آهٍ أبـــــي
يابر الأمان الساكن في العينينِ
ياقُبلة ظمأى للجبين والخدينِ
يامن ولدت بين يديهِ
يا أول من ضمني بلهفة إليهِ
يا أول من علمني ما الحب وكيف يكون
يا من نصبني زهرة ربيع لكل الفصول
وجعلني قطرة لأنضر الزهور
وشكلني فراشة تسمو جمالاً بغير سفور
اشتقت كثيراً إليك
وما حياتي سوى ذكرى
عند كل آذان
صوتاً يناجيني لبي نداء الرحمن
قد آن الفجر وما له غير التبكير عنوان
جافي مضجعك إني أهيئك للجنان
فأنتِ زادي وزخري وربما نجاتي من النيران
أنتِ تاجي فى الدنيا أنتِ قلبي له قدمان
اشتقت اليك
لضمة الصدر الحنون
لعذب حديث الثغر المنون
فى الجد وحين الهزل
ووقت البر أو دمع محزون
تغسلني من همومي
كم كنت صغيرة وكم كنت صبور
تسمع طقوس يومي دون ملل أو فتور
مازال بريق عينيك كالشمس
ينشر في المكان الأنوار
الكل يخبو .. الكل يذوي
الكل يرحل وتبقى الذكرى أعمار
لم تفارقني يوما ً لكنها أقدار
مازلت أفتش في الحجرات عنك
فطيفك يملأ الدار
أبكيك أبي ولا تداويني دموعي
أحملك قلبا وتعزيني ضلوعي
فمتى يا أبي نلتقي ككل الأحباء
والله إني لأتزين لأنول الرضاء
كعروس ستزف يوماً وتنتظر الجزاء
ما عصيتك يوما رغم طول الفراق
ما سلوتك لحظة
ليتك تشعر ما تفعل بي الأشواق
علمتني دين لدنيا ثم لدار بقاء
رحماك ربي
يا واهب الفردوس للفضلاء
عساه منهم وعساني اكون معه من الأخلاء
دعاء عاشقة فاض بها الشوق
ولم تجد سبيلاً للبوح سوى للرحمن رجاء