أهديك موتي !! ........ شهرزاد
فماذا أهديك فى يوم ميلادى ؟؟
فبالأمس ...عندما قرأت قوله تعالى( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ..وجدتنى اردد بطفولة: انا أحببتك أكثر من المال...واكثر من البنون....وكنت زينة العمر كله....والله وحده يعلم !!
فماذا اهديك فى العام الجديد؟؟
أأهديك موتى !!!!!
لاتندهش....فلم أجد بى..وحولى ...ماسيدخل الفرح الى قلبك اذا مااهديتك إياه...سوى موتى !!! هكذا يخيل إلي ألمى ..
فبالأمس تسربت من واقعى كقطرات الماء الغالية التى كنت أحتفظ بها من أجل لحظات العطش الواقعية ..وتركتنى لرعب السؤال..ماذا لو باغتنى العطش وأنت لست معى ؟؟
وبالأمس ..غادرتنى ...كما تغادرنى أشياء أحتاجها بقوة كى أبقى على قيد الحلم والحب والامل ...والحياة !!
وبالأمس...مارست معى غيابك خطوة خطوة..ونزفت منى حضورك قطرة قطرة ...ولمحتك تتقاطر منى بسيولة مخيفة كدمى!!
بالأمس ...خرجت من أعمق أعماق حياتى ...وتركت بى فراغا شوهنى ..فراغا لايتسع لأحد خلفك ...أو لشىء بعدك!!
بالأمس ....قصصت علي قصة الرحيل ..والحنين...والموت عند الحنين...وأحداثا أخرى تلى الحنين..فأرعبنى الانغماس فى تفاصيل لاطاقة لى بها !!
بالأمس ...علمتنى كيف ان المفاجأة قد تعصف بنا ...اذا ماصادفتنا ذات غفلة عاطفية وكأنك تهيىء قلبى...لسكتة قلبيه مفاجئة!!!
بالأمس.سردت على قصة الفارس العاشق بجنون ...وتفاصيل اللحظة الأخيرة بينه وبين معشوقته المجنونة به وكأنك تصف لى طعم الإحتضار الأخير قبل اللفظة الاخيرة !!
بالأمس ...وصفت لى السواد بدقة متناهية ...وأسرفت فى الوصف....كانك تشرح لى لون الأيام بعد رحيلك ..أوكانك تصف لى لون الظلام قبل الأغماضة الأخيرة !!
بالأمس....تجولت فى كل أعماقى...وإتكأت على كل زوايا قلبى ..وصافحت كل الأحاسيس فى داخلى ..وكانك تترك البصمة الاخيرة فى الجولة الاخيرة !!!
بالأمس ....خلفتنى بين أكوام البقايا كالبقايا...وتركتنى بين أوراق الحكاية كالركام المهمل..كالقصائد القديمة ....كالتفاصيل المنسية !!
بالأمس ...ألقيت بى فى فم الوحدة ..وأهديتنى لذئاب الفراق بلا رحمة...وتركتنى لوحوش الاشتياق ..تنهش فى قدرتى على البقاء من دونك...والبقاء بعدك !!
بالأمس ....أهديتنى الحزن مزينا بورق ملون...واهديتى الرعب ملفوفا بالحرير ....وأهديتى الألم مزركشا بخيوط الذهب !!
بالأمس ....وجدتنى مضطرة للانسلاخ من عالمك ..بألم لايعادله ...إلا ألم الانسلاخ من جلدى الملتصق بى !
بالأمس ...وجدتنى مضطرة للضحك بصوت مرتفع كالبكاء المرير..وانت تلوح لى بكلتا يداك مودعا ..فاردا جناحيك للغياب بلا حدود !!
بالأمس ...وجدتنى مضطرة لتصديق وعد العودة...كى أجنب نفسى ذهول فكرة الرحيل بلا عودة !!وتذكرت أنك وعدتنى حين ترحل ان تأخذ معك(ذاكرتى) لكنك أخذت (كلى) معك.. وأبقيت لى ذاكرتى !!
بالأمس....وجدتنى أتحول إلى عاشقة من زمن العشق الجميل.وأتقمص دور قيس .فأمر على أبوابك على غفلة منك أقبل ذا الجدار وذا الجدار..
بالأمس.........إكتشفت إنى احببتك جدا لدرجة انى إستهلكت
الكثير من وقتى كى أستوعب فكرة وجودك بقربى.والكثير من صحتى..كى أستوعب فكرة رحيلك عنى !!
بالأمس ...حدثتنى عنها بصيغة الماضى ...فأغمضت عينى على صدرك بأمان. أنصت بإهتمام لحكاية نسيانها المزعوم...ظنا منى انه لا ثالث لنا سوى الوفاء.. وإستيقظت على طعنة وجودها فى ظهر حلمى !!
بالأمس....حدثتك عنه بغباء الأنثى...حاولت ان أشرح لك حجم رعبى من طوفانه...حاولت ان أستنجد بك من جيوش أشواقه التى يحاصرنى بها..أردت ان تنقذنى منى لا منه.. ان تفتح لى مدائن قلبك..ان تذيقنى طعم فاكهة الآمان !!لكنى اكتشفت ان حدائق عمرك ارض (خوف)لاتنبت أشجار الامان!!
بالأمس ...وقفت أمام المرآة ...أتفقد ضفائرى التى ماعشقتها إلا حين تجولت بها أناملك ..وسكنها عطرك الذى يرفض ان يفارقنى منذ ان إلتصق بى .. وكلما اشتقتك التحفت ضفائرى بحثا عن عطرك المختبىء بها!!
بالأمس...تركت لك حبات الفراولة التى أعشقها ..كى تقتاتها اذا ماشدك الحنين يوما لعطرى ..وكى تذكرك بانه من هنا..من هذا المكان المبعثر بالعشق مرت امرأة ناضجة عشقتك بجنون..فهل تدرك كم يؤلم الناضج جنونه ؟؟
بالأمس....فتحت دفاتر خيالى بك..
إحتضنت طفلى البكر منك...أنجبته منك ذات خيال.أطلقت عليه إسمك ..كى يكون لدي منك نسختين..حين تغيب أنت عنى..يبقى هو معى..لم أخبرك بميلاده...كان كبرياء الأنثى فى داخلى يردعنى عن السفر بك إلى مدن لم يطرقها خيالك !!
بالأمس... ظننت انك لن تحب بعدى..وان لاامرأة ستأتى بعدى..وان لاحكاية بعد حكايتى واننى ليلك الاخير..وحكايتك الاخيرة..وقصيدتك الاخيرة....وشهقتك الاخيرة فى وجه الحياة !!
بالأمس ...طننت ان شموعك الملونة لن تضيئها فى ليلك امراة سواي وان رقصة العشق الحقيقية لن تشاركك بها مجنونة اخرى ..وان نار الحب المتقدة لن تشعلها فى ضلوعك انثى سواي ..وان رهبة اللقاء الاول لن تكتشفها معك مراهقة سواي...وان ارتعاشة الشوق الاولى لن توقظها بك عاشقة سواي!!
بالأمس....شعرت ان طريقك يضيق بى وعلي ....وان إمراة أخرى اصبحت تشاركنى الطريق بك...وتسير بجانبى ...وربما سارت على غفلة منى امامى....وربما ضاق المكان (بك) (بنا) فاضطررت لاهدائى خارطة الخروج منك!!!
بالأمس قرأتك... ......ليست المرة الأولى التى أقرأك بها ..وليست المائة ...وربما ليست الالف ..قرأتك كثيرا ...فى حضورك ...فى غيابك....بالقرب منك ..بعيدا عنك...امام عينيك...وراء ظهرك..قرأتك بكل أوضاع الحب وجهاته ...وشعرت بك بالعمق الذى لايصل اليه خيالك..ولن تبحر اليه قوارب أفكارك يوما !
بالأمس.....ابحرت كعادتى بك !! كررت جريمة القراءة لك ..شرحت حروفك اكثر من العادة....فكرت باستئصال أورام الحروف التى لاتمت لى بصلة...فكرت بمص دماء الكلمات التى لاتحتوينى .....كى تتحول الى جمل شاحبة ..وتلفظ بعد الشحوب أنفاسها..
بالأمس...ظننت ان لاشىء سيملأ الفراغ خلفك..لكن دموعى ملآته...وظننت ان لاشى سيوقف بكائى عليك...لكن صوت سقوطك المرتفع...أوقفه !!
بالأمس ....تنازلت عن حلمى القديم بك ..فماعدت أحلم بعين زرقاء اليمامة كى أراك من بعيد...بعد ان اكتشفت انك تظهر فى الظلمة..بشكل اوضح !!
بالأمس... إكتشفت انى كنت من النقاء....والبلاهة ...والغباء
بحيث لم أستوعب درس الغدر....برغم الاعادة ...والتكرار !!!
بالامس.... اكتشفت ان الوقت غدر بى مرتين
المرة الاولى عندما جاء بك..( بعد )...أوآنك.... فهزمنى!!
والمرة الثانيةعندما مضى بك....( قبل ) ...أوآنك..... فقتلنى!!
بالأمس....تأكدت ان أصعب تجربة عشتها( معك)..تجربة إختراع الأمان ..وأصعب تجربة عشتها (بعدك) تجربة إختراع النسيان!!
بالأمس.....إسترجعتنى ...إسترجعت تفاصيل حكايتى معك...جنونى بك...وجنونى معك...ولمحت نضجى يتوارى خجلا من عقلى ......تلك المجنونة لاتمت بصلة لى .. تلك العاشقة لم تكن انا!!
بالأمس...إسترجعتك...بكل تفاصيلك...بجنونك...بغيرتك...ب هفتك...بوصاياك...بطفولتك..بم اهقتك..برجولتك...بقسوتك...بش قيتك..بخيانا تك..بادعاءاتك...بانانيتك..بخ ثك.. بخيرك...بشرك.. ؟؟ وأنهكنى الاسترجاع!!
بالأمس ...سرقت نفسك من عالمى..من وجودى الذى عشقك كوجودى !
وأبقيتنى بلا ( أنتْ ) !!
بالأمس سرقتنى منى ...سرقت أنا من ( أنا ) ..وأبقيتنى بلا (أنا )!!
ترى....هل تدرك مقدار الرعب ..ان أبقى بلا ( أنت ) وبلا ( أنا )؟؟؟
لكنى....برغم رعب الفكرة..بقيت..بلاك...وبلاي !!
وهاهو عام جديد يأتى أهديك فيه موتى..فموتى كل ماأملكه الآن ....
لحظة
اعتذر.أكتشفت انه حتى موتى لاأملكه ...وان ملكته يوما فهو لك ... حتما هو
.
لك !!