بسم الله الرحمن الرحيم
تحدث لكي أعرفك.
حكمة رغم أننا جميعاً نعرفها إلا أننا أحياناً نتجاهل تطبيقها.. أو لا نعرف كيف نطبقها، فكثيراً ما نشعر بمشاعر الحب أو الاعتزاز و حتى الرغبة في الاعتراض تجاه أحد أفراد الأسرة ولكننا لا نعرف كيف نعبر عن تلك المشاعر، ولا نجد الكلمات لنصف ما نشعر به، بل إننا كلما حاولنا أن نطلب خدمة من أحد أفراد أسرتنا تحول الأمر لشجار،
فكيف يمكن التغلب على هذه المشكلة؟
تقول فتاة:
كثيراً ما أريد أن أعبر لأمي عن مدى حبي لها، ولكني ما أن أجد نفسي أمامها حتى تهرب الكلمات مني ولا أجد إلا الهروب.. أشعر أن مشاعر حبي تجاه أمي حبيسة بداخلي ولا أعرف كيف أحررها.
تقول أخرى:
رغم حبي لأختي إلا أنني أعتبر نفسي مقصرة في حقها، فحين تمر بموقف سييء لا أعرف كيف أعبر لها عن حزني من أجلها، بل أجدني ألتزم الصمت الأمر الذي يشعرها بأنني لا أهتم بها ولا بمشاعرها، ولكن العكس هو الصحيح، فأنا أحبها للغاية وأحزن كثيراً حين تحزن ولكني لا أعرف كيف أعبر لها عن هذا الحزن.
تقول ثالثة:
لا أعرف لماذا لا يوافق أحد من أفراد أسرتي على مساعدتي في أي شيء، فما إن أطلب شيئاً منهم حتى يتحول الأمر إلى شجار ليس هذا فقط، بل إن والدي لا يوافقان لي على طلب، ولا أعرف لماذا؟ هل الخطأ منهم أم مني؟ خاصة أنني أجد أن أسلوبهم في التعامل فيما بينهم فيه الكثير من التعاون والمودة.
مشاعر صعبة ..
لا جدال في أن هناك مواقف معينة تجد كثيرات منا صعوبة كبيرة في التعبير عن المشاعر خلالها، ويتفاوت الأمر من فتاة لأخرى، فإذا كانت هذه تجد كلمة " كم أحبك يا أمي" كلمة سهلة وعادية فإن فتاة أخرى لا تعتبرها كذلك.
وبصفة عامة.. فإن المشاعر التي نتفق معظمنا على صعوبة التعبير عنها هي مشاعر الحزن.. والمواساة والاعتذار فكثيرات منا تتعثر الكلمات على شفاههن حين يحاولن قول " أنا آسفة" أو " كم أنا حزينة من أجلك" أو " لو أقصد ذلك"!!
,,,((إجراءت السلامة)),,,
إن هذا لا يعود عادة إلى ضعف الثقة بالنفس، ولكن الحقيقة أن مثل تلك الكلمات قوية وخطيرة إنها مثل السهم الذي لا يمكننا معالجة آثاره السيئة إذا انطلق، ولا يمكن التراجع عنها بعد ذلك، وكلما كان الموقف قوياً والمشاعر أقوى زاد الخوف من الكلمات المعبرة عنه، ومن إساءة الكلمات في التعبير عن المشاعر أو عدم قدرتها على تصوير قوة المشاعر التي نشعر بها، ولكن هل هذا يعني الاستسلام للصمت؟! بالطبع لا ..
بل عليك مراعاة التالي:
-لا تركزي على مشاعرك ونفسك لكن ضعي عينيك على الهدف الذي تريدينه من وراء الكلمات التي تريدينها، فلا يشترط أن تعبري في موقف واحد وكلمة واحدة عن كل المشاعر التي تشعرين بها، بل عبري عما تشعرين به في هذا الموقف بالذات.
-تحري البساطة.. فكلما كانت الكلمات بسيطة.. وصلت أسرع للقلب، وكانت أكثر تعبيراً عن المشاعر.. فمن غير المطلوب منك إلقاء قصيدة في المواساة لتقولي لأختك أنك حزينة من أجلها، أو مقال في الحب والمودة لتعرفي أمك كم تحبينها.
-اعرفي محدثك.. فلا يمكن أن تخبري أختك الصغرى بحبك بنفس الأسلوب الذي تتحدثين به مع أختك الكبرى أو والدتك، فلكل إنسان الأسلوب المناسب للحوار معه.
-اختاري الكلمات المناسبة، فلا تحاولي مواساة شقيقتك أو شقيقك بسرد المشاكل التي تعانين أنت منها مهما كانت أقوى وأكبر، فهذه ليست الطريقة المناسبة للمشاركة في الأحزان.
-اعرفي الوقت المناسب.. فلا تأتي لوالدتك وهي مثقلة بعمل المنزل أو تذاكر لأخوتك الصغار وتجلسي بجوارها لتعبري لها عن حبك، أو تنتظري والدك حين يأتي متعباً من العمل لتحاولي التقرب منه وتبادل الحديث معه، فهذه ليست حالة مناسبة تجعلهما قادرين على تبادل المشاعر والمودة والحوار معك، أو إجابة أية طلبات.
-اهتمي بتعبيراتك الجسدية، فلا تعني الكلمات اللطيفة شيئاً مع النظرات العدوانية أو الملامح العصبية التي تحمل الكثير من الضجر .
القواعد الذهبية للحوار ..
هناك قواعد أساسية تساعدك على تبادل الحوار مع الآخرين دون أية آثار عكسية:
•كوني واضحة قدر الإمكان، فلا تعتقدي أن الشخص الذي أمامك من المفترض أن يفهمك، بل أفهميه بنفسك وأمديه بكل ما قد يحتاجه من معلومات ليكون صورة حقيقية عن الأمر.
•استمعي بإنصات, فانشغالك بشيء آخر أثناء الحوار مع الآخرين يعني أنك قد تسقطين بعض أجزاء الحوار، وبالتالي تصل لك الرسالة مشوهة، الأمر الذي يعني رد فعل عكسياً للغاية وبالتالي ميلاد سوء تفاهم أو مشكلة بينك وبين من تتحدثين معه.
•اسألي عن المعنى, فإذا شعرت أن الكلام الذي يقال لك يعني الذي أو النقد فلا تتسرعي في الرد بل اسألي المتحدث عن قصده من الكلام، فقد يكون حسن النية وكل ما يريده هو النصيحة ولكنه لا يتقن توجيه النصح.
•أظهري الاحترام، فمهما كان من تتحدثين معه صغيراً فلابد أن تبادريه بالاحترام حتى يبادلك احتراماً باحترام، والأمر لن يحتاج منك إلا لقليل من المجهود للسيطرة على حركاتك وتعبيرات وجهك التي قد تظهر بعض الاستخفاف.