ورغم ما كان في نفس "مايكل أنجلوا" من إنجذاب نحوالحزن والصراع والقلق في مجمل محيط حياته إلا أنه كان أرضاً خصبة لتلك النفس المعذبة العليلة ,فقد صاغ هذا المحيط من الأحداث وأوجد من الأشخاص, ما جعل هذه الصورة الحزينة المتكسرة تلقي كل أبعادها وعمقها.
فهو لم يكد يولد حتى فقد أمه مبكراً وتربى في رعاية مرضعته,وهي زوجة قاطع أحجار كان ينسب إليها أنها أرضعته مع لبنها موهبة -النحت- ووجد هواه من صباه مع هذا الفن فالتحق بمرسم "دومينكو جيرلاندايو" أكبر أساتذة الرسم في فلورنسه في ذلك الوقت..
ولأنه لم يكن شغوفاً بفن الرسم فقد تطلع إلى- فن النحت- لكي يحقق أحلامه البطولية وطموحه من خلاله, ومن يذكر أنه ثم ألتحق بمدرسة -لورنزو دي مديتشي- بحدائق -سان ماركو- وحظي من ذلك الأمر بتقدير وإهتمام رجال الفكر والفن في إيطاليا, فعاش في قلب -النهضة الإيطالية- وتتلمذ على يد - برتولدو- الذي بدوره تلقى تعاليمه من- دوناتللو- في فن النحت وأرتبط عن طريقة بالأقدمين كما يقولون.
وفي جو -آل مديتشي- بين تعاليم -أفلاطون- ومّثل الحياة الفكرية في -عصر النهضة- كان العالم الوثني والديني المسيحي, يتصارعان في داخل نفسه المفعمه بالحزن اساساً ,ولكنه كان في هذه الفترة إغريقياً ينحت -الساتير- و-أبولون- و-معركة القنطورس- ولا تلبث روحه المولعة بالعذاب أن تتطلع خلف أسوار حديقة -سان ماركو- بجوها- الأفلاطوني- إلى لهيب الصراع الديني والإجتماعي الذي يشعله -سافونارولا- ويمضي "مايكل انجلو" تابعاً له متأثراً به, وإن لم يظهر هذا الأثر في فنه خلال تلك الفترة,إلا أنه تأثر به بشكل عام,حيث نرى أن هذا الفنان الشاب يشارك في تلك الأحداث وتتلظى نفسه باللهيب الذي أحرق جثمان- سافونارولا -في ثورة عارمة .
Michelangelo. Madonna. 1521-1534. Marble. Medici Chapel, San Lorenzo, Florence, Italy
الصور المرفقة