نبيل فراج.. خرج للقضاء على الإرهاب فعاد شهيدا
نبيل فراج
ارتدى بدلته الميري وأمَّن نفسه بواقي الرصاص. خرج ليثأر لزملائه الـ11 الذين طالتهم يد الإرهاب في أبشع صوره، خرج وكل طموحه أن يقتص لكل مصري من بؤر الإرهاب التي امتدت بجذورها لتسكن "كرداسة"، ورغم تقدمه في السن "55 عاما"، كان في مقدمة الصفوف بجانب شباب الشرطة، غير مبالٍ بعين الإرهاب التي ترقبه، فقط يبحث عن كل بؤرة لهم ليجتثها. هنا مات زملاؤه بقذيفة "آر بي جى"، هنا تخفى الإرهاب و"هنا ينتظره الموت"، إنه اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح اليوم، في عملية اقتحام كرداسة.
كان يبحث و6 من ضباط العمليات الخاصة عن المتهم الرئيسي في تنفيذ مجزرة كرداسة المدعو "أحمد عويس". عيناه كانتا تبحثان عن أعين القناصة المختبئة، لكن الرصاص كان أسرع من نظرته، أصابته إحداها في جانبه الأيمن ليسقط شهيدا وسط زملائه، فيسرع أحدهم في محاولة لإنقاذه، في حين تولى آخر حمل سلاحه الخاص، وبعد مرور لحظات، حمل أفراد المجموعة الضابط لنقله إلى مستشفى الشرطة، لكنه فارق الحياة بعد قرابة الساعة.
استمر الشهيد في ملاحقة الإرهابيين بجانب مجموعة من شباب الضباط والجنود المشاركين في حملة الحرب على الإرهاب في كرداسة حتى فاضت روحه الطاهرة إلى ربه، وهو على بُعد مسافة قصيرة من الإرهابيين، وهم يعتلون أسطح منازلهم والجنود والضباط على الأرض يبحثون عن كل وسيلة تمكنهم من القبض على هؤلاء دون أن تسقط قطرة دماء واحدة، لكن الإرهاب يأبى ذلك، فيكتب اللواء نبيل فرج شهادته بدمه في حرب الإرهاب. "فراج" أحد أبناء الصعيد، من محافظة سوهاج، ولد عام 1958، والتحق بكلية الشرطة عام 1977، وتخرج في دفعة 1981، وأظهرت التقارير الدورية أنه من أكفأ الضباط، عمل منذ عام 2004 حتى 2007 في إدارة اتصالات الشرطة، وتم نقله إلى الإدارة العامة لمرور الجيزة منذ أن كانت رتبته "مقدم" حتى أصبح "عميد"، وحصل على ترقية في الحركة الأخيرة بدرجة لواء، وتولى منصب مساعد مدير أمن الجيزة لشؤون الأفراد، ورغم أن عمله إداري فإن شهامته وحماسته جعلتاه يكون في مقدمة صفوف القوات التي توجهت لمطاردة الإرهابيين الذين يحاولون فرض إرادتهم على الدولة وكسر عزيمة الشعب.