هل يجوز للزوج أن يمنع زوجته عن زيارة أهلها ؟السؤال: أهل زوجتي يتدخلون في شئون حياتي وأفسدوها حيث يوجه إليها أبوها الدعوات بكثرة للخروج والذهاب إلي أماكن يتناول فيها البعض المسكرات وأمام ذلك منعتها من زيارتهم.. كما رفضت حضور عقد قران شقيقة زوجتي.. فهل بمنعي من زياره أهلها أكون آثماً؟! وهل أطلقها أفضل؟!
يجيب الشيخ مرجان علي رزق من علماء الأوقاف بقوله: من حسن عشرة الزوج لزوجته أن يحسن إلي أهلها وأن يعينها علي بر والديها وصلة رحمها لكن أهل الزوجة ليس لهم أن يتدخلوا في حياة ابنتهم ويفسدوا بينها وبين زوجها. فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ليس منا من خبب امرأة علي زوجها أو عبدا علي سيدة" رواه أبوداود.
كما ان من واجب الزوج أن يحافظ علي زوجته وأولاده من الفساد ويمنع عنهم ما يضر بدينهم فله منع زوجته من زيارة أهلها إذا تأكد ان فيها مفسدة بل له أن يمنعهم من زيارتها إذا اقتضت المصلحة.
قال الماوردي في ذلك.. الصواب في ذلك: ان عرف بقرائن الحال انه يحدث بزيارتهما أو أحدهما له ضرر فله المنع وإلا فلا ولكن ينبغي لك أن تجمع بين الواجبين فلا تمنع زوجتك من زيارة أهلها أو زيارتهم لها علي أن يكون ذلك بالقدر الذي لا تحصل فيه مفسدة مع تعريف زوجتك بأن طاعة زوجها أوجب عليها من طاعتها لوالديها وانه لا يجوز لها أن تطيعهم فيما فيه معصية أو تعد علي حق الزوج من الطاعة والقوامة.
وأما عن رفضك دعوة أبيها لك لحضور عقد زواج ابنته فقد أخطأت في ذلك فما لم يكن هناك أمر محرم فقد كان ينبغي عليك تأدية دعوته. كما انك أخطأت حين تطاولت عليهم باللفظ فالواجب علي المسلم أن يتجنب الغضب الذي يحمله علي الأمور التي تخالف الشرع. وأما عن الطلاق فلا ننصحك به لاسيما مع وجود طفلة ينبغي أن تنشأ في ظل اسرة مترابطة تقيم حدود الله والذي ننصحك به أن توسط بينك وبين أهل زوجتك ممن يتصف بالدين ورجاحة العقل ليعيد زوجتك إلي بيتك دون أن يشترطوا عليك ما يخالف الشرع ويخل بحقك في الطاعة والقوامة.
وعليك أن توازن بين المحافظة علي زوجتك من المفاسد وبين برها بوالديها وصلة رحمها وعليك أن تتعاون مع زوجتك علي طاعة الله والتقرب إليه وتعلم ما يلزم من أمور الدين.
والله أعلم
المصدر: جريدة" المساء " المصرية .