أهرب من كل شيء إلى اللاشيء
من حزني وخوفي ووجعي وألمي وكل تلك المشاعر التي هي مثلا الجلاد يجلدني بسوطه في كل حين
الى اللاشيء
إلى البشر
الخيال
التفاهه
الامنيه
الضياع
الحلم
حتى مللت منهم كلهم
مللت من الحلم ومن البشر ومن نفسي ومنهم أجمعهم
فهروبي عمل عبثي لم أجد فيه غايتي ولا منشودي هو النسيان والسلوى
وأظل على مدار ساعات اليوم أتنقل بينهم عبثاً أحاول الفرار
وعندما ينتهي اليوم وأضع رأسي على وسادتي تحاصراني كل تلك الالم وتتمثل أمامي عيني فأراها في كل شيء من حولي حتى في الفراغ
أحياناً يُخيل إلى أني فعلاً نجحت في عمليه النسيان والفرار الذي غدا هدفي
لكني ماألبث أعود لنفس تلك النقطه التي بدأت منها
وهنه
تعبه
مرهقه
قد أستهلك الحزن والالم كل ذره فيني
ثم أدركت أني هروبي كان إلى مالاينفعني ويضرني وإنما كنت أحتاج أن أفر إلى الله
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)الذاريات
ولو فعلت لأرتحت ولتحول تعبي ووهني إلى راحه وقوه بالله
ولقد كنت فيما مضي حين أقرأ هذه الايه هي ظاهره وواضحه في معناها ولكن لم أشعر بها في قلبي
في كياني
في حياتي سوى الان لم تلامس فؤادي غير الان
ولقد فسرها صاحب ضلال القران رحمه الله تفسيراً جميلاً عذباً فقال :
وفي ظل هذه اللمسات القصيرة العبارة الهائلة المدى:في أجواز السماء , وفي آماد الأرض , وفي أعماق الخلائق . يهتف بالبشر ليفروا إلى خالق السماء والأرض والخلائق , متجردين من كل ما يثقل أرواحهم ويقيدها ; موحدين الله الذي خلق هذا الكون وحده بلا شريك .
(ففروا إلى الله , إني لكم منه نذير مبين . ولا تجعلوا مع الله إلها آخر , إني لكم منه نذير مبين). .
والتعبير بلفظ الفرار عجيب حقا . وهو يوحي بالأثقال والقيود والأغلال والأوهاق , التي تشد النفس البشرية إلى هذه الأرض , وتثقلها عن الانطلاق , وتحاصرها وتأسرها وتدعها في عقال . وبخاصة أوهاق الرزق والحرص والانشغال بالأسباب الظاهرة للنصيب الموعود . ومن ثم يجيء الهتاف قويا للانطلاق والتملص والفرار إلى الله من هذه الأثقال والقيود !انتهي كلامه
لقد ترجم أحساسي كأفضل مايكون رحمه الله
وفي التفسير الميسر :
(ففروا-أيها الناس- من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به وبرسوله, واتباع أمره والعمل بطاعته, إني لكم نذير بيِّن الإنذار. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر, فزع إلى الصلاة, وهذا فرار إلى الله.)
وقد فسرها أبن كثير رحمه الله بقوله: (أي الجئوا إليه واعتمدوا في أموركم عليه "إني لكم منه نذير مبين("
لاأتوقع أن الفرار إلى الله أمر سهل بل يحتاج إلى تدريب لنفس ومجاهده وعمل حتى تلجأ وتعتمد عليه سبحانه وتعالى وحتى تلقي بكل مايثقل كاهلك وتفر منه ومن كل مايوجعك إلى الله سحانه وتعالى
فتجد الامن والامان والراحه والعوض والطمأنينه والرضا
اللهم خذ بأيدينا إليك ويسرسبل الوصول إليك وأجعلنا من أهلك وخاصتك ولاتطردنا من رحمتك وأرحم أمواتنا وأموات المسلمين وأجعل مثواهم جنات النعيم
اللهم امين
راقنى