(1)
أنا عِشتُ أشعُرُ ..
بالضَّياعْ
وأُحسُّ أنِّي دائمًا
أحتاجُ في هذا الزمانِ لِضمَّةٍ
مِن أيِّ صّدرٍ أو ذِراعْ
وأُحِسُّ أنِّي قد أتيتُ إلى الحياةِ
لِكي أذوقَ مَرارةً مِن غيرِ داعْ
وأُحسُّ أنِّي ضائعٌ حتى النُّخاعْ
وأُحسُّ أنَّ نِهايتي
ليلٌ رَهيبٌ فيهِ يَنطَفئُ الشعاعْ
وأُحِسُّ أنَّ سَفينَتي مَثقوبةٌ
وبأنَّ ريحًا سوفَ تَقتلِعُ الشراعْ
(2)
لا تَنظُري لي حَسرةً
ما عادَ عِندي ما يُقالْ
جُرحي أنا طولَ المُحيطِ وعَرضَهُ
والعُمقُ في بُعدِ المُحالْ
إيَّاكِ أنْ تتخيَّلي ..
رَدْمَ المُحيطِ
بِمِلءِ أعيُنِنِا أسىً
أو مِلءِ كَفَّينا رِمالْ
(3)
مُدِّي يَديكِ بِداخِلي
وتَحسَّسي قلبي
لَعلِّي أطمَئنْ
ليسَ الضَّياعُ حبيبتي
طِفلاً تَشَرَّدَ في طُفولَتِهِ
ولا زَمنًا يَضِنْ
إنَّ الضَّياعَ حبيبَتي
قلبٌ يَذوبُ مِنَ الحنينْ
مِن أجلِ قلبٍ لا يَحِنْ:
عبد العزيز جويدة