أقِيلِي عثــــرتِي
أقِيلِي عثــــرتِي
أقيلِـي عثـرتِـي ودعِــي الـفـؤادَا
ليـنـفـردَ الـغــرامُ بـــهِ انـفِــرادا
وعُودي عن ملامـة ذِي اعْتـلالٍ
فـقـدْ ألـــفَ الـتــأوّهَ والـسّـهـادَا
فـإنّـي غـيـرُ ذي صـبـرٍ عـجُـولٌ
وأحـمـلُ مــا أنــوءُ بــه عِـنــادا
وفاضتْ مضغة في الصّدروجْـدا
وصارتْ للأسى المُضنِي المُرادا
يـجـدِّدُ صبـوتِـي تـذكـارُ عـشـقٍتـ
وقّــدَ بـعــد أن خـمــدَ اتِّــقــادا
ليصرفنـي عـن الأحـداثِ صرفـا
أردتُـــه أن يــكــونَ كــمــا أرادَا
فإنـي قــد عيـيـتُ بحـمـل قلـبـي
علـى صبـري فأتعبـنـي ارتِــدادا
وصرتُ إذا رأيتُ الحسـن أشـدو
وأقـبِــلُ فـيــه أسْـلِـمُـه الـقـيـادا
أغـنِّـي للـعـذارى الغـيـد شـعــرا
فـهـنَّ أحــقُّ بالـقـلـب اعـتـقـادا
وهـــن أرقّ خــلــق الله حــسّــا
وأصْـفــى فـــي مـعـامـلـةٍ ودادا
وأبـرأ مـن جرائـم مــن أغــاروا
على وطني ومن نشروا الفسادا
فمـا تركـوا الأمـانَ لــذِي أمــانٍ
بمـا ظلموا،وقـد نهـبـوا الـبـلادا
طوائـفَ مـن جـرادٍ جـاء زحـفًـا
ليحصـدَ كــلّ مخصـبـةٍ حـصـادا
فــــلا ورعٌ ولا شــــرفٌ فــأنّــى
لـذي التضليـل أن يلـدَ الرّشـادا؟
وهـل فــي عـالـمٍ جـشـعٍ عقـيـلٌ
يصحِّـحُ واقعًـا ويــرى الـسّـدادا
ويصلحُ ما يـرى منـه اعْوجاجـا
ويصـنـعُ مــن تـمـزّقـه اتّـحــادا
وهــل عَـكِـرٌ تـدنّـس بالخـطـايـا
سيُصغِـي أو يُجـاوبُ إذ يُـنـادى
ويصـرخُ كـل ذي عـلـمٍ ويعـيَـى
ولا هُــوَ قــد أفــادَ ولا اسْتـفـادا
ويـرجــع والــمــرارةُ تـعـتـريـه
وقلـبُـه مـرغَـمٌ لـبــس الـحــدادا
ويفتـرشُ العـذابَ وفيـهِ خــوفٌ
ويلـتـحـفُ اعـتــزالاً وابْـتـعــادا
ويبكـي فـوقَ مـا يبكـي جريـحًـا
ويسقـطُ مُثخنًـا نـزفَ اضْطهـادا
وتُـحـرَقُ فـيـه أحــلامٌ تـهــاوتْ
فـلـيــس بــمُـــدركٍٍ إلا رمـــــادا
فيَلـعـنُ عُـمـرَه المهدُورَسُخـطـا
ويـخـشـى أنْ يُـجــدّد أو يُـعــادا
ويأنـسُ بالوحـوش إذا تـعـاوتْ
ولم يرَ فـي ابـنِ حـوّاءَ اعْتمـادا
فليتَ الوحشَ قـد وُهِبـتْ عقـولا
وليت النّاس قـد مُسِخـوا جمـادا
فأيـن محـلّ مـن عشـقـوا بــلادًا
ومن نصروا على الهوْن العِبادا
ومـن نسجـوا المعالـيَ بافتِخـار
ومن زرعـوا الرّوابـي والوِهـادَا
ومن ملأوا الزّمـان تقـىً وعلمـا
ومن وقفـوا لـذي الظلـم انتقـادا
أرادوا صـحــوةً عـلـيـاءَ تـبـنـي
وهـامُـوابـالـثـريّـا مُــســتـــزادا
فما وجـدوا سـوى زيـفٍ وجـورٍ
وأفــق ٍمغـلـقٍ عَـفِــنَ انْـســدادا
فلا شربوا سـوى قطِـرانِ خُلـفٍو
لا أكــلـــوا بــــــه إلاّ قـــتـــادا
فـراحـوا طــيّ نسـيـانٍ وغـابـوا
ومـجـدهُـمُ تـولّــى لـــن يــعــادا
ففـيـمـا أتـلــفُ الأيّـــام خُـســرًا
وأهْـلِـي آثــرُوا الــرّأي الحِـيـادا
ومـا ركِبـوا لمجـدِ الأرض هـوْلا
ولا سـرجــوا لمـكـرمـةٍ جـيــادا
وإنّــي لـســتُ محـتـفـلاً بـقــومٍ
أضاعُوا العهدَ واحترفوا الرّقـادا
سـأتـركُ للـدّمـى وطـنــا كـبـيـرا
ليجـنـوا مــن تجارتـهـمْ كـسـادا
وأحـمـلُ ماتبـقّـى مـــن يقـيـنـي
وآخُـذ مــن بقـايَـا الـشّـوق زادا
وأرحـلُ فـي الخيـال أهـيـمُ فـيـه
وأطـــربُ للـجـمـال إذا تـهــادى
وأحْيِي العشقَ في نفسـي لعلّـي
ببَعْـثِ السّهـدِ قـدْ أجـدُ الضِّمـادا
وإنــك يـاوريـثـة كـــلِّ شـوقــي
ملكـتِ بحسنـكِ العـبـقِ الـفـؤادا
أقيلـي عثـرتـي ودعــي غنـائـي
يصـيـدُ لـنـا روائـعَـه اصْطـيـادا
راق لى