بعد حياة حافلة بالسعادة
بلغت زوجته الخمسين .. فكتب:
في عيدك الخمسين
في عيـدِك الخمسين غرّدت البلابل بهجـةً
والوردُ فتّح كي يــزفَّ لكِ التهاني والقُـبََلْ
من بعـدِ أنْ ألِـفَ النعــــــاسَ علي خـدودك
وهْوَ يصطنعُ العـِلَلْ
إسـتَــمـْرَأَ الـــوردُ احـتـلالَ الوجـنــتـنِ
كما اسـتـطابَ بحـضــنِكِ الـدَّافـي الـكسلْ
******
فـي عـيدك الخمسين لا تتـعجَّبي
لو غـار منكِ البدرُ..أو أبْدَتْ مـلامـحــهُ الخجلْ
ما عـاد يسمـعُ مـن مُحِـبـِّـيـهِ ترانـيـمَ الــغـزلْ
عشَّاقـُهُ تـركوهُ وانـصـرفـوا إليكِ
فـما رأَوْا فـي حُسنهِ عـنْكِ الـبـدَلْ
كـلٌ أتـاكِ بـشمـعـةٍ ..وبـيـومِ مولدك إحـتـفَـلْ
******
وربيعــــك الخمسـين زغـــــردَ إذْ رأى
أن الجمــــــالَ إلي محطتهِ وصَــــــــلْ
وتَبسَّـــمَ الروض النــــديُّ وزقـــزقـــتْ
فرحاً عصافيرُ الأملْ
فلكم تمنّتْ أن ترى سحــــرَ الجمالِ
بغير زيفٍ.. أو خداعٍ .. أو حِيـلْ
ملَّـتْ تفاخــــــر بعضِهـــنَّ بزيفِـهـــــــــنّ
وعرضِهــــــنّ جمالهــــــنَّ المفتعــــــــلْ
إن الجمالَ الحقّ لا يحتاج أقنعة الدَّجَـلْ
******
واليوم .. قد رأت الجمـــــــالَ الحُــرّ فيكِ
مجسداً .. ومُعقَّمـــــــاً
وبنــــــــورِ خالقــــــه ِتطهـَّــــــر َواغتســــــــلْ
هتفت عصافيـــــــرُالرياضِ .. وجدتــُــــــــهُ
إنَّ الجمـــــــــال بهــــا توهّــــجَ واكتمــــلْ
قـد أشرقت شمـسُ الصبـاحِ.. فـلا مِـراءَ ولا جَـدَلْ
*****
أعلمتِ أنَّ زمانـــَـــكِ المــــــــــــاضي
تعطَّـــــــرَ مــن عبيـــــــرِك واكْتَحـَـــــــلْ ؟
لم ينسَ أنكِ كنتِ فيـــــــهِ فراشــــــــةً
جعلتْ مرارتـَهُ كؤوســــاً من عســـــــــلْ
وأتى يزفَّكِ يوم عيدك للعريسِ المحتَملْ
عـَرشُ الجمـال هـو العريـسُ
ولقـد أتــاكِ علي عَجَـلْ
بيمينهِ مهـــــــرُ العروســـــةِ.. إنَّـهُ تــــاجٌ
من الخُلق المرصّع بالتعففِ.. والطهارةِ
في السلوكِ.. وفي الكلامِ.. وفي العمـــلْ
ياطالما طلـبَ الـودادَ وأنتِ يمنعُكِ الخجلْ
لا ترفضيــــــــــه
فكم تضرَّع بالدعــــــاء لتقبليـهِ وابتهلْ
*****
إن كــــان أصغــــــرَ مـــن طموحِــــــكِ
روِّضيهِ .. وطوِّريهِ.. وعلِّميهِ علي مَـهَـلْ
لو كنت عنـوان الجمــــالِ وطهــــــــرهِ
فمكارمُ الأخـــــــــلاقِ أنتِ لهــا الـمَـثَـلْ
*****
يا ربّ .. هل هذا الجمال خلقتهُ
كنموذجٍ للحور .. أمْ ليكونَ مصيدةَ المُـقَـلْ!!
شعر : سعيد حسين القاضي