مجروحـــــون ولكن!!
اخرج يا حرف مزق في شرياني،
اخرج بكل ما فيك خذ روحي ولا تبقي حتى جناني
اخرج بلهيبك المحزون،
اخرج وأعلن في الدنيا صوتاً وإن قالوا صوت الجنون،
مزق خدي وخذ كل أخدود ولا تبكي،
اغمد في سيفي واقطف كل آهاتي وصادرها ولا تيأس بعد أخذ النبض من أن أحفر بين الترب حياتي،
ولا تيأس بعد حفر الجرح أن أستعيد كياني،
بناء اللغة يا حرف ليس للكاتب أحاول أن أفهمها
بناء اللغة يا بيضائي ليست للكاتب،
وسطوره الممتدة بين العين والكلم ليست للكاتب،
وجراح الخد يا حرف بسمتي،
جراح القلب يا حرف لوعتي،
قد أكتب بين خلياهم
قد أحفر نسيم الحرف بالطبشور بين ثناياهم
لن يستطيعوا أن ينقذوا أرواحهم من نقاطي من نسيمي،
لن يرفضوا يا حرف أن تكون شكواهم عبر قلبي لن يرفضوا أن يكون المأوى لدموعهم
بعضاً من لحمي، لن يرفضوا نهشاً فوق نهشٍ فوق نهشِ،
يا حرف إن نسي الكل كلامي،
إن غبت بين نجم المريخ إن ظنوا أنهم تخلصوا من حممي ومن أيامي،
أيامي ليست أكفان،
محفور بينهم إنسان،
مفطور بحب ممزوج بلب،
قتال الحيتان، سن القلم قد أروضه،
ولحن السيف قد أشتته وحد النار قد أطفؤه لكن لن أطفئ فيهم حتى ولو للشعاع لمعة،
لن أرفض أن أكون في طريقهم ذوبان الشمعة،
لن ألمس فيهم أجساداً، لن أسحر فيهم أحلاماً،
لن أواري الليل من باكٍ، لن أرفع الشكات عن شاكٍ، لكن !!
دمعي بين الدموع ليس دمعي،
وخيط الشمعة لم يوقد يوماً إلا من نيران الوردي جرحي،
يا شمع النار الممتد، يا صوت الجرح المعتد يا متعة سلسل القمر،
يا انطفاء الفحم بين الأنات سأبقى فيكم كما فيهم إن حل الموات صوت الحياة،
إن اتسعت مسافتكم بين خدودكم خدي لكم تسيلوا عليه كل الدمعات،
إن فاض الجرح بواديكم سيكون للجرح وادينا،
إن جفت بالدمع مآقيكم، للدمع كل مآقينا
نحن الكتاب يا دنيا، نحن الكتاب يا دنيا،
لم نحمل يوماً سواداً،
ولا أكل محصول النبض فينا جراداً
ما منعنا الهديل عن صوت الحمام،
ولا منعنا بياضاً من جناحٍ ولا أسقطنا عصفوراً حتى ولو بين الأحلام،
لم نعرف يوماً غناء الوهم،
لم نسابق حتى في لون الحرف الأيام،
(نحن الكتاب يا دنيا..!)
ما نكتب ليس مآسينا،
ما ننشد ليس مآسينا،
جلدنا الورق بأيدينا،
وصفعنا القلم ولمرات حبرنا يقاسينا،
وسلائقنا لمرات تيتمت سقيناها ما تحت أظفار الشعور وسرنا،
لكن هل فينا لا بل هل فيكم من نطق الحرف بسكين ؟
هل فيكم من فسر الحرف بسكين ؟
هل فيكم من سال الحبر دماً ؟
من صادق القلم من صادقنا هل كنا يوماً معاً ؟
هي البيضاء يا قراء،
صادقتنا منذ أن ولد فينا شعور الكلام،
الناي فيها أحلى ما يكون،
الدمع فيها ليس هدير الجنون،
ما حجًركم ألانها وما حبس مائكم أدمعها،
وما حجز فهمكم قد أفهمها،
صادقونا أو لا تفعلوا،
آنسونا أو ابتعدوا لن نختلف ولن تختلف وإن تركتموني الآن أكون شاكراً
فصوتها القلبي دعاني لمجالستها........
م0ن