للشاعر جلال داود
و ما أتيتُ إذْ أتيتُ ..
و لكنَّ الشوقَ حَكَمْ
الشوقُ .. كلَّ الشوقِ ..
ولا شيءَ غيرُ الشوقِ .. كان عهداً و قَسَمْ ..
فسعيتُ نحوَك هَرْوَلَةً .. يحدوني الندم
فَـقِفْ بقِِفَارِ الذكرى .. و دياجير الظُّلَمْ ..
و إحْفرْ بأظافر الصَّفْحِ الجميل ( نبْعاً ) ..
ثم اغْتَسِلْ بِطُهْرِ تَلَهُّفِي من كلِّ إثْمْ ..
ما جفوتُ .. لم أدِرْ للريحِ وجهي ..
أسْنَدْتُ ظَهْري المُنْهَك ( لجِذْعِ ) براءتي ..
و ( هَزَزْتُهُ ) .. فتَسَاقَطَ رُطَباً من شَجَنْ ..
فألْزَمْتُ قلبي مِحْرابَ صبْرٍ .. ما تَغَشَّاهُ الوَسَنْ
لَمْلَمْتُ جُرْحِي .. لم يَشُبْ حُبي وَهَنْ ..
و طَوَيْتُ روحي في رحابِ ليلٍ مُدْلَهِمْ..
و أنْزَوَيْت في رُكْنِ تَرَقُّبِي ..
كطائرٍ مجروحٍ .. بعد الشَّدْوِ الرَّخِيمِ .. وَجَمْ
ما سَلَيْتُ .. و ما نسيتُ ..
و لم يأتِ بُعادي من عَدَمْ ..
هذي حكاياتي ..
و سِفْرِي المكتوب دَوَاةً و قلم ..
أوْحَيْتُهُ قوافياً صادقاتٍ من سِحْرِ الكَلِمْ
أمْليْتُه لك سطراً تِلْوَ سطْرٍ ..
فكن وحدَكَ لي .. خـصْماً و حَكَم
فلا تقسو كما قسوتَ .. ( و كَمْ قسوتَ كمْ ) ...
أتذْكُر ...؟
إن نَسيت .. فأنْصتْ لِوَجِيبِ هذا القلبِ المُحْتَدِمْ ..
أتسْمعْ ؟
فذاك شلال ُصَبَابةٍ لا زال ينسابُ لحناً و نَغَمْ ..
تُعاتِبُني .. أعاتبُكْ ..
تخاصِمُني .. أخاصِمُكْ ..
فنعودُ سادِرَيْنِ .. نعود على مَتْنِ العَشَم
ثم ماذا ؟
ها قد أتيتُ ...
فالشوقُ حَكَم ..
و هو الآمر الناهي ..
همسْتُ له جهْراً : سمعاً و طاعة ..
صرختُ هامِسةً : لبيك يا لهفة .. كرّرْتُها ألْفَ نَعَمْ
ففي بلاط العشْقِ النبيل .. أنا و أنت .. رعايا و حَشَمْ ..
فأمْدُدْ كفَّكَ المَمْهور بالعُتْبى ..
و هاك عناقي الممزوج دمعاً و دمْ ...
أعْرِفُكَ يا توْأمَ الروحِ ..
( و كمْ أعْرِفُكَ أيَا أنت كمْ ) ..
فستأتيني طَّوْعَاً .. إذا ما الشوقُ نادَى و حَكَمْ ..
و قَسْراً سيأتي بك المدفونُ بين الحَنَايا ..
و المحفورُ في الوجدانِ رَسْمَاً و وَشْمْ ..
أتيتُ .. فتعالَ .. تعالَ .. فهو حتماً قد حَكَمْ ...
تعالَ .. فقد أتيتُ ..ألا تَرْضَى بِمَنْ حَكَم ؟
***
رائعتى المنقولة
اعجبتنى للغاية
ارجومنكم ان تتذوقوها