منهم عظيمة، ولكن ليس إنكار المنكر خاصا بهم، بل الواجب علي جميع المسلمين ولا سيما أعيانهم وكبارهم، وبالأخص أولياء النساء وأزواجهن إنكار هذا المنكر والغلظة فيه والشدة علي من تساهل في ذلك لعلا لله سبحانه يرفع عنا ما نزل من البلاء ويهدينا ونساءنا إلي سواء السبيل. وصح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ( ما بعث الله من نبي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويهتدون يأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلو ف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) وأسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته وان يصلح ولاة أمورنا ويقمع بهم الفساد وينصر بهم الحق، ويصلح لهم البطانة وأن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد في المعاش والمعاد إنه علي كل شئ قدير وبالإجابة جدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وصلي الله وسلم وبارك علي عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ،،،














رسالة الحجاب

للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد فلقد بعث الله تعالي محمدا صلي الله عليه وسلم بالهدي ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلي النور بإذن ربهم إلي صراط العزيز الحميد بعثه الله لتحقيق عبادة الله تعالي وذلك بتمام الذل والخضوع له تبارك وتعالي بأمثال أوامره واجتناب نواهيه وتقديم ذلك علي هوي النفس وشهواتها. وبعثه الله متمما لمكارم الأخلاق داعبا إليها بل وسيلة وهادما لمساوئ الأخلاق محذرا عنها بكل وسيلة فجاءت شريعته صلي الله عليه وسلم كاملة من جميع الوجوه لا تحتاج إلي مخلوق في تكميلها أو تنظيمها فإن من لدن حكيم خبير عليم بما يصلح عباده رحيم بهم.

وإن من مكارم الأخلاق التي بعث بها محمد صلي الله عليه وسلم ذلك الخلق الكريم خلق الحياء الذي جعله النبي صلي الله عليه وسلم من الإيمان وشعبة من شعبه ولا ينكر أحد أن من الحياء المأمور به شرعا وعرفا احتشام المرأة وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتن ومواضع الريب وإن مما لا شك فيه أن احتجابها بتغطية وجهها ومواضع الفتنة منها لهو من أكبر احتشام تفعله وتتجلي به لما فيه من صونها وإبعادها عن الفتنة.

ولقد كان الناس في هذه البلاد المباركة بلاد الوحي والرسالة والحياء والحشمة كانوا علي طريق - الاستقامة في ذلك فكان النساء يخرجن متحجبات متجلببات بالعباءة أو نحوها بعيدات عن مخالطة الرجال الأجانب ولا تزال الحال كذلك في كثير من بلدان المملكة ولله الحمد لكن لما حصل ما حصل من الكلام حول الحجاب ورؤية من لا يفعلونه ولا يرون بأس بالسفور صار عند بعض الناس شك في الحجاب وتغطية الوجه هل هو واجب أو مستحب أو شئ يتبع العادات والتقاليد ولا يحكم عليه بوجوب ولا استحباب في حد ذاته ولإزالة هذا الشك وجلاء حقيقة الأمر أجببت أن أكتب ما تيسر لبيان حكمه راجيا من الله تعالي أن يتضح به الحق وأن يجعلنا من الهداة المهتدين الذين رأوا الحق واتبعوه ورأوا الباطل باطلا فاجتنبوه فأقول وبالله التوفيق.

اعلم أيها المسلم أن احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل علي وجوبه كتاب ربك تعال وسنة نبيك محمد صلي الله عليه وسلم والاعتبار الصحيح والقياس المطرد.

فمن أدلة القرآن

الدليل الأول

قوله تعالي: ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظهن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفض من زينتهن وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) .

وبيان دلالة هذه الآية علي وجوب الحجاب علي المرأة عن الرجال الأجانب من وجوه:

1- أن الله تعالي أمر المؤمنات بحفظ فروجهن والأمر بحفظ الفرج أمر به وبما يكون وسيلة إليه ولا يرتاب عاقل أن من وسائله تغطية الوجه لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك وبالتالي إلي الوصول والاتصال وفي الحديث العينان تزنيان وزناهما النظر إلي أن قال والفرج يصدق ذلك أو يكذبه فإذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مأمورا به لن الوسائل لها أحكام المقاصد.

2- قوله تعالي ( وليضربن بخمرهن علي جيوبهن فإن الخمار ما تخمر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدفة فإذا كانت مأمورة بان تضرب بالخمار علي جيبها كانت مأمورة بستر وجهها أما لأنه من لازم ذلك أو بالقياس فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولي لأنه موضع الجمال والفتنة فإن الناس الذين يتطلبون جمال الصورة لا يسألون إلا عن الوجه فإذا كان جميلا لم ينظروا غلي ما سواه نظرا ذا أهمية ولذلك إذا قالوا فلانة جميلة لم يفهم من هذا الكلام إلا جمال الوجه فتبين أن الوجه هو موضع الجمال طلبا وخبرا فإذا كان كذلك فكيف يفهم أن هذه الشريعة الحكيمة تأمر بستر الصدر والنحر ثم ترخص في كشف الوجه.

3- إن الله تعالي نهي عن إبداء الزينة مطلقا غلا ما ظهر منها وهي التي لا بد من أن تظهر كظاهرة الثبات ولذلك قال إلا ما ظهر منها لم يقل إلا ما أظهرن منها ثم نهي مرة أخري علي إبداء الزينة إلا لمن استثناهم فدل هذا علي أن الزينة الثانية غير الزينة الولي فالزينة الأولي هي الزينة الظاهرة التي تظهر لكل أحد ولا يمكن إخفاؤها والزينة الثانية هي الزينة الباطنة التي لا يجوز إبداؤها إلا لأناس مخصوصين سواء كانت من صنع الله تعالي كالوجه أم من صنع الآدميين كثياب الجمال الباطنة التي يتزين بها ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل أحد لم يكن للتعميم في الأولي والاستثناء في الثانية فائدة معلومة .

4- إن الله تعالي يرخص بإبداء الزينة الباطنة للتابعين غير أولي الأربة من الرجال وهم الخدم الذين لا شهوة لهم وللطفل الصغير الذي لم يبلغ الشهوة ولم يطلع على عورات النساء فدل هذا على أمرين :

أحدهما : أن إبداء الزينة الباطنة لا يحل لأحد من الأجانب إلا لهذين الصنفين .

الثاني : أن على الحكم ومداره على خوف الفتنة بالمرأة والتعلق بها ولا ريب أن الوجه مجمع الحسن وموضع الفتنة فيكون ستره واجبا لئلا يفتنن به أولو الأربة من الرجال .

5- قوله تعالي : " ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن " .

يعني لا تضرب المرأة برجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلي به للرجل فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه .


فأيهما أعظم فتنة أن يسمع الرجل الخلخال بقدم امرأة لا يدري ما هي وما جمالها لا يدري أشابة هي أم عجوز ولا يدري أشوهاء هي أم حسناء أيهما أعظم فتنة هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلئ شبابا ونضارة وحسنا وجمالا وتجميلا بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء .


الدليل الثاني

قوله تعالي " والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم " .

وجه الدلالة من هذه الآية الكريمة أن الله تعالي نفي الجناح وهو الإثم عن القواعد وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا لعدم رغبة الرجال بهن لكبر سنهن نفي الله العجائز في وضع ثيابهن بشرط أن لا يكون الغرض من ذلك التبرج بالزينة ومن المعلوم بالبداهة أنه ليس المراد بوضع الثياب أن يبقين عاريات وإنما المراد وضع الثياب التي تكون فوق الدرع ونحوه مما لا يستر ما يظهر غالبا كالوجه والكفين فالثياب المذكورة المرخص لهذه العجائز في وضعها هي الثياب السابغة التي جميع البدن وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل علي أن الشواب اللاتي يرجو النكاح يخالفنهن في الحكم ولو كان الحكم شاملا للجميع في جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة، ومن قوله تعالي ( غير متبرجات بزينة ) دليل آخر علي وجوب الحجاب علي الشابة التي ترجو النكاح لأن الغالب عليها إذا كشفت وجهها إنها تربد التبرج بالزينة وإظهار جمالها وتطلع الرجال لها ومدحهم إياها ونحو ذلك ومن سوي هذه نادرة والنادر لا حكم له.

الدليل الثالث

قوله تعالي: ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)

قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله نساء لمؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وتفسير الصحابي حجة بل قال بعض العلماء إنه في حكم المرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم وقوله رضي البله عنه ويبدين عينا واحدة إنما رخص في ذلك لأجل الضرورة والحاجة إلي نظر الطريق فأما إذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين.

والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة قالت أم سلمة رضي الله عنها: لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن علي رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها وقد ذكر أبو عبيدة السلماني وغيره أن نساء المؤمنين كن يدير عليهن الجلابيب من فوق رؤوسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن من أجل رؤية الطريق.

الدليل الرابع

قوله تعالي : ( لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهم ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان علي كل شئ شهيدا) قال ابن كثير رحمه الله لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالي ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ) الآية فهذه أربعة أدلة من القرآن الكريم تفيد وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب والآية الأولي تضمنت الدلالة علي ذلك من خمسة أوجه

وأما أدلة السنة فمنها

الدليل الأول

قوله صلي الله عليه وسلم ( إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان غنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم ) رواه أحمد. قال في مجمع الزوائد رجاله رجال الصحيح وجه الدلالة منه أن النبي صلي الله عليه وسلم نفي الجناح وهو الإثم عن الخاطب خاصة إذا نظر من مخطوبته بشرط أن يكون نظره للخطبة فدل هذا علي أن غير الخاطب آثم بالنظر إلي الأجنبية بكل حال وكذلك الخاطب إذا نظر لغير الخطبة مثل أن يكون غرضه بالنظر التلذذ والتمتع به ونحو ذلك فإن قيل ليس في الحديث بيان ما ينظر إليه فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر فالجواب: عن كل أحد يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه وما سواه تبع لا يقصد غالبا فالخاطب إنما ينظر إلي الوجه لأنه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب.

الدليل الثاني

أن النبي صلي الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلي مصلي العيد قلن يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ( لتلبسها أختها من جلبابها ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما. فهذا الحديث يدل علي أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج ولذلك ذكرن رضي الله عنهن هذا المانع لرسول الله صلي الله عليه وسلم حينما أمرهن بالخروج إلي مصلي العيد فبين النبي صلي الله عليه وسلم لهن حل هذا الإشكال بأن تلبسها أختها من جلبابها ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب مع أن الخروج إلي مصلي العيد مشروع مأمور به للرجال والنساء فإذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب فيما هو مأمور به فكيف يرخص لهن في ترك الجلباب لخروج غير مأمور به ولا محتاج إليه بل هو للتجول في الأسواق والاختلاط بالرجال والتفرج الذي لا فائدة منه وفي المر بلبس الجلباب دليل علي أنه لا بد من التستر والله أعلم.


الدليل الثالث

ما ثبت في الصحيحين ( عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلي بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس وقالت لو رأي الرسول صلي الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنوا إسرائيل نساءها ) وقد روي نحو هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه.والدلالة في هذا الحديث من وجهين.

أحدهما أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها علي الله عز وجل وأعلاها أخلاقا وآدابا وأكملها إيمانا وأصلحها عملا فهم القدوة الذين رضي الله عنهم وعمن اتبعوهم بإحسان كما قال تعال: ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) فإذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة فيف يليق بنا أن نحيد عن تلك الطريقة التي في إتباعها بإحسان رضي الله تعالي عمن سلكها واتبعها وقد قال الله تعالي: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا).

الثاني : أن عائشة أم المؤمنين وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وناهيك بهما علما وفقا وبصيرة في دين الله ونصحا لعباد الله اخبرا بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم لو رأي من النساء ما رأياه لمنعهن من المساجد وهذا في زمان القرون المفضلة تغيرت الحال عما كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم إلي حد يقتضي منعهن من المساجد فكيف بزماننا هذا بعد نحو ثلاثة عشر قرنا وقد اتسع الأمر وقل الحياء وضعف الدين في قلوب كثير من الناس.

وعائشة وابن مسعود رضي الله عنهما ما شهدت به نصوص الشريعة الكاملة من أن كل أمر يترتب عليه محذور فهو محظور.

الدليل الرابع

أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( من جر دويه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء بذيولهن قال يرخينه شبرا قالت إذن تنكشف أقدامهن قال يرخين ذراعا لا يزدن عليه ).

ففي هذا الحديث دليل علي وجوب ستر قدم المرأة وانه أمر معلوم عند نساء الصحابة رضي الله عنهم والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب فالتنبيه بالأدنى تنبيه علي ما فوقه وما هو أولي منه بالحكم وحكمة الشرع تأبي أن يجب ستر ما هو أقل فتنة ويرخص في كشف ما هو أعظم منه فتنة فإن هذا من التناقض المستحيل علي حكمة الله وشرعه.

الدليل الخامس

قوله صلي الله عليه وسلم: ( إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فلتحتجب منه ) رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي.. وجه الدلالة من هذا الحديث انه يقتضي أن كشف السيدة وجهها لعبدها جائز ما دام في ملكها فإذا خرج منه وجب عليها الاحتجاب لأنه صار أجنبيا فدل علي وجوب احتجاب المرأة عن الرجل الأجنبي.

الدليل السادس

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلي الله عليه وسلم فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها علي وجهها من رأسها فإذا جاوزونا كشفناه ) رواه احمد وأبو داود وابن ماجه.

ففي قولها فإذا حاذونا تعني الركبان سدلت إحدانا جلبابها علي وجهها دليل علي وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفا حتى عند الركبان وبيان ذلك أن كشف الوجه في الإحرام واجب علي النساء عند الأجانب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن المرأة المحرمة تنهي عن النقاب والقفازين قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا مما يدل علي أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن .

فهذه ستة أدلة من السنة علي وجوب احتجاب المرأة وتغطية وجهها عن الرجال الأجانب أضف إليها أدلة القرآن الأربعة تكن عشرة أدلة في الكتاب والسنة.

الدليل الحادي عشر

الاعتبار الصحيح والقياسي المطرد الذي جاءت به هذه الشريعة وهو: إقرار المصالح ووسائلها الحث عليها وإنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها فكل ما كانت مصلحته خالصة أو أمر راجحة علي مفسدته فهو مأمورية به أمر إيجاب أوامر استحباب وكل ما كانت مفسدته خالصة أو راجحة علي مصلحته فهو منهي عنه نهي تحريم أو نهي تنزيه وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل علي مفاسد كثيرة وإن قدر فيه مصلحة فهي يسيرة منغمرة في جانب المفاسد فمن مفاسده:

1- الفتنة فإن المرأة تفتن نفسنا بفعل ما يجمل وجهها ويبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد.

2- زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن منقضيات فطرتها فقد كانت المرأة مضرب المثل في الحياء فيقال أحيي من العذراء في خدرها وزوال الحياء عن المرأة نقص في إيمانها وخروج عن الفطرة التي خلقت عليها.

3- افتتان الرجال بها لا سيما إذا سيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة كما في كثير من السافرات وقد قيل:

4- نظرة فسلام فكلام فموعد فلقاء

والشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم فكم من كلام وضحك وفرح أوجب تعلق قلب الرجل بالمرأة وقلب المرأة بالرجل فحصل بذلك من الشر ما لا يمكن دفعه نسال الله السلامة.

4- اختلاط النساء بالرجال فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمته وفية ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض وقد خرج النبي صلي الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال النبي صلي الله عليه وسلم استأخرن فإن ليس لكن أن تحتضن الطريق عليكن يحافات الطريق فكانت المرأة تلص بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق به من لصوقها ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالي ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ).

وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله علي وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب فقال في الفتاوى والمطبوعة أخيرا ص 110 ج 2 من الفقه و 22 من المجموع وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين زينة ظاهرة لغير الزوج وذوي المحارم وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب كأن النساء يخرجن بلا جلباب يري الرجل وجهها ويديها وكان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين وكان حينئذ يجوز النظر إليها لأن يجوز لها إظهاره ثم لما أنزل الله آية الحجاب بقوله ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) حجب النساء عن الرجال ثم قال والجلباب هو الملاءة وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره الرداء وتسميه العامة الإزار وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأسها وسائر بدنها ثم قال فإذا كن مأمورات الجلباب لئلا يعرفن وهو ستر الوجه أو ستر الوجه بالنفقات كان الوجه واليدان من الزينة التي أمرت أن لا تظهرها للأجانب فما بقي يحلل لأجانب النظر إلا إلي الثياب الظاهرة فابن مسعود ذكر آخر الأمرين وابن عباس ذكر أول الأمرين إلي أن قال وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها أن تبدي ذلك للأجانب علي أصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ بل لا تبدي إلا الثياب وفي ص 117، 118 من الجزء المذكور وأما وجهها ويداها وقدماها فهي إنما نهيت عن إبداء ذلك للأجانب ذلك للأجانب ولم تنه عن إبدائه للنساء ولا لذوي المحارم وفي ص 152 من هذا الجزء قال : وأصل هذا أن تعلم أن الشارع له مقصودان أحدهما الفرق بين الرجال والنساء، الثاني احتجاب النساء.

هذا كلام شيخ الإسلام وأما كلام غيره من فقهاء أصحاب الإمام أحمد فأذكر المذهب عند المتأخرين قال في المنتهي ويحرم نظر خصي ومجبوب وممسوح إلي أجنبية وقال في الإقناع ويحرم نظر خصي ومجبوب إلي أجنبية نصا كفحل وفي موضع آخر من - الإقناع ولا يجوز النظر إلي الحرة الأجنبية قصدا ويحرم نظر شعرها وقال في متن الدليل والنظر ثمانية أقسام.

وأما كلام الشافعية فقالوا إن كان النظر لشهوة أو خيفت الفتنة به فحرام قطعا بلا خلاف وإن كان النظر بلا شهوة ولا خوف فتنة ففيه قولان حكاهما في شرح الإقناع لهم وقال الصحيح يحرم كما في المنهاج كأصله ووجهه الإمام باتفاق المسلمين علي منع النساء من الخروج سافرات الوجوه وبان النظر مظنة للفتنة ومحرك للشهوة وقد قال الله تعالي ( قل للمؤمنين بغضوا من أبصارهم ) واللائق بمحاسن الشريعة سد الباب والإعراض عن تفاصيل الأحوال اهـ كلامه. ( وفي نيل الأوطار شرح المنتقي ذكر اتفاق المسلمين علي منع كثرة الفساد ) ولا سيما عند كثرة الفساق ) ولا أعلم لمن أجاز نظر الوجه والكفين من الأجنبية دليلا من الكتاب والسنة سوي ما يأتي:

الأول: قوله تعالي ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) حيث قال ابن عباس رضي الله عنهما هي وجهها وكفاها والخاتم قاله الأعمش عن سعيد بن جبير عنه.

وتفسير الصحابي حجة كما تقدم.

الثاني - ما رواه أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت سن المحيض لم يصلح أن يري منها إلا هذا وهذا وأشار إلي وجهه وكيفيه.

الثالث - ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أخاه الفضل كان رديفا للنبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر أليها وتنظر إليه فجعل النبي صلي الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلي - الشق الآخر ففي هذا دليل علي أن هذه المرأة كاشفة وجهها.

الرابع - ما أخرجه البخاري وغيره من حديث جابر بن عبد الله عنه في صلاة النبي صلي الله عليه وسلم بالناس صلاة العيد ثم وعظ الناس وذكرهم ثم مضي حتى أتي النساء فوعظهن وذكرهن وقال: يا معشر النساء تصدقن فإنكن أكثر خطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين الحديث ولو لا أن وجهها مكشوف ما عرف أنها سفعاء الخدين هذا ما أعرفه من الأدلة التي يمكن أن يستدل بها علي جواز كشف الوجه للأجانب من المرأة ولكن هذه الأدلة لا تعارض ما سبق من أدلة وجوب ستره وذلك لوجهين.

أحدهما: أن أدلة وجوب ستره ناقلة عن الأصل وأدلة جواز كشفه مبقية علي الأصل والناقل عن الأصل مقدم كما هو معروف عند الأصوليين وذلك لأن الأصل بقاء الشئ علي ما كان عليه فإذا وجد الدليل الناقل عن الأصل دل ذلك علي طروء الحكم علي الأصل وتغييره له ولذلك نقول إن مع الناقل زيادة علم وهو إثبات تغيير الحكم الأصلي والمثبت مقدم علي الناقي. وهذا الوجه إجمالي ثابت حتى علي تقدير تكافؤ الأدلة ثبوتا ودلالة.

الثاني: أننا إذا تأملنا أدلة جواز كشفه وجدناها لا تكافئ أدلة المنع ويتضج ذلك بالجواب عن كل واحد منها بما يلي:

1- عن تفسير ابن عباس من ثلاثة أوجه:

أحدهما محتمل أن مراده أول الأمرين قبل نزول آية الحجاب كما ذكره شيخ الإسلام ونقلنا كلامه آنفا..

الثاني: يحتمل أن مراده الزينة التي نهي عن إبدائها كما ابن كثير في تفسيره ويؤيد هذين الاحتمالين تفسيره رضي الله عنه لقوله تعلي ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) كما سبق في الدليل الثالث من أدلة القرآن.

الثالث: إذا لم نسلم أن مراده أحد هذين الاحتمالين فإن تفسيره لا يكون حجة يجب قبولها إلا إذا لم يعارضه صحابي آخر فإن عارضه صحابي آخر أخذ بما ترجحه الأدلة الأخرى وابن عباس رضي الله عنهما قد عارض تفسيره ابن مسعود رضي الله عنه حيث فسر قوله إلا ما ظهر إلا ما ظهر منها بالرداء والثياب وما لا بد من ظهوره فوجب طلب الترجيح والعمل بما كان راجحا من تفسيريهما.

2- وعن حديث عائشة بأنه ضعيف من وجهين.

أحدهما: الانقطاع بين عائشة وخالد بن دريك الذي رواه عنه كما أعله بذلك أبو داود نفسه حيث قال خالد بن دريك لم بسمع من عائشة وكذلك أعله أبو حاتم الرازي.

الثاني: أن في إسناده سعيد بن بشير النصري نزيل دمشق تركه ابن مهدي وضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي وعلي هذا فالحديث ضعيف لا يقاوم ما تقدم من الأحاديث الصحيحة الدالة علي وجوب الحجاب.

وأيضا فإن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كان لها حين هجرة النبي صلي الله عليه وسلم سبع وعشرون سنة فهي كبيرة السن فيبعد أن تدخل علي النبي صلي الله عليه وسلم بثياب رقاق تصف منها ما سوي الوجه والكفين والله أعلم ثم علي تقدير الصحة يحمل علي ما قبل الحجاب لأن نصوص الحجاب ناقلة علي الأصل فتقدم عليه.

3- وعن حديث ابن عباس بأنه لا دليل فيه علي جواز النظر إلي الأجنبية لأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يقر الفضل علي ذلك بل حرف وجهه إلي الشق الآخر ولذلك ذكر النووي في شرح صحيح مسلم بأن من فوائد هذا الحديث تحريم نظر الأجنبية وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في فوائد هذا الحديث . وفيه منع النظر إلي الأجنبيات وغض البصر قال عياض وزعم بعضهم أنه غير واجب إلا عند خشية الفتنة قال وعندي أن فعله صلي الله عليه وسلم إذ غطي وجه الفضل أبلغ من القول كما في الراوية فإن قيل فلماذا لم يأمر النبي صلي الله عليه وسلم المرأة بتغطية وجهها فالجواب أن الظاهر أنها كانت محرمة والمشروع في حقها أن لا تغطي وجهها إذا لم يكن أحد ينظر بعد ذلك فإن عدم نقل أمره بذلك لا يدل علي عدم الأمر إذ عدم النقل ليس نقلا للعدم وروي مسلم وأبو داود عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال سالت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال اصرف بصرك أو قا فأمرني أن أصرف بصري.

4- وعن حديث جابر بأن لم يذكر متي كان ذلك فإما أن تكون هذه المرأة من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا فكشف وجهها مباح ولا يمنع وجوب الحجاب علي غيرها أو يكون قبل نزول آية الحجاب فإنها كانت في سورة الأحزاب سنة خمس أو ست من الهجرة وصلاة العيد شرعت في السنة الثانية من الهجرة واعلم أننا إنما بسطنا الملام من ذلك الحاجة الناس إلي معرفة كثير ممن يريدون السفور فلم يعطوها حقها من البحث والنظر مع أن الواجب علي كل باحث أن يتحرى العدل والإنصاف وأن لا يتكلم قبل أن يتعلم وأن يقف بين أدلة الخلاف موقف الحاكم من الخصمين فينظر بعين العدل ويحكم بطريق العلم فلا يرجح أحد الطرفين بلا مرجح بل ينظر في الأدلة من جميع النواحي ولا يحمله اعتقاد أحد القولين علي المبالغة والغلو في إثبات حججه والتقصير والإهمال لأدلة خصمه ولذلك قال العلماء ينبغي أن يستدل قبل أن يعتقد ليكون اعتقاده تابعا للدليل لا متبوعا لأن من اعتقد من قبل أن يستدل قد يحمله اعتقاده علي رد النصوص المخالفة لاعتقاده أو تحريفها إذا لم يمكنه ردها ولقد رأينا ورأي غيرنا ضرر استتباع الاستدلال للاعتقاد حيث حمل صاحبه علي تصحيح أحاديث ضعيفة أو تحميل نصوص صحيحة ما لا تتحمله من الدلالة تثبيتا لقوله واحتجابا له فلقد قرأت مقالا لكاتب حول عدم وجوب الحجاب احتج بحديث عائشة الذي رواه أبو دواد في قصة دخول أسماء بنت أبو بكر علي النبي صلي الله عليه وسلم وقوله لها إن المرأة إذا بلغت سن المحيض لم يصلح أن يري منها إلا هذا وهذا وأشار إلي وجهه وكفيه وذكر هذا الكاتب أنه حديث صحيح متفق عليه.

فانظر كيف حكم له بالصحة وهو ضعيف أعله أبو داود نفسه بالإرسال والانقطاع وفيه الراوي سعيد بن بشير النصري تقدم الكلام عليه وانظر كيف قال متفق عليه وليس كذلك لأنه أراد بمتفق عليه الاصطلاح المشهور وهو ما رواه البخاري ومسلم فالبخاري ومسلم لم يروياه وإن أراد بمتفق عليه أن العلماء متفقون علي صحته فليس كذلك أيضا وكيف يتفقون علي صحته وأبو داود راويه أعله بالإرسال وأحد رواته ضعفه الإمام أحمد وغيره من أئمة الحديث علي البلاء والهلاك قال ابن القيم:

وتعــر مـن ثوبيــن مـن يلبسهمــا

يلقــي الـردى بمذلـة وهــوان

ثوب مـن الجهــل المــركب فوقـه

ثوب التــعصب بئست الثوبــان

وتحــل بالإنصـاف أفخـر حلــة

زينت بهـا الأعطـاف والكتفـان

وليحذر الكاتب والمؤلف من التقصير في طلب الأدلة وتمحيصها والتسرع إلي القول بلا علم فيكون ممن قال الله فيهم ( فمن أظلم ممن افتري علي الله كذبا ليضل بغير علم إن الله لا يهتدي القوم الظالمين ) أو يجمع بين التقصير في طلب الدليل التكذيب بما قام علي الدليل فيكوم منه شر علي شر ويدخل في قوله تعالي ( فمن أظلم ممن كذب علي الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ) نسأل الله تعالي أن يرينا الحق حقا ويوفقنا لإتباعه ويرينا الباطل باطلا ويوفقنا لاجتنابه ويهدينا صراطه المستقيم إنه جواد كريم وصلي الله وسلم وبارك علي نبيه محمد وعلي آله وأصحابه وأتباعه أجمعين ..


وهذا وبالله التوفيق فقد جمعت وبينت من الأدلة لسماحة الشيخين رحمها الله على وجوب الحجاب وفرضيته على المرأة المسلمة وهكذا بذلك اللباس الشرعي نتقي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ونحمي أمتنا الإسلامية ونسائها من الفتن والرذيلة والوقوع في المنكرات ..


وأيضا من الشيء الهام الواجب توضيحه لأنه يخيل لبعض النساء أن اللباس الشرعي أي شيء يغطي ولكن هناك شروط للحجاب أو لزى المرأة عامة ألا أن يكون : واسع فضفاض غير ضيق يشف عما تحته ، وأن يكون غير متبخر وغير معطر وألا يكون ملفت للنظر .. وهكذا حفظنا الله وعامة المسلمين ونساء المسلمين أجمعين .


وهكذا تعرف المسلمات المؤمنات القانتات لله عز وجل .. ويعرفن كما هن وكما خلقهن الله مؤمنات موحدات بالله مطيعات لأوامره سبحانه وتعالي لكي يكون هناك فرق بين نسائنا ونساء الكفرة الفجرة لعنهم الله أو هداهم الله ويشرح صدورهم للإسلام .. اللهم آمين .

ومن الأمور أيضا غض البصر فهو أمر من الله سبحانه وتعالي لكل المؤمنين والمؤمنات وهكذا يبين كيف أن الإسلام يحمينا من الفتن عن طريق حجاب المرأة فنحن بذلك يسهل علينا غض البصر أي أنه إذا لم يكن هناك حجاب فكيف نغض نحن الرجال أبصارنا عن النساء والشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم فهي طبيعة النفس الأمارة بالسوء ولكن يؤمرنا الله بغض البصر ويحمينا من ذلك ومن الوقوع فيه بحجاب المرأة الساترة لعوراتها .. حفظنا الله وإياهن .

فالإسلام دين كامل متكامل لا يترك شيئا ولو بسيط حتي لا يخيل إلى الحاقدين أنه دين غير كامل أو متناقض في بعض مواضعه .. فحاشى لله تعالي عما يصفون فهو كما قال الله سبحانه وتعالي :

((( اليوم أكملت لكم دينكم . وأتممت عليكم نعمتي . ورضيت لكم الإسلام دينا )))


وهكذا نختم رسالتنا حول الحجاب أو كى لا يختلط الأمر تارة أخري أي النقاب بما وضحناه سابقا لبعض ما جئت به ولما جاء به سماحة الشيخين عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، ومحمد بن صالح بن عثيمين رحهما الله وجزاهما بما أفادانا خيرا في الأخرة







آخر مواضيعي 0 طرقة صناعة الشمع
0 تعبانه من ابنك عشان شقى دخيله هنا
0 شويه دكورات لغرف المعيشه
0 بقايا انسان يسأل
0 الحيض فى السنه
رد مع اقتباس
قديم 07-01-2008, 08:32 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: النقاب هو الزى الشرعى للحجاب

انين الايام
اطلت علينا بموضوع قيم
يجعل المسلمات فى ضياء
طرح مميز ومفيد لنور يصاحب العفيفات
اللهم استرنا بجميل عفوك ورضاك
تسلمى غاليتى
اثابكم الله وجزاك خيرالجزاء
دمت بسعادة الدارين







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 07-01-2008, 08:58 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: النقاب هو الزى الشرعى للحجاب

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه

بارك الله لكى انين الايام

طرح مفيد للحيارى

اسعدك ربى اختى







آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
قديم 07-01-2008, 10:17 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
انين الايام
إحصائية العضو









انين الايام غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: النقاب هو الزى الشرعى للحجاب

بارك الله فى كل من قرأ موضوعى
واتمها الله علينا نعمه نعمة الاسلام







آخر مواضيعي 0 طرقة صناعة الشمع
0 تعبانه من ابنك عشان شقى دخيله هنا
0 شويه دكورات لغرف المعيشه
0 بقايا انسان يسأل
0 الحيض فى السنه
رد مع اقتباس
قديم 07-02-2008, 04:37 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: النقاب هو الزى الشرعى للحجاب




انين الايام



تسلمى على طرحك الرائع

أسعدك الله وووفقك الى كل الخير

تقبلى منى كل الود والاحترام






آخر مواضيعي 0 أوقات استجابة الدعاء
0 الكابينت اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران
0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
رد مع اقتباس
قديم 12-24-2008, 05:29 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
انين الايام
إحصائية العضو









انين الايام غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: النقاب هو الزى الشرعى للحجاب

جزاكم الله كل الخير







آخر مواضيعي 0 طرقة صناعة الشمع
0 تعبانه من ابنك عشان شقى دخيله هنا
0 شويه دكورات لغرف المعيشه
0 بقايا انسان يسأل
0 الحيض فى السنه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator