السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
هذه العبارة ( ان كنت خائف اطمئن و ان كنت مطمئن خاف )
هل فهمتم معناها ؟؟
قيلت لي هذه العبارة و تعجبت منها فمضت قائلتها شارحة ..
ان المرء منا ان شعر خوفا من النار و خشية من الله ألا يقبل عملة و رجآء كي يتقبله الله ..
إذاً فليطمئن هذا إذ انه يرجي رضا الرحمن و ما الله ليضيع سعيه و رجاءه !!
فقال تعالي في سورة المؤمنون و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجله ﴾<
أيضاً" >﴿ الذين هم من خشية ربهم مشفقون
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
(( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية
﴿ الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة
﴾
قالت عائشة : هم الذين يشربون الخمر ويسرفون ؟
قال :لا يا بنت الصديق !
و لكنهم الذين يصومون و يصلون و يتصدقون
وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات " ))
صحيح . الصحيحة برقم 162
و السر في خوف المؤمنين أن لا تقبل منهم عبادتهم , ليس هو خشيتهم أن لا يوفيهم الله أجورهم , فإن هذا خلاف وعد الله إياهم في مثل قوله تعالى
﴿ فأما الذين آمنوا و عملوا الصالحات , فيوفيهم أجورهم ﴾
, بل إنه ليزيدهم عليها كما قال ﴿ ليوفيهم أجورهم و يزيدهم من فضله ﴾
, و الله تعالى لا يخلف وعده كما قال في كتابه ,
و إنما السر أن القبول متعلق بالقيام بالعبادة كما أمر الله عز و جل
, و هم لا يستطيعون الجزم بأنهم قاموا بها على مراد الله , بل يظنون أنهم قصروا في ذلك , و
لهذا فهم يخافون أن لا تقبل منهم . فليتأمل المؤمن هذا عسى أن يزداد حرصا على إحسان العبادة و الإتيان بها كما أمر الله , و ذلك بالإخلاص فيها له , و اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم في هديه فيها . و ذلك معنى قوله تعالى
﴿ ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا , و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ) .
﴾
أما إن كنت مطمئن فهذا هو طول الأمل
و هو أمن من مكر الله و استمع لقول الله تعالي
﴿ : أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ .
﴾
فالواجب على العبد أن يجعل خوفه مع الرجاء، وأن يجعل رجاءه مع الخوف،
وألا يأمن المكر، كما لا يقنط من رحمة الله -جل وعلا-، فالآية الأولى وهي قول الله تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ فيها أن المشركين من صفاتهم أنهم أمنوا عقاب الله، فلم يخافوا.
و في النهاية ....أدعو الله لمن قالت لي هذا القول لأنها فتحت علي مجالا للبحث لأستفيد و أفيد بإذن الله
جزاها الله و إياي و إياكم الجنة
آمين
م0ن