أيهما أقوى !!
صرخ ولدي الصغير في وجه أخيه الكبير، رد الكبير بصرخة مماثلة، ولكن بصوت أرفع. نظرت إليه قائلاً: كان يمكنك أن تتجاهل!
ردّ علي قائلاً: كان يمكنه ألا يبدأ الصراخ!
قلت: كلامك صحيح، لكن هل يعني أن نصبح (صدى) نردّ كلام الآخرين بمثله؛ إنْ خيراً وإنْ شراً؟
تلعثم قليلاً، ثم مضى محاولاً (تبرير) موقفه: لكني أظن أن أخي كان يدرك أن عمله خطأ؟!
قلت: حين يحدث لنا مثل هذا الموقف أمامنا موقفان؛
أحدهما نثبت فيه قوة (برانية)، ولو استدعى أن (نخلع) ثوب أخلاقنا، والثاني: أن نبدي قوة (جوانية)، فنحني رأسنا للعاصفة، ونتجاهل، ونبقي على أخلاقنا.. ونكون قد (انتصرنا) على أنفسنا.. أيهما يختار العقلاء؟
قال: وأي قوة، ونحن نبدو منهزمين أمام خصمنا؟!
قلت: الكل يستطيع أن (يهارش)، إذ لا يتطلب ذلك سوى أن (نفتح) شفتينا، لتتسابق الكلمات (الخشنة)، يدفعها (إعصار) النفس الأمارة بالسوء، لكن من (يصرف) قوته في مدافعة ذلك الإعصار، هو القوي حقاً؛ وهو بذلك ينال احترام الناس، ورضا رب الناس، سبحانه وتعالى، وفوق ذلك يبقى على أخلاقه وصحته!
قال: كلامك صحيح، لكن من يقوى؟!
× قال رجل للأحنف: والله لو قلت لي واحدة لسمعت مني عشراً، فقال: لكنك والله لو قلت لي عشراً ما سمعت مني واحدة.
× وقال رجل لأبي بكر – رضي الله عنه-: والله لأَسُبَّنك سباً يَدْخل القبرَ معك؟ قال: معك يَدْخل لا مَعي.
× وشَتم رجلٌ الشَعبَيّ، فقال له: إن كنتَ صادقاً فغَفر الله لي، وإن كنتَ كاذباً فغفر الله لك.
د. عبد العزيز المقبل