حقيقة الدنيا
أمثلة
من كلام السلف تبين حقيقة الدنيا التي تعلقت بها القلوب
المثال الأول
شهوات الدنيا في القلب كشهوات الأطعمة في المعدة وسوف يجد العبد عند الموت من شهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنت والقبح ما يجده للأطعمة اللذيذة إذا انتهت في المعدة غايتهاوكما أن الأطعمة كلما كانت ألذ طعماً وأكثر دسماً وأكثر حلاوة كان رجيعها أقذر فكذلك كل شهوة كانت في النفس ألذ وأقوى فالتأذي بها عند الموت
أشد .وفي المسند : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للضحاك بن سفيان : ألست تؤتى بطعامك وقد مُلح وقزح ثم تشرب عليه الماء واللبن؟ قال : بلى ، قال : فإلى ما يصير ؟ قال : إلى ماقد علمت ، قال : فإن الله عزوجل ضرب مثل الدنيا لما يصير إليه طعام ابن آدم .وكان بعض السلف يقول لأصحابه : انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيذهب بهم إلى مزبلة فيقول : انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم .
المثال الثاني
ما مثلها به النبي عليه الصلاة والسلام كظل شجرة والمرء مسافر فيها إلى الله فاستظل في ظل تلك الشجرة في يوم صائف ثم راح وتركها .
المثال الثالث
تمثيله لها صلى الله عليه وسلم بمدخل اصبعه في اليم فالذي يرجع به غصبعه من البحر هو مثل الدنيا .
المثال الرابع
مثالها مثال إناء مملوء عسلاً رآه الذباب فأقبل نحوه فبعضه قعد على حافة الإناء وجعل يتناول من العسل حتى أخذ حاجته ثم طار ، وبعضه حمله الشره على أن رمى بنفسه في لجة الإناء ووسطه فلم يدعه انغماسه فيه أن يتهنأ به إلا قليلاً حتى هلك في وسطه .
المثال الخامس
مثال الدنيا كحوض كبير ملئ ماء وجعل مورداً للأنام والأنعام فجعل الحوض ينقص على كثرة الوارد حتى لم يبقى منه إلا كدر في أسفله قد بالت فيه الدواب وخاضته الناس والأنعام كما روى مسلم في صحيحه عن عتبة بن غزوان : أنه خطبهم فقال في خطبته : إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حَذاء ولم يبقى إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها وأنكم منتقلون عنها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم .إن الدنيا قد أذنت بصرم / أي بانقطاع وانقضاء .وولت حذاء / أي خفيفة سريعة .الصبابة / البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء.
المثال السادس
ما مثلها به النبي عليه الصلاة والسلام من الثوب الذي شق وبقي معلقاً بخيط في آخره فما بقاء ذلك الخيط ؟؟؟
المثال السابع
كمثل رجل أوقد ناراً عظيمة فجعلت الفراش والجنادب يرون ضوءها فيقصدونها ويتهافتون فيها ومن له علم بحالها جعل يستضيء بها من بعيد .تعليق هذه هي الدنيا التي يلهث الناس وراءها فهي لا تستحق أن
يسعى العبد في طلبها فالدنيا ملعونه ملعون مافيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم كما جاء في الحديث.
فالدنيا دار ممر وليست دار مستقر
ابن القيم الجوزية