السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى من! واى من! واى من.............
اللهم لك الحمد أنت المستعان على كل نائبة، وأنت المقصود عند كل نازلة، لك عنت وجوهنا وخشعت لك أصواتنا، أنت الرب الحق... وأنت الملك الحق... وأنت الإله الحق.
أنت المدعوّ في المهمات، وإليك المفزع في الملمات، لا يندفع منها إلاّ ما دفعت، ولا ينكشف منها إلاّ ما كشفت.
ونصلي ونسلم على أشرف رسلك وخاتم أنبيائك وعلى الآل والصحب ومن تبعهم بإحسان. أما بعد:
فإنّ من حكمة الله أن يبتلي عباده بألوان من الهموم والأمراض والمصائب؛ ليسألوه، ويقفوا بين يديه، فيجدوا ربًا غنيًا غير فقير، وقريبًا غير بعيد، وعزيزًا غير ذليل لأنّ الابتلاء يسوق الإنسان إلى ربه سوقًا، يتوسل إليه ويدعوه فيجده ربه قريبًا مجيبًا فيعرف العباد له قدرته وكرمه ورحمته وحكمته. ذلك هو اسم الله المجيب: {إنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} .
مجيب السائلين حملت ذنبي *** وسرت على الطريق إلى حماكا
ورحت أدق بابك مستجيرًا *** ومعتذرًا... ومنتظرًا رضاكا
دعوتك يا مفرج كل كرب *** ولست ترد مكروبًا دعاكـا
وفي خضم الحياة المادية يحتاج المؤمن إلى ملجئ يأوي إليه، ومعين يعتمد عليه، وقوي جليل يتقوى بقواه، وعظيم كبير يحتمي بحماه ومفتاح ذلك الدعاء.
تسقط القوة، وتعيا الحيلة فليس إلاّ الدعاء...
تضيق الدنيا بأهلها حتى كأنّها سم الخياط فليس إلاّ الدعاء.
بالدعاء تحل عقد المكاره، ويفل حد الشدائد، وبه يلتمس المخرج، ومعه تفتح أبواب الفرج.
إنّ الدعاء معين من الخير لا ينضب، ومدد من العون لا ينفد؛ لأنّه باب العطاء العظيم والله سبحانه يحب الداعين ولا يخيب السائلين!
إنّه المُجِيب الذي يُقابِل السؤالَ والدُّعاء بالقَبُول والعَطاء.
إنّه المجيب الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويغيث الملهوف إذا ناداه، ويكشف السوء عن عباده ويرفع البلاء عن أحبائه.
كل الخلائق مفتقرة إليه، ولا قوام لحياتها إلاّ عليه، لا ملجأ لها منه إلاّ إليه، وجميع الخلائق تصمد إليه وتعتمد عليه [1]، ولكن الله حكيم في إجابته، قد يعجل أو يؤجل على حسب السائل والسؤال، أو يلطف بعبده باختياره الأفضل لواقع الحال، أو يدخر له ما ينفعه عند المصير والمآل، لكن الله تعالى يجيب عبده حتمًا ولا يخيب ظنه أبدًا كما وعد وقال وهو أصدق القائلين {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَليَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ، وقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
إنّه الإله العظيم القريب المجيب... يدعى لكشف الضر؛ فترسل السماء ماءها وتخرج الأرض بركاتها وزهرتها.
الى من يكون مهربك
الى من يكون ملجئك
الى من تشكون يا حزين
الىمن تستجير يا غافل
الى من تعلن ضعفك يا فقير
الى من تسكن يا لاهي
الى من تطلب يا سائل
الى من تحن يا قاسي القلب
الى من تتوب يا عاصي
الى من تزل يا متكبر
الى من تقلع بظلمك يا ظالم
الى من تأنس يا وحيد بدنياك
الى من تزرف الدموع يا جاحد
الى من تشكوه حالك يا جاهل
الى من تحسن الظن يا قانت من رحمته
الى من تلجىء يا طالب العفوا والغفران
الى من تهتدي يا ضال
الى من تستعين يا ضعيف
الى من تعتز يا زليل
الى
ربي وربك ورب قلبي وقلبك
هادي الانفس ومقلب القلوب والمعز والمذل
الى اللــــــــــــــــــــــ ــــــــه
الرحمن الرحيم