ليعود النخل يشتمُ الحسا
أيُّ نخل أنتَ يا نخلَ الحسا
ماعسى قلبي يغُني ماعسى
أيغني فيك أحلى نبتةٍ
أم يُغَنِّي فيكَ مسَّاتِ المسا
حينما يقبل ليلٌ هالكٌ
فاقدُ التحنان مملؤُ الأسى
كنتَ من تهديه ماءً باردا
فيعودُ الليل وقتاً مؤنسا
هاج قلبي وابتدا بركانه
حينما سعف الحسا قد لامسا
فاسعفيه ياسُعيفاتٌ فقد
كاد طيب الطلع أنْ يفترسا
قلبَ منهوكِ القوى من فَقْدِهِ
وهو يمشي دونه منتكسا
فاسعفيهِ بَرَّدي علتَهُ
رَجعِّي فيه الهوى المنطمسا
صوتُ هبات النخيل اقتلعت
غربةً عاثت وكَلَّتْ أنفسا
ابتعدت عن تربةٍ لو شمَّها
سيُّ الخلقِ لما قد تَعِسا
لو عليها مُرِّغَتْ أكبادنا
لم يكن بغضاً ولا قلبٌ قسى
زمنُ الأجداد فيها انمزجوا
نثروا من طيبِ خُلْقٍ نرجسا
رغمَ ماهم في خلافات الرُؤى
فهم نَهْرٌ أبى أن ييبسا
ليتَ روحُ الحبِّ عادت حالها
ليعود النخل يشتمُ الحسا....
م0ن